اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يسعى سائق رد بُل الهولندي ماكس فيرستابن للعودة إلى مسار الانتصارات، على حلبة إيمولا التي شهدت قبل ثلاثة عقود رحيل الأسطورة البرازيلية أيرتون سينا، وذلك بالصعود إلى أعلى عتبات منصة التتويج مع عودة منافسات الفئة الأولى إلى القارة الأوروبية.

يدرك "ماد ماكس" المتوّج ببطولة العالم في الأعوام الثلاثة الماضية ومتصدر ترتيب السائقين هذا العام (136 نقطة)، أن واقع تعرضه لهزيمتين في الجولات الست الأول رغم فوزه بأربعة سباقات، شرّع باب المنافسة على مصراعيه وتحديداً أمام فيراري وماكلارين مع سائقه البريطاني لاندو نوريس المتسلّح في إيطاليا بالتحديثات التي أدخلها الفريق على السيارة التي قادها لتحقيق باكورة انتصاراته في ميامي.

وستجلب معظم الفرق، إن لم يكن جميعها، سيارات أدخل عليها العديد من التحديثات التقنية للجولة السابعة هذا الموسم في جائزة إيمليا رومانيا الكبرى، حيث يأمل مرسيدس بدوره في تقليص التفوق الذي يتمتع به فيرستابن على الحلبة الضيقة والجذابة التي بُنيت عام 1950 وتقع على بُعد 30 كلم من بولونيا.

وما زال عالم السرعة ورغم مرور ثلاثة عقود على اليوم القاتم في الأول من أيار، يخلّد ذكرى رحيل سينا، بطل العالم ثلاث مرات، خلال سباق جائزة سان مارينو الكبرى عام 1994 على حلبة "أوتودرومو إنزو إي دينو فيراري" في أسوأ عطلة نهاية أسبوع في البطولة العالمية في العصر الحديث، عندما توفي أيضاً السائق النمسوي رولاند راتسنبيرغر خلال التجارب.

وسيرتدي الفرنسي بيار غاسلي سائق ألبين خوذة سباق أعيد طلاؤها باللون الأصفر تخليدا لذكرى سينا، بينما من المقرر أن يقود المعتزل الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم أربع مرات، سيارة ماكلارين أم بي4/8 طراز عام 1993 على الحلبة صباح الأحد.

لا يضع فيرستابن نُصب عينيه سوى الفوز سبيلا له لتكرار نجاح ريد بُل في إيمولا عامي 2021 و2022 عندما تقدم على زميله المكسيكي سيرخيو بيريز ليحكما قبضتهما على المركزين الاول والثاني، فيما كانت النسخة الأولى من السباق من نصيب سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون عام 2020.

وألغي السباق العام الماضي بسبب الفيضانات التي اجتاحت إيطاليا، لكن في ظل الظروف المناخية الجيدة ستُقام 6 جوائز كبرى في غضون 8 أسابيع مع دخول البطولة العالمية التي تشهد تنظيم 24 جولة قياسية هذا العام في فترة حاسمة.

وقال فيرستابن الذي يتقدم أيضاً على بيريس في ترتيب السائقين بفارق 33 نقطة "إيمولا حلبة مميزة للتسابق ونشعر بالحماس للعودة بعد إلغاء سباق العام الماضي".

في المقابل، يحتل سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو المركز الثالث برصيد 98 نقطة، متقدماً على نوريس مع 83 نقطة الذي يتساوى مع زميل سائق الإمارة، الإسباني كارلوس ساينس الخامس والذي كان أوّل من حطّم هيمنة فيرستابن على الجوائز الكبرى بفوزه في سباق أستراليا على حلبة ألبرت بارك.

وقال لوكلير "حققنا بعض النتائج الرائعة للفريق هنا ومن المثير للاهتمام دائما التسابق على حلبة قديمة مثل هذه والتي تتميز بكونها تقنية جداً، مع تتابع منعطفات معقدة ومناطق للدوس على المكابح".

وتابع "عمل الفريق بجد وكنت في المصنع من أجل القيام باختبارات في جهاز المحاكاة. نتطلع لخوض السباق".

ذكرى سينا ما زالت راسخة

وتخشى ريد بول تهديد الفرق المنافسة منذ بداية عام شهد فضيحة بطلها مديره البريطاني كريستيان هورنر وقد تأتى عنها تأكيد خبر رحيل عرّاب انتصارات الحظيرة النمسوية المصمم البريطاني أدريان نيوي.

ورغم ما يدور، أكد النمسوي توتو وولف مدير مرسيدس، أنه على الرغم من حزمة التحديثات الكبيرة، فإن فريقه، الذي لم يصعد إلى منصة التتويج هذا الموسم، ليس في طور تهديد ريد بول، وقال "لقد قطعنا ربع الطريق خلال الموسم".

وأردف "السباقات الستة الأولى لم تكن سهلة بالنسبة لنا، ولكن لدينا فهم واضح للجوانب التي نحتاج إلى تطويرها. ستمر عدة سباقات قبل أن نرى هذا الأمر يؤتي ثماره، لكن الجميع يعملون بجد لتحقيق التحسينات في أقرب وقت ممكن".

بالنسبة للسائق هاميلتون، ستمثل نهاية هذا الأسبوع أول مشاركة له في سباق يقام على الأراضي الإيطالية منذ أن أعلنت الحظيرة الإيطالية فيراري انضمام بطل العالم سبع مرات إلى صفوفها في العام 2025.

وبعدما منحته البرازيل صفة المواطن فخرياً وكونه أحد عشّاق سينا وفيراري منذ الطفولة، يُعدّ هاميلتون البالغ 39 عاماً واحداً من السائقين القلائل الذين يتذكرون انجازات سينا على الحلبات ومن المؤكد أنه سيعيش عطلة نهاية أسبوع عاطفية.

وضمن سياق متصل، قال فيتل (36 عاماً) والذي يعتبر من الرعيل القديم "لم يكن أيرتون سينا فقط سائقاً أقدره بشدة لكونه أحد أفضل المتسابقين على الإطلاق، ولكنه كان أيضاً رجلاً يتمتع بتعاطف كبير".

وختم قائلاً "لقد مرّ 30 عاماً على الحادث الذي تعرض له وأريد أن أشيد بأيرتون".

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟