اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعتبر رياضة كرة المضرب لعبة راقية وشعبية في آن معا، وهي أولمبية بامتياز يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الثاني عشر في فرنسا، وتطورت مع الوقت والزمان وأصبحت محبوبة ولا تقل شأنا عن كرة القدم من حيث المتابعة الجماهيرية.

وفي لبنان لها قاعدة متابعة وكلنا يعرف مدى تطور مستوى المنتخب على مستوى تصفيات كأس دايفيس ولكنه عاد ليتراجع في الآونة الأخيرة. ويقبل العديد من اللاعبين واللاعبات الصغار في لبنان على هذه الرياضة بشغف، ومن بين هؤلاء النجمات ماريا بريدي التي تألقت مع المنتخب فكان هذا الحديث الخاص لـ"الديار".

تقول بريدي في مستهل كلامها "في بداية انطلاقتي الرياضية كنت امارس الفروسية ودفعتني الحشرية لأجرب رياضة أخرى مختلفة تماما وهي كرة المضرب، ومنذ ذلك الوقت لم اتوقف عن ممارستها لا بل توقفت عن ممارسة رياضات أخرى من اجلها لأنني وجدت شغفي بها أما الان فأنا امارس الى جانبها رياضة البادل، شاركت في العديد من البطولات المحلية والاسيوية والعالمية وأنا منذ سنوات مصنفة أولى في لبنان ونلت لقب بطلة غرب اسيا اربع سنوات تواليا وكنت مصنفة أولى على قارة آسيا".

يشرف على تدريب بريدي المدرب فراس دعبوس وعائلتها، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت تجد صعوبة في التوفيق بين التدريب والبطولات والسفر والدراسة، فهي تتهيأ لدخول الجامعة وهذا يتطلب مجهودا ووقتا إضافيا منها.

تتابع "ليس بمقدوري ان أتكلم عن المستوى في لبنان وخاصة في هذه الظروف، كل ما استطيع قوله انني غير راضية عن رياضة كرة المضرب فهي "ليست بخير"، وعلي ان اختار اما التقدم في اللعبة والسفر خارج لبنان او البقاء في لبنان والاكتفاء بما حققته سابقا وطي صفحة كرة المضرب إلى غير رجعة وهذا أحد الأسباب الذي دفعني الى التحول إلى رياضة البادل، في كرة المضرب، للأسف، طموحي اصبح متواضعاً بعدما كان كبيرا جدا إذ سبق وقلت انني وجدت شغفي بها كأنها هي التي اختارتني وما يفرحني ويعزيني رغم كل شيء البصمة التي تركتها والنقلة النوعية التي حصلت للعبة منذ ان مارستها وبرعت فيها و التأثير الإيجابي الذي تركته فيها فكان ما يعرف بقبل وبعد ماريا بريدي حيث عززت ثقافة كرة مضرب الفتيات، بالإضافة الى اعتزازي كوني مثلت بلدي في بطولات عديدة ورفعت مستوى منتخب الفتيات وأحرزت العديد من الألقاب للبنان".

وعن النجوم العالميين ورأيها في تطور اللعبة في العالم تواصل كلامها "انا كنت من محبي الأسطورة روجيه فيدرير ويعجبني هدوء الاعصاب عند نوفاك ديوكوفيتش واحب رافاييل نادال على الملاعب الترابية وسيرينا ويليامس طبعا، ولكن اليوم مع بروز جيل جديد من اللاعبين أصبحت المنافسة اقوى والاسماء الجديدة متميزة جدا كزفيريف والكاريز وسابالينكا وغوف، واتوقع بروز أسماء جديدة عند السيدات من جيلي ومنهن من سبق ان تنافسنا واياهم في العديد من البطولات في السنوات السابقة كبرندا فيروتوفا واليكساندرا ايالا والكثير غيرهما".

تقصير الاتحاد وهبوط المستوى

وعند سؤال ماريا عن هذه الرياضة في لبنان وهل هي مكلفة ماديا وهل ان الاتحاد اللبناني يقدم الدعم الكافي، تجيب "بصراحة كنت افضل ان لا اتطرق الى هذا الموضوع بما انني في الآونة الأخيرة بعيدة عن اللعبة إداريا واتحادياً وعلى مستوى المنتخبات، ولكن للأسف أحيانا علينا مواجهة الحقيقة المؤلمة بأن كرة المضرب في لبنان ليست بخير وهي بحاجة الى دعم كبير وجهود صادقة وجدية، وبكل بساطة فإن المعادلة واضحة إذا كان البلد ليس بخير فإن الحق حكما على المسؤولين والحكام، وإذا تراجعت الخدمات في مستشفى ما فإن سبب التراجع يكون من خلال إدارتها، وإذا قلت ان كرة المضرب ليست بخير فإن المسؤولية تقع على عاتق الاتحاد، طبعا هناك عامل الظروف الصعبة في لبنان ولا ننكرها، ولكن الاتحاد هو راعي اللعبة، وهناك العديد من الأهالي اضطروا إلى ابعاد أولادهم وفضلوا أن يسافروا خارج البلاد لاستكمال تعليمهم أو البحث عن مهنة تعيلهم.. ومن لم يحالفه الحظ بالسفر تحول إلى رياضة البادل، أين ارمان غارابيديان وتميم حلاق ورالف طعمة وسواهم من المحترفين؟!. وما أذكره على صفحتكم هو "غيض من فيض" ويعتبر كلاما ناعما ولطيفا مقارنة بالواقع المرّ، أما الأشخاص الذين لا يتجرؤون على الحديث فذلك لأنهم يخشون على أولادهم بأن يُحرموا من "السفر" تحت رعاية الاتحاد ويسيرون في سياسة "المداهنة" و"المسايرة"، ومن يتحدث عن انجازات أو مشاركات مثمرة واحتكاك عالي المستوى فهذا الكلام كله لا أصل له في هذه الفترة".

تتابع بريدي "لكن المتوفر وما يبذل قليل جداً قياسا على الطموحات، ولا يسعني ان احمل المسؤولية كاملة الى طرف واحد ربما الظروف الذي مر ويمر به لبنان ساهم بالتقصير الكبير، لكنني برأيي ان الاتحاد اللبناني يتحمل جزءاً لا بأس به من هذا التقصير.. فوضع كرة المضرب سيء جداً والجو العام غير محفز والمستوى يتدنى وما من أحد يحرك ساكناً على سبيل المثال لا الحصر تعتبر بطولة غرب آسيا للناشئين من البطولات التي سيطر على صدارتها لبنان، خاصة عند الفتيات على مدار سنوات فمن المعروف ان لبنان وايران هما الأقوى على صعيد المنطقة، وكان لبنان دائماً يحتل المركز الأول خاصة في فئة الفتيات لكننا نجد في الآونة الأخيرة سقوط المنتخب امام تنظيم المنتخب الإيراني وادارته الحكيمة، مع انني انحني امام جهود الاهل والعائلات الذين يدعمون ويتابعون أولادهم بشكل جيد واللاعبات الموهوبات لكن مع الأسف تحضير المنتخب يحتاج الى عمل متواصل ودؤوب فمن الخطأ ان تجهز منتخبا وتدرب لاعبيه قبل أيام قليلة من المباريات كما كان يحصل دوماً بالإضافة الى ثغرات كثيرة في الفريق كالمرافقة الطبية والمشاكل المادية.. اظن ان العصر الذهبي لمنتخبات الناشئين فتياناً وفتيات قد انتهى، يبقى اننا نتوقع للاعبين الذين هاجروا نجاحا افضل في اللعبة انما من بقي في لبنان فأفقه مسدود".

البادل والدراسة أولوية

تكمل بريدي "انا حالياً معتكفة لكن لا ادري ماذا سيحصل في المستقبل وقد يغير من قناعاتي لكن ما هو مؤكد ان رياضة البادل في الآونة الأخيرة تمنحني المتعة والشغف والحماسة، وكل ما فقدته في كرة المضرب واما حالياً اركز على الدراسة وانا بصدد توقيع عقد مع احد الأندية والبدء بالمنافسات الخارجية في البادل وما زال امامي الكثير لتطوير نفسي في هذه الرياضة".

ولا تعرف بريدي حاليا من هم ابرز اللاعبين الصاعدين في كرة المضرب حين تقول "لست متابعة للأسماء فكما قلت لك انا معتكفة بعض الشيء ولكن بالطبع هناك أسماء جيدة لدى الصغار والناشئين يبقى ان ننتظر ونرى الى ما ستؤدي بهم الظروف وطبعاً انا أتكلم عن اللاعبين المقيمين في لبنان اما المهاجرين فلا اعتبرهم لاعبين محليين خصوصا ان تأهيلهم ليس لبنانياً واغلبهم لا يشاركون خارجيا بهويتهم اللبنانية".

تختم "الملاعب في لبنان تعتبر جميعها خاصة وتابعة لأندية او منتجعات، ما ينقصنا هو وجود ملاعب اتحادية ليشعر اللاعب كأنه في قلب اللعبة ويشعر الجميع بالمساواة، لكن للأسف حتى هذا غير متوفر أسوة بالدول الأخرى فمن هنا أقول ان الملاعب اذا كانت قليلة او كثيرة فهي لا تعني اللاعب الا في حال توفرت ملاعب اتحادية وصالة رياضية ومعالج فيزيائي أسوة بالدول النامية وليست المتقدمة.. انا احيي جهود الاهل الفردي وجهود اللاعبين وأتمنى للجيل الجديد والصغير ان لا يصيبه اليأس كما أصاب من سبقهم".

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟