اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة لليوم 198 من المجازر والاستهدافات المستمرة للمدنيين والمؤسسات الصحية ومراكز الإيواء تركزت في مدينة رفح. وفي هذا السياق، أعلن الدفاع المدني في غزّة انتشال جثامين 190 شهيدًا من خان يونس جنوبي القطاع، في ما اختفى ألفا فلسطيني بعد انسحاب الاحتلال من مناطق عدّة في القطاع. كما أعلنت مصادر طبية بأن 8 أشخاص استشهدوا بينهم 5 أطفال وامرأتان في غارات معادية على منزلين بمدينة رفح.

وفي التفاصيل، أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن «انتشال جثامين أكثر من 150 شهيدًا ونحو 500 مفقود بمجزرة خان يونس التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي»، لافتا إلى أنّ «هناك جثثًا تبخرت وتحولت إلى رماد ، وعلى المؤسسات الدولية معرفة نوعية الأسلحة، ونطالب بتحقيق دولي».

وقال «إنه تم انتشال جثامين 190 شهيدًا من مقبرة جماعية بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس»، مضيفا «أن جثامين الشهداء تعود لفلسطينيين من مختلف الفئات والأعمار، قتلهم جيش الاحتلال أثناء اقتحامه لمجمع ناصر ودفنهم بشكل جماعي داخله، ومعظمهم من النساء والأطفال».

وأكدت قوات الدفاع المدني «استمرار عمليات البحث وانتشال باقي الشهداء، حيث ما زال عدد كبير منهم في المجمع»، مشيرة «إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يجرف عشرات الجثث ويدفنها قبل انسحابه من أي منطقة في القطاع».

تطهير عرقي لم يحدث في تاريخ البشرية

كما أعلن بصل عن اختفاء 2000 فلسطيني بعد انسحاب الاحتلال من مناطق عدة في القطاع»، مشيرًا إلى «اختفاء العديد من أبناء القطاع، ولا نعلم إذا كانوا معتقلين أو دفنوا، فالاحتلال يستخدم الإخفاء القسري بحق أهالي غزة بشكل ممنهج ومدروس «، مضيفا «إنّ جيش الاحتلال يعطي الأمان للفلسطينيين ثمّ يقتلهم بعد دقائق بشكل مباشر، والعديد من الشهداء تمّت تعريتهم قبل قتلهم».

وأكد «أنّ ما يحدث في القطاع تطهير عرقي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزّة لم يحدث في تاريخ البشرية، كما أن الأسلحة المستخدمة لم تستعمل من قبل»، مشددا «على أنه تم تسجيل العديد من جثامين الشهداء تحت بند «مجهول» وبعضهم قدم من شمال القطاع».

حماس: المقابر الجماعية ما كانت
لتتواصل لولا دعم واشنطن لـ «إسرائيل»

من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن المقبرة الجماعية المُكتشفة بمجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، «جريمة مروعة، ومن عمليات القتل بالجملة للمدنيين العزل، التي ما كانت لتتواصل لولا الدعم السياسي والعسكري اللامحدود، والغطاء الذي تمنحه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن» لإسرائيل.

وقالت حماس إن «المقبرة الجماعية الجديدة التي تم اكتشافها في مجمع ناصر الطبي، لفلسطينيين من مختلف الأعمار، تم إعدامهم بدم بارد ومواراتهم بالجرافات العسكرية تحت تراب باحات المجمع، تُضاف إلى العديد من المقابر الجماعية التي تم العثور عليها».

أضافت أن ذلك «يؤكد حجم الجرائم والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، وتطرح تساؤلات حول مصير آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مفقودين بعد انسحاب جيش الاحتلال الفاشي من مناطق في قطاع غزة».

ميدانيا

وفي المستجدات الميدانية، يواصل العدو الاسرائيلي الحرب رغم مثوله أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية. فقد أعلنت مصادر طبية بأن حصيلة القصف المعادي الذي استهدف منزلا في شارع جورج شرق رفح خلّف 5 شهداء، منهم أطفال.

وأكدت المصادر استشهاد امرأة حامل وزوجها وطفلتها في قصف صهيوني استهدف شقة سكنية في منزل عائلة جودة بمخيم الشابورة وسط مدينة رفح. وأضافت أن الأطباء «تمكنوا من إنقاذ الجنين بعد إجراء عملية قيصرية للمرأة التي وصلت إلى مستشفى الكويت التخصصي في رفح، حيث كانت مصابة بجروح خطيرة، قبل أن تستشهد لتلتحق بزوجها وطفلتها».

وقد وصل إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس عدد من المصابين بينهم طفلة لم يتجاوز عمرها 40 يوما مصابة بجروح، إثر غارة صهيونية استهدفت أرضا زراعية تؤوي نازحين في محيط منطقة خربة العدس شمال مدينة رفح.

وفي رفح أيضا، استشهد 10 فلسطينيين بينهم 6 أطفال و3 نساء إثر قصف الطائرات الحربية «الإسرائيلية» شقة سكنية تؤوي نازحين في حي تل السلطان غربي المدينة، ومنزلا آخر وروضة للأطفال في حي السلام شرقي رفح، كما تسبب القصف بانهيار منازل مجاورة.

وشنّت طائرات الاحتلال غارة على منزل في حي الشعوت جنوب مدينة رفح قرب الحدود مع مصر ودمرته تماما. كما أعلنت مصادر محلية عن تنفيذ الزوارق الحربية «الإسرائيلية» قصفًا على المناطق الشمالية الغربية لمدينة خان يونس.وارتفع عدد ضحايا الاستهداف الإسرائيلي لخيم تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة إلى شهيدين و10 جرحى. وذكرت مصادر فلسطينية أن القصف ألحق أضرارًا مادية كبيرة بالمنطقة، كما اشتعلت النيران في عدد من خيام النازحين.

وقالت مصادر فلسطينية ايضا إن قوات الاحتلال استهدفت بغارة موضعا بالقرب من مفترق السنافور شرق مدينة غزة، كما استهدفت بغارة أخرى المناطق الغربية من غزة. وفي النصيرات، نفذت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.

مجلس حرب العدو يناقش صفقة التبادل

بالمقابل، قالت هيئة البث «الإسرائيلية» إن مجلس الحرب انعقد امس في القدس لأول مرة منذ 12 يوما، لمناقشة ملف الأسرى المحتجزين في قطاع غزة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الاجتماع يعقد بناء على طلب الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، لاستكشاف حلول إضافية لمأزق صفقة المحتجزين.

يأتي ذلك غداة تظاهرات شهدتها مدن «إسرائيلية» عدة، للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتوجه فورا إلى انتخابات مبكرة، وإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول «إسرائيلي» كبير أنه في حين أن محادثات المحتجزين لم تحرز تقدما يذكر في الآونة الأخيرة، تتوقع «إسرائيل» أن تستكشف واشنطن طرقا مختلفة لكسر الجمود.

نتنياهو: المساعدات الأميركية لـ «إسرائيل»
هي «دفاع عن الحضارة الغربية»

من جهته، قال نتنياهو «إن حماس رفضت بشكل قاطع كل عروض الحكومة «الإسرائيلية» لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين». وأضاف نتنياهو في بيان مصور عشية عيد الفصح اليهودي، أن «إسرائيل» ستوجه «ضربات إضافية ومؤلمة، وستزيد في الأيام القادمة من الضغط العسكري والسياسي على حماس، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتحرير الأسرى». وعلق نتنياهو على المساعدات الأميركية ل «إسرائيل»، وأشار في تصريح إلى أنّ «الكونغرس الأميركي تبنّى بأغلبيّة ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدّرًا جدًّا، يعكس دعمًا ثنائيًّا قويًّا «لإسرائيل»، ويدافع عن الحضارة الغربيّة. شكرًا لأصدقائنا، شكرًا لأميركا». وكان قد وافق مجلس النواب الأميركيبأغلبيّة ساحقة، على مشروع قانون لتخصيص 26.4 مليار دولار «لإسرائيل». وأظهرت نتائج التّصويت أنّ 366 عضوًا بالكونغرس صوّتوا لصالح مشروع القانون، فيما عارضه 58 آخرون. وبعد موافقة مجلس النّواب، يتمّ إرسال الوثيقة إلى مجلس الشّيوخ الأميركي للنّظر فيها.

الرئاسة الفلسطينية: المساعدات
ضوء أخضر لتوسيع الحرب

وعليه، أكد النّاطق باسم الرّئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أنّ «الدّعم الأمني الأميركي تصعيد خطير، وهو عدوان على الشعب الفلسطيني، وضوء أخضر لتقوم إسرائيل بتوسيع رقعة الحرب لتشمل دول المنطقة بأسرها»، مشدّدًا على أنّ «استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الّذي يؤدّي إلى استقرار المنطقة والعالم». وأعرب عن استنكاره «هذه الحزمة ممّا تُسمّى مساعدات، الّتي وافق عليها مجلس النواب الأميركي، ما يشكّك في مصداقيّة الولايات المتحدة الأميركية بالوصول إلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، عبر تبنّيها دعم حكومة اليمين المتطرّفة في دولة الاحتلال، الّتي تواصل جرائمها بحقّ أبناء شعبنا في قطاع غزة لليوم الـ197 على التّوالي؛ في انتهاك خطير لقرارات الشّرعيّة الدّوليّة كافّة».

حماس: شراكة رسمية في حرب الإبادة

بدورها، عدت حماس خطوة مجلس النواب الأميركي «تأكيدًا للتواطؤ والشراكة الرسمية الأميركية في حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الفاشي على قطاع غزّة. كما حمّلت الحركة الإدارة الأميركية ورئيسها بايدن شخصيًا المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية عن جرائم الحرب الإسرائيلية، مشيرةً «إلى أنّ الدعم الأميركي هو رخصة وضوء أخضر لحكومة المتطرّفين الصهاينة للمضي في عدوانها الوحشي، والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية كافة».

غانتس: السنوار مُفتاح
أي صفقة لاستعادة الأسرى

أقر الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس أن «إسرائيل لم تحقق كل أهداف الحرب بعد، لكنها لم تتنازل عن أي منها»، معتبرا «أن أول أهداف الحرب إعادة المحتجزين، وأن «إسرائيل» ملزمة بإعادتهم، ولتحقيق ذلك فإنها بصدد تفعيل وسائل ضغط إضافية، عسكرية وسياسية واقتصادية.» وأشار إلى أن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار «هو مفتاح أي صفقة لاستعادة الأسرى»، كما تحدث عن التزام «إسرائيل» بإنشاء ما سماه «بديلا لسلطة حماس في قطاع غزة، على أن يكون الائتلاف الإقليمي جزءا من ذلك».

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «معاريف» عن الجنرال «الإسرائيلي» المتقاعد إسحاق بريك قوله «إنه يجب على «إسرائيل» أن تعلن انتهاء الحرب، فقد خسرت بالفعل»، مشيرا «إلى أن «تل أبيب» ليس لديها القدرة على تدمير حماس نهائيا، وأن دخول رفح لن يساعد في ذلك».

هنية في تركيا

أما حماس فقد جددت تمسكها بوقف إطلاق النار دائم، وسحب جيش الاحتلال لكامل قواته من القطاع. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في مقابلة تلفزيونية خلال زيارته لتركيا، «إن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بوقف إطلاق نار دائم في غزة والانسحاب الشامل من كل مناطق القطاع وعودة النازحين بشكل كامل إلى مناطق سُكناهم. كما أكد أهمية موضوع الإعمار ورفع الحصار والتوصل إلى صفقة تبادل «مشرفة».

وتابع «العدو الصهيوني رغم عشرات الجلسات والأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، فإنه حتى هذه اللحظة لم يوافق على وقف إطلاق النار على قطاع غزة. كل ما يريده هو استعادة أسراه، ثم يستأنف الحرب على غزة. وهذا لا يمكن أن يكون»، مضيفا «هو يريد لحماس وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي كأننا نشرعن احتلال القطاع أو جزء منه، وهذا لا يمكن أن يتم».

وعن موضوع الدول الضامنة الذي تم تناوله في المفاوضات الجارية عبر وسطاء، قال هنية «إن المقاومة الفلسطينية تطالب في المفاوضات بتسمية مصر وقطر وتركيا وروسيا والولايات المتحدة، بالإضافة للأمم المتحدة، دولا ضامنة، إلا أن إسرائيل ترفض ذلك»، مضيفا «لذلك نحن متمسكون بذلك رغم الرفض الإسرائيلي».

«إسرائيل» ستستدعي سفراء الدول
التي أيدت العضوية الكاملة لفلسطين

الى ذلك، كشف المتحدّث باسم ​وزارة الخارجية «الإسرائيلية» أورين مارمورشتاين، أنّ «إسرائيل» ستستدعي سفراء الدّول الّتي صوّتت في مجلس الأمن الدولي لصالح رفع مكانة الفلسطينيّين في ​الأمم المتحدة​. وأوضح أنّه «سيجري استدعاء سفراء فرنسا واليابان وكوريا الجنوبية ومالطا وجمهوريّة سلوفاكيا والإكوادور، من أجل عرض الموقف الرّسمي للحكومة وسيتمّ تقديم احتجاج قوي لهم»، مشيرًا إلى أنّه سيتمّ تقديم احتجاج مماثل إلى دول أخرى.

ولفت إلى أنّ «الرّسالة الواضحة الّتي ستُسلّم إلى السّفراء هي أنّ اللّفتة السّياسيّة للفلسطينيّين والدّعوة للاعتراف بالدّولة الفلسطينيّة بعد ستة أشهر من مذبحة 7 تشرين الأوّل الماضي (...) هي جائزة للإرهاب».

تظاهرات في «تل أبيب»

على صعيد آخر، تجمّع الآلاف وسط» ​تل أبيب»، في تظاهرات واسعة تطالب بإجراء انتخابات مبكرة، إسقاط حكومة نتنياهو، وإبرام صفقة تبادل الأسرى. كما نُظّمت تظاهرات في مواقع وبلدات «إسرائيليّة» أخرى، بينها تجمّعًا قرب منزل نتانياهو في قيسارية.

وعلى هامش الاحتجاجات الجديدة، أشار زعيم المعارضة «الإسرائيليّة» يائير لبيد إلى أنّ «هذه الحكومة كارثة على الدّولة، ولإنقاذ «إسرائيل» يجب إجراء انتخابات الآن».

يشار الى ان عائلات الأسرى «الإسرائيليّين» تتّهم نتنياهو بالمماطلة في إبرام صفقة تبادل من أجل البقاء في السّلطة، وأعلنت مؤخّرًا أنّها ستعمل على إسقاط حكومته. 

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...