اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مرحلة الاندماج في المحيط الخارجي هي  مرحلة تؤثر في تكوين شخصية الطفل وتحرره الداخلي. لذا فهناك محطات أولية مهمة تؤدي بالطفل في سهولة تامة الى فترة المراهقة، ومنها الى سن النضوج.

ان التربية في نطاق ضيق لا تحضر الطفل لمواجهة عالم البالغين فيما بعد. لذا فهو يحتاج الى عدد كبير من المحطات التي تمكنه من الانزلاق في المغامرات المنوعة والغنية.

فما ان يتعلم المشي، حتى ينجذب تلقائياً الى امثاله، ويتوجه الى الاطفال الآخرين، يتقرب منهم، ينظر اليهم، ويعمد الى ملامستهم او يحاول اعاقة طريقهم. وهذا ما يدل على عالمه الاستكشافي والتمييزي. ان الفترة التي تشهد التبادل، تتراوح عامة ما بين الثالثة والخامسة من عمر الطفل "آخذ لعبتك واعيرك لعبتي".

في سن الثالثة يمر الطفل في مرحلة من التناقض، كما أنه يظهر نوعاً من العدائية تقلق الأهل، اذ انه يتعرض الى رفاق سنه ويضربهم ولا يجب الاستنتاج من هذا التصرف ان الطفل شرير، لأنه، وبكل بساطة، يسعى الى اثبات نفسه تجاه امثاله.

ولاحقا، يشعر بحاجته الى التأقلم مع باقي الاطفال للتعبير عن آرائه ورغباته، وفي هذا العمر يستطيع التحاور مع البالغين بسهولة أكثر مما يفعله مع رفاق سنه.

في عمر السابعة، تصبح العلاقات مع الاطفال عميقة وقوية، وتنشأ المجموعات، ويكون لكل مجموعة عالمها الخاص المؤلف من العبارات والكلمات الموحية لهذا العمر، وعاماً بعد عام، تحتل المجموعة الاهمية الكبرى في حياة الطفل، اذ تنشأ روابط الانجذاب او النفور وتنمو الصداقة.

سن المراهقة هي فترة الانطواء على النفس، تتبعها مواقف منحازة ومتطرفة: وهي عمر الوحدة، كما انها العمر الذي تنمو فيه صداقات عميقة، فالصديق هو الوحيد القادر على المساعدة في تخطي هذه الفترة المهمة من الوعي النفسي. تليها مرحلة المجموعة المختلطة المهمة في الاطلاع على دور المراهق الجنسي وعلى وجود الجنس الآخر الذي يتم على مرحلتين. فالمراهق يكتشف في البدء ان الآخر ليس بالغريب الذي كان يفكر فيه سابقاً، اي ان المراهقين يمحون جميع الفروقات. ثم يتكون الثنائي داخل المجموعة الواحدة، بينما المهم في تمييز الآخر هو تثبيت الشخصية. في بعض الاحيان، يكون المراهق منتمياً الى مجموعة ما، ويبدأ الاهل باثارة الشكوك حول نشاطات هذه المجموعة. ولكن قبل القلق، يجب الاستعلام عن كيفية قضاء هذه المجموعة وقتها او اخذها للمبادرات، ولان المخاطر دائمة الوجود، يجب على الأهل اتخاذ بعض الاجراءات، فيمنعون بعض النشاطات ويجب ان يتمتعوا بالتأثير المناسب بالنسبة الى اختيار الاصدقاء. اذ ان سن المراهقة هي الفترة التي يخشاها الاهل كثيرا، نظراً لسهولة انجراف المراهق في جميع الامور السيئة.

يواجه المراهقون الكثير من الصعوبات في التأقلم مع الحياة الاجتماعية. من هنا تكون الصداقات وحياة المجموعة قوية وعميقة جداً، اذ يبحث المراهقون عن تشجيع وعن نوع من الراحة العاطفية قبل مواجهة مجتمع مقلق. أما الشخصية فتتكون من خلال التعاطي مع الآخرين، والتوازن النفسي يكون في المقدرة على التمييز والقيام بالمبادرات الشخصية.

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها