اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عندما وافقت حركة حماس على المقترح المصري – الأميركي للهدنة وتبادل الأسرى ارتبك الاسرائيلي الذي لم يكن ليتوقع أن توافق حماس على المقترح دون بند واضح كانت تطالب به الحركة منذ نهاية الهدنة الأولى في الحرب، ينص على انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لذلك تراجع الاميركيون عن اقتراحهم بالمواربة، وهرب رئيس الحكومة الاسرائيلية بن ينامين نتانياهو الى الأمام من بوابة رفح.

اليقين الاسرائيلي بأن حركة حماس لن توافق على المقترح انطلق من غياب الرؤية الكاملة والشاملة لمرحلة ما بعد الحرب، ولذلك كان مفاجئاً قرار الحركة التي كانت على علم، بحسب مصادر متابعة، بأن اسرائيل لن توافق على الهدنة وأن الامور ستتدحرج الى رفح، ولكنها ضربت ضربتها لتزيد من حجم الضغوط الدولية على اسرائيل وهو ما حصل ولو لم يؤد الى نتائج ملحوظة، او لن يكون له نتائج ملحوظة في المدى القريب.

المشكلة بحسب المصادر لم تكن يوماً ببنود صفقة تبادل، بل أن المشكلة الأساسية كانت منذ أشهر ولا تزال تتعلق بما بعد الحرب، أي السؤال الجوهري والكبير "ماذا في اليوم التالي للحرب في غزة"؟

هذا السؤال له عدة جوانب، منها ما يتعلق بوضع القطاع ومن يُريده ومن يسيطر عليه وكيف سيكون شكل الادارة ودور حركة حماس فيها، ودور قادة الحركة الحاليين في غزة، ومنها ما يتعلق بدور اسرائيل في تلك المرحلة وكيف تتعاطى مع القطاع الذي نفذ هجوم 7 تشرين فكان طوفاناً بكل ما للكلمة من معنى، ومنها ما يتعلق أيضاً بالمسائل الشخصية التي يجهد نتانياهو لجعلها اولوية، فبحسب المصادر، ليست مزحة رواية مستقبل نتانياهو وما ينتظره بعد الحرب وما الذي يطمح إليه.

تكشف المصادر أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يطيل أمد الحرب، لا لتحقيق أهدافها التي لن تتحقق وهو يعلم ذلك من خلال تقارير الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية وغيرها التي تصل اليه والتي تؤكد أن هزيمة مطلقة لحركة حماس هي أمر مستحيل، لمسه الجيش الاسرائيلي في المقاومة التي لا تزال حاضرة في كل مناطق قطاع غزة، إنما لتحقيق أهدافه الشخصية المتمثلة بتأمين أمرين أساسيين بالنسبة إليه: الأمر الأول يتعلق بمصيره الشخصي كمتهم بالفساد وقد يتهم بالتقصير أيضاً، والأمر الثاني يتعلق بمصيره السياسي كونه يرغب بالاستمرار في رئاسة الحكومة حتى موعد الانتخابات الإسرائيلية.

إذا بحسب المصادر فإن بوادر نجاح أي صفقة تبادل وإنهاء للحرب يكمن بالإجابة على هذا السؤال المتعلق باليوم التالي فلسطينياً واسرائيلياً أيضاً، فالحكومة الاسرائيلية القائمة على تحالف نتانياهو واليمين المتطرف لن تستمر في حال انتهت الحرب، لذلك فإن الخطوة الأولى التي يجب مراقبة تقدمها هي حصول نتانياهو على ضمانات، ستكون أميركية بالدرجة الأولى، حول مصيره الشخصي ومصيره السياسي ومصير حكومته، ومن ثم الانتقال للخطوة الثانية المتعلقة بطبيعة إدارة قطاع غزة ودور حماس فيها، ومن ثم تكون بنود الصفقة المتعلقة بالتبادل امراً سهلاً وبسيطاً.

بحسب المصادر فإن المشاورات الدولية والاقليمية حول هذا اليوم التالي للحرب لم تتوقف ولكن حتى اللحظة، فإنها تسير بمسار بطيء ولا يبدو أن هناك نتائج نهائية بشأنها، وهو ما يعني استمرار الحرب، عسى ان تكون في مرحلتها الاخيرة.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟