اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ200 من العدوان على غزة، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة إن «إسرائيل» «عالقة في رمال غزة»، ودعا في كلمة مصورة بثتها الجزيرة إلى تصعيد الحراك الداعم للمقاومة.

من جانب آخر، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المكثف على مناطق عدة من وسط القطاع، وتوالت التحذيرات الدولية من شن «إسرائيل» عملية برية في رفح.

يأتي ذلك بينما وصفت الأمم المتحدة التقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في القطاع بأنها «مثيرة للقلق للغاية»، ودعت إلى إجراء تحقيق «موثوق» في أعقاب انتشال الدفاع المدني في غزة 35 جثة جديدة من مقابر جماعية في مجمع ناصر بخان يونس، وبذلك يرتفع إجمالي جثث الشهداء إلى 310، كما اكتشفت 3 مقابر جماعية.

فقد شدد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري على أن بلاده ملتزمة بجهود الوساطة في أزمة غزة ولكنها حاليا بمرحلة إعادة تقييم، داعيا لوقف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري: «نحن ملتزمون بالعمل لمنع مزيد من الانهيار الأمني في المنطقة، وملتزمون بتجنيب الأطفال ويلات الحروب يمتد للعالم بأسره، فهناك جيل كامل من الأيتام في قطاع غزة».وأفاد بأن «هناك حالة إحباط لدى الوسطاء بسبب عدم التوصل لاتفاق في شهر رمضان»، مشددا على «أننا بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة في هذه المرحلة».

ولفت إلى «أننا أبدينا إحباطنا من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة خاصة الجهود المبذولة من قطر»، مذكرا أن وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو أدلوا بتصريحات تتحدث بشكل سلبي عن الدور القطري». وأكد الأنصاري أنه «لا يمكن لأي طرف في المجتمع الدولي أن يقبل بالهجوم على رفح التي تعاني أصلا»، لافتا إلى أنه «يجب علينا أن نعمل جميعا على وقف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح ووقف الحرب نفسها». وأضاف: «التنسيق مستمر مع شركائنا في تركيا بشأن سبل وقف الحرب على غزة»، مبينا أن «تركيا من أهم الدول الداعمة لجهود الوساطة التي تقودها قطر لوقف الحرب على غزة». وجدد التأكيد أن «قطر ملتزمة بجهود الوساطة في أزمة غزة ولكنها حاليا في مرحلة إعادة تقييم»، مرحبا بقرار عدد من الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية.

من جهتها أدانت حركة حماس تصريحات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقالت إنها محاولة لتحميل الحركة مسؤولية تعطيل الوصول إلى اتفاق. وقالت الحركة إن الجانب الأميركي الشريك للاحتلال في حرب الإبادة يكمل دوره العدائي ضد شعبنا باتهامات باطلة للحركة. وأضافت أن تصريحات بلينكن تتناقض مع مواقف الحركة المرنة لتسهيل الوصول إلى اتفاق، والتي اصطدمت بتعنت ومماطلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وأشارت حماس إلى أن مطالبها واضحة منذ اليوم الأول، وكانت موضع ترحيب من الأطراف والوسطاء، وهي تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

ابو عبيدة

في غضون ذلك قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه «بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته، لكنه لن يحصد سوى الخزي والهزيمة».

وأضاف أبو عبيدة أن «العدو لن يحصد إلا الخزي والعار وإساءة الوجه، سواء بانكسار جيشه وفشله المدوي أمام بأس المقاومة، أو في صورته القذرة الوحشية التي تحطمت أمام العالم بأسره الذي عرف الاحتلال على حقيقته البشعة كما لا يعرفها من قبل». وتابع المتحدث باسم القسام: «لا يزال الجيش الهمجي عالق في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراه، ويستغل ورطته على الأرض في المزيد من الانتقام الهمجي العشوائي الذي لم يحقق يوما انتصارا لأي من الغزاة».

ومضى أبو عبيدة قائلا: «لن يكون هذا الجيش السادي ولا قيادته الفاشلة أوفر حظا من الغزاة القتلة عبر التاريخ، بل سيحصدون المزيد من الغضب وروح الانتقام والاستعداد لكنسهم ومواجهتهم في فلسطين وحولها، بل عبر العالم بأسره». وشدد على أن المقاومة ستظل راسخة في غزة رسوخ جبال فلسطين وأن ضرباتها للعدو ستسمر وتتخذ أشكالا متدجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر العدوان، مضيفا «شاهد العالم طرفا من بأس مجاهدينا وضرباته الموجعة ليس فقط أثناء وجود العدو في مناطق التوغل، بل أثناء انسحابه أو قبيل انسحابه».

وحول ربط «الانتصار في الحرب» باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، قال أبو عبيدة، إن ذلك من «أكاذيب حكومة العدو المتواصلة لمحاولة إيهام العالم بأنها قضت على غالبية الكتائب في قطاع غزة ولم يتبق سوى كتائب رفح، للهروب من حقيقة الفشل الكبير والعجز الذي ينتابها في تحقيق أهدافها من حربها الإجرامية».

وشدد على أن جيش الاحتلال لم يستطع خلال 200 يوم أن يحقق سوى الدماء والمجازر المروعة التي يتقنها كل جبان يمتلك الطائرات والقنابل الفتاكة، وأن عليه أن ينتظر خروج المقاومة في أي بقعة يحاول من خلالها تحقيق أي إنجاز يرفع به معنويات جنوده، وإطالة حكم حكومته.

وثمّن أبو عبيدة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة الذي أذهل العدو والصديق رغم الابادة والمحرقة النازية، مشددا على أن المقاومة لن تتنازل بأي حال حال عن الحقوق الأساسية الإنسانية للشعب الفلسطيني الصابر، وعلى رأسها وقف العدوان وانسحاب العدو وعودة النازحين وإعادة الاعمار ورفع الحصار.

وقال إن تعنت الاحتلال في هذه القضايا يؤكد أن حربه ليست سوى حرب إبادة، مضيفا «بات واضحا وجليا أن حكومة العدو تماطل وتتلكأ في الوصول لصفقة للتبادل وتحاول وعرقلة جهود الوسطاء للوصول إلى وقف لإطلاق النار، في محاولة لكسب المزيد من الوقت». وذكّر أبو عبيدة باستمرار وجود الأسيرين هدار غولدن وشاؤول آرون في الأسر لدى المقاومة منذ 10 سنوات. ووجه خطابه للجمهور الإسرائيلي متساءلا: «أين الأسير الإسرائيلي من أصل إثيوبي أبراهام منغستو، وأين هشام السيد؟.. لقد طواهم النسيان لأنهم ليسوا من اهتمامات نتنياهو وزوجته وحكومته المتطرفة».

وتابع أبو عبيدة أن «سيناريو رون آراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظا تكراره مع أبنائكم في غزة». وأضاف في هذا السياق، «ستدرك عائلات الأسرى ولكن ربما بعد فوات الأوان أن حكومتهم الفاشية قد ارتكبت بحقهم كارثة ومأساة ستظل حاضرة لوقت طويل وسيعانون هم منها كعائلات بعد أن يكون بنيامين نتنياهو قد أنهى مناوراته السياسية وألاعييبه البائسة». وتابع: «الكرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهور العدو لكن في وقت حرج وضيق وخطير.. عودناكم عبر تاريخنا بأننا الأكثر مصداقية ووضوحا من حكومتكم».

ولفت أبو عبيدة إلى أن من أهم آثار طوفان الأقصى « استنهاض الأمة وتوحيد ساحاتها وجمع جبهاتها حول هدف واحد هو فلسطين والأقصى، بعد سعي العدو لعزل القضية الفلسطينية والاستفراد بالقدس والأقصى لحسم الصراع وتهويد أحد أقدس مقدسات المسلمين».

وأضاف المتحدث باسم القسام « نقدر كل جهد عسكري وشعبي انضم إلى طوفان الأقصى ونخص جبهات القتال في لبنان واليمن والعراق وتضحياتها الأبية وندعو كل جماهير أمتنا الى تصعيد الفعل المقاوم بكل اشكاله وفي كل الساحات».

وأكد أبو عبيدة أن ردة الفعل الهستيرية تجاه الفعل المقاوم من مختلف الجبهات تدل على أهمية ذلك العمل المقاوم الذي يلتئم من مختلف الجبهات لاول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية من حيث نطاقه وأشكاله.

وقال أبو عبيدة إن أولى الجبهات وأهمها هي جبهة الضفة المحتلة، التي هي خاصرة هذا العدو وخط المواجهة الأقرب الذي يغير كل المعادلات، مقدما التحية للمقاومة في الضفة، كما اعتبر أهم الساحات العربية ومن وأكثرها إشغالا لبال العدو هي الجماهير الأردنية التي ندعوها لرفع صوتها أكثر.

ميدانيا

ميدانيا استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شواطئ غزة، وسط سلسلة غارات عنيفة تركزت وسط وشمال القطاع، واستمرار الاشتباكات بمدينة غزة، فيما قصفت المقاومة مستوطنتين في غلاف غزة في اليوم الـ200 من العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

وقالت المعلومات إن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف جباليا وبيت حانون في مدينة غزة، وحي الزيتون (جنوب) مؤكدا أن غارة إسرائيلية استهدفت محيط وادي غزة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. كما أضافت أن مدفعية الاحتلال قصفت المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، بينما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شواطئ المدينة.

من جانب آخر، قالت وسائل إعلام محلية إن زوارق الاحتلال قصفت شواطئ مناطق الزوايدة ودير البلح والنصيرات وسط القطاع.

وأفادت بأن آليات الاحتلال ومدفعيته أطلقت النار بكثافة شرقي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، مؤكدا أن الآليات الإسرائيلية أطلقت النار شمال مخيم النصيرات.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية في القطاع، راح ضحيتها 32 شهيدا و59 مصابا.وبذلك، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 34 ألفا و183 شهيدا، و77 ألفا و143 مصابا، جلهم من الأطفال والنساء.

وتواصل المقاومة الفلسطينية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لقواته المتوغلة في قطاع غزّة، عبر الاشتباك وإطلاق الصواريخ نحو مستوطنات الغلاف، مع دخول ملحمة «طوفان الأقصى» يومها الـ200.

وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصفها «سديروت» و»نيرعام» ومستوطنات غلاف غزّة برشقات صاروخية، مؤكّدةً أنّه يأتي رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وأكدت القناة «الـ 12» الإسرائيلية سقوط صواريخ في مستوطنات غلاف غزة، موثّقة «اشتعال النيران داخل مستودع في سديروت بعد القصف الصاروخي الأخير من غزّة».

وفي وقتٍ لاحق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدوي صفارات الإنذار في زيكيم شمال غربي قطاع غزة. وأعلنت قناة «الـ 13» الإسرائيلية إطلاق صاروخين من قطاع غزة تجاه زيكيم.

هذا وأعلنت كتائب شهداء الأقصى أنّ مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية بالأسلحة الرشاشة و قذائف الـ «آر بي جي» في محور قتال في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزّة.

وفي وسط القطاع، وتحديداً في شرقي مخيم البريج، تمكّنت «شهداء الأقصى» من قصف تحشدات آليات «جيش» الاحتلال، بقذائف «الهاون» أيضاً.

وكانت أعلنت «كتائب شهداء الأقصى-نابلس»، أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة مع قوات الاحتلال المقتحمة لمدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية).

وأيضاً، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى-أريحا» أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة مع قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم عين السلطان (الجهة الغربية من مدينة أريحا).وتصدّى المقاومون، لقوات الاحتلال الإسرائيلي المقتحمة للضفة الغربية، وخاضوا اشتباكاتٍ مُتفرقة معها، وسط دعوات عبر مكبرات المساجد إلى التصدي لعمليات الاقتحام الإسرائيلية للمخيمين.

أهالي الأسرى

نظم أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين قطاع غزة، احتجاجا في تل أبيب لمطالبة الحكومة بإطلاق سراح أبنائهم بمناسبة مرور 200 يوم على الحرب على غزة. ونشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية صورة لعائلات الأسرى ومؤيّدين لهم، في ساحة «هابيما» بتل أبيب مستلقين على الأرض، وأيديهم مطلية باللون الأحمر وموجهة نحو السماء، قائلة «تطالب العائلات الحكومة بالتحرك من أجل إطلاق سراحهم».

لقاء خليجي أوروبي 

بحث وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي ، سبل خفض التصعيد في المنطقة وتطورات الأوضاع في قطاع غزة. جاء ذلك خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومسؤولي خارجية دول المجلس وهي السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان، إلى جانب مسؤولين أوروبيين بينهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

مصر

دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري «إسرائيل» لعدم اتخاذ أي إجراءات عسكرية في رفح، على خلفية تصريحات حول اجتياح مدينة رفح جنوب غزة.

وقال شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيرلندي، اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، إنه يجب أن تكون هناك قدرة على اتخاذ خطوات رادعة لـ «إسرائيل» إذا اجتاحت رفح.  وأضاف سامح شكري، أنه لا يمكن للضمير العالمي أن يحتمل استمرار هذا الحجم من القتل فى غزة الذي وصل إلى 34 ألف قتيل، منهم 20 ألفا من نساء وأطفال، واستمرار حالة التدمير المستمر للقطاع بحيث أصبح غير قابل للعيش فيه. وأكد شكري ضرورة توقف هذه الحرب والعمل على إنهائها ووضع إطار يؤدي إلى إنهاء الصراع من خلال الجهد الذي تبذله حاليا الدول من أجل إنهاء الصراع بإقامة الدولة الفلسطينية وهو أمر يجب أن يتم دعمه من كل الشركاء والمجتمع الدولي.

أردوغان

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ»هتلر العصر»، مشبها إياه بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، مؤكدا أن نتنياهو وحلفاءه «لن يفلتوا من العقاب».

وفي تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارته الرسمية إلى العراق حذر الرئيس التركي نتنياهو من إعادة احتلال «إسرائيل» قطاع غزة قائلا «السيطرة على غزة من شأنها فتح الباب أمام عمليات احتلال أخرى، وإتاحة المجال أمام استيطان الإرهابيين الإسرائيليين في غزة تجعل إسرائيل أكثر عدوانية».

وتعهد أردوغان بـ»مواصلة كشف الحقائق والصدح علنا بجرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل»، مؤكدا أن «هتلر العصر بنيامين نتنياهو وشركاءه في الجريمة لن يفلتوا من المساءلة».