اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اهم مشكلة تعترض الاهل وتستأثر باهتمامهم هي تربية اطفالكم وتنشئتهم على فضائل الاخلاق فهم يودون ان اولادهم مثال في الطاعة والذكاء وغيرهما من الصفات الحميدة.

ولقد اتفق المربون على ان الطفل يولد من دون عادات او صفات ويكون على استعداد لقبول ما يغرسه فيه والداه ويربيانه عليه. وقد يكون اهم ما ينبغي التيقظ له هو تعويد الطفل الصدق الذي اذا تحلى به الطفل استقامت امامه امور الحياة. وجمّلته وقربته من الناس ومن المحيطين به. والكذب الذي يدرج عليه الطفل في صغره لن يكون خطرا اذا عرف الوالدان كيف يستغلانه لتوجيه ولدهما، لان الكذب عند الاطفال قد يكون سببه قلة الادراك ومثل هذا الكذب لا يضر ولا ينفع ويتطلب من الوالدين شيئا من الوعي والفهم لتنوير الطفل وتزويده بالمعرفة الصحيحة.

وقد يكون مبعث الكذب عند الطفل ذكاء يتقد في ذهنه ومخيلته ويجد هذا الذكاء منفذا له بروايات وحوادث ومفاخر يختلقها الطفل من عنده، فهو المغامر الكبير وهو الفارس البطل... وهذا الكذب الذي يكمن وراءه ذكاء يحسن بالوالدين ان يوجهاه عند الطفل لاستغلال هذا الذكاء في المستقبل فيختارون له من خيالاته صورة يقودانه الى بلورتها واظهارها الى حيز الوجود عندما يشتد عوده ويقوى ساعده. وينبغي ان يكون هذا الاختيار مبنيا على ادراك لاستعداد الطفل وامكاناته العقلية والذهنية.

وهناك كذب يكون مبعثه الخوف من عقاب يخشى الطفل ان ينزله به ام او اب ظالم، فمثل هذا الطفل يرسم الخوف حياته ويوجه خطواته ويطبع اخلاقه بطابع اللصوصية فيقوم بكل اعماله خلسة وخفية عن اهله ويترعرع وترسب عادة السرقة في طبعه، ويعمد الى الحيلة والكذب والخداع لتغطيه عمله.

وهذا الكذب سببه الاول الاهل ودافعه الاكبر الخوف من ظلمهم، وهناك كذب يغرسه الاهل في طباع الطفل عن غير قصد، كأن يعدوا الطفل بشيء تخلصا منه ثم لا يفون بوعدهم. فيتبع هذا الطفل خطاهم ويقلدهم.

وهناك الكثير من التصرفات التي يقدم عليها الاهل في علاقاتها مع طفلهم تؤدي الى تلقينه اساليب الكذب والخداع، ورغم معرفتهم بضررها وبضرورة الاقلاع عنها، فهم يلجؤون الى اهون السبل للتخلص من طلبات اطفالهم بالمماطلة وادعاء النسيان وهذه كلها مرادفة للكذب – لذا على الاهل ان يكونوا لولدهم المثل الصالح والقدوة الحسنة في الصدق والابتعاد عن الكذب.

 

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين