اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كثيرة القصص، التي عصفت بكرة القدم الإسبانية مؤخراً، وقضايا الفساد التي فتح الإعلام الإسباني الضوء عليها، وخصوصاً بعد "القبلة" في نهائي كأس العالم للسيدات، من رئيس الاتحاد الإسباني السابق، لويس روبياليس، لإحدى اللاعبات بعد تتويج إسبانيا باللقب، وآخرها مرتبط بجيرارد بيكيه وليونيل ميسي.

هذه الفضائح ما زالت تستمر في الظهور إلى العلن، يوماً بعد يوم، وخصوصاً بشأن كل من ارتبط اسمه بروبياليس. والسؤال، الذي يطرح نفسه: هل هذا الأمر متعمَّد لكسر صورة روبياليس نهائياً، وإغلاق الباب أمامه كي لا يدافع عن نفسه في وجه أي قضية؟ وهي طريقة الإقصاء بعيداً عن القتل، بمعناها الحرفي، لكن على طريقة "العراب" - الـ"Godfather".

ميسي وروبياليس وبيكيه يفاوضون "يويفا".. لماذا؟

نشر موقع The Objective تسريبات عن رسائل وتسجيلات صوتية متبادلة بين لاعبي برشلونة ميسي وبيكيه ورئيس الاتحاد الإسباني السابق، روبياليس، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين، بحيث كان ميسي وبيكيه يبحثان عن تسوية وحل يعوضان عبرهما من خسائر الرواتب الناجمة عن فيروس كورونا.

وكشفت الوثائق محاولات "تحويل" الأموال من الاتحاد الأوروبي نحو بعض اللاعبين للتعويض من خسارة الرواتب التي عانوا بسببها نتيجة جائحة فيروس كورونا.

بدأت المحادثة الأولى بشأن هذا الأمر في الـ2 من نيسان 2020، إذ اتصل روبياليس ببيكيه، الذي رد عليه بأنه سيعاود الاتصال بعد نصف ساعة.

في تلك المحادثة الهاتفية، أعرب بيكيه، عبر تفويض من ميسي، لروبياليس، عن قلق اللاعب الأرجنتيني بشأن التخفيض الكبير في راتبه بسبب الوباء، بحيث كان نادي برشلونة اقترح، قبل أيام قليلة، تخفيض رواتب الفريق بنسبة تصل إلى 70%، استجابة للأزمة الصحية التي كان لها أيضاً تأثير في اقتصاد الأندية.

في اليوم نفسه، بعد ساعة واحدة من التحدث مع بيكيه، أي في الساعة 4:19 مساءً بتوقيت إسبانيا، اتصل روبياليس برئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأرسل له مقطعاً صوتياً عبر تطبيق WhatsApp.

وجاء في البصمة الصوتية، أن روبياليس يعمل كوسيط وينقل لتشيفرين القلق الذي عبر عنه ميسي من خلال بيكيه. ويثير روبياليس إمكانية "استخدام أموال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم" لتعويض الخسائر المالية للاعبين، لكن كلاهما يدرك أنه إذا أصبح هذا الأمر علنيًا، فقد يؤثر سلباً على لاعبي كرة القدم الذين يسعون للاستفادة من هذا الاتفاق. ولهذا السبب، يؤكد روبياليس على اهتمام ليو ميسي بالحفاظ على "سرية" المفاوضات.

السرية هي الأساس.. ميسي وبيكيه في طلب خاص

يشير الرئيس السابق للاتحاد الإسباني روبياليس إلى ضرورية سرية الأمر بالقول "لقد أخبروني (في إشارة إلى بيكيه وميسي) بوضوح أنه من فضلك (لتشيفرين)، لا ينبغي لأحد أن يعرف أننا نتحدث عن أموالنا، لأنه إذا اكتشف الناس، فسوف يقتلوننا".

وأضاف الرئيس السابق للاتحاد الإسباني "أرسل لكم هذا التسجيل الصوتي مع رسالة من ليو ميسي. هذا صوتي لكن هذه رسالته".

وفي رده يقول رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مؤكداً على السرية "حتى كلبي لن يعرف ذلك".

ثم يقترح روبياليس على تشيفيرين أن أموال الاتحاد الإسباني لكرة القدم، القادمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يمكن إعادة توجيهها بطريقة تفيد ليو ميسي واللاعبين الآخرين المتأثرين، إذ قال "من المهم بالنسبة لنا أن يكون ميسي والبقية معنا، من دون الحاجة إلى وضع المال. نحن فقط نغير المصير ونستمر في تقديم الأموال للأندية الشابة".

وبعد هذا التبادل لرسائل الواتساب بين تشيفرين وروبياليس، اتصل الرئيس السابق للاتحاد بعد 5 دقائق بمدافع برشلونة السابق، معرباً له عن رغبته في "أن يكون قادراً على مساعدتهم".

وبحسب الرسائل، تم إجراء مكالمة هاتفية ثلاثية بين بيكيه وروبياليس وميسي. في هذه المحادثة، وفقاً لمصادر الموقع، ناقشوا الاقتراح الذي كان على الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم تقديمه إلى رئيس الاتحاد الأوروبي، السلوفيني تشيفرين، لتعويض بعض لاعبي كرة القدم المحترفين عن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.

بعد يومين من هذه المحادثة الثلاثية، في 4 نيسان 2020، تواصل روبياليس مرة أخرى مع تشيفرين عبر تطبيق واتساب. وبحسب الرسائل، فقد ناقش الاثنان سابقًا كيفية تعويض خسائر رواتب اللاعبين.

وفي رسالته، سأل روبياليس عما إذا كان قد فكر في الاقتراح، واقترح عليه لكي يخبر ميسي، مبرزاً تخوف اللاعب الأرجنتيني من أن تصبح المفاوضات علنية، كاشفاً أنه "يخشى أن يعرف أحد أننا نتكفل برواتب اللاعبين الكبار".

وتشرح مصادر مطلعة على المفاوضات لموقع The Objective أنه "إذا تم الكشف عن هذه المسألة، لكانوا جادلوا بأنها ستفيد أيضًا اللاعبين ذوي الدخل المنخفض".

ويرسل روبياليس إلى بيكيه لقطات من المحادثات التي أجراها مع تشيفيرين، ويشاركها لاعب برشلونة السابق مع زميله ميسي. وبهذه الطريقة، يظل جميع المشاركين في المفاوضات على علم بالتقدم المحرز في الوقت الحقيقي.

في 6 نيسان 2020، أرسل روبياليس إلى تشيفيرين مقترحه الاقتصادي، والذي يقترح فيه إعادة هيكلة 4% من حقوق البث لجميع مباريات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تم توزيعها مسبقًا بطريقة محددة بين الاتحادات الوطنية، لتخصيص الـ50% لتعويض اللاعبين الذين انخفضت رواتبهم بسبب Covid-19.

وقال روبياليس "سيخصص الاتحاد الإسباني لكرة القدم حوالى 50٪ من إجمالي مدفوعات التضامن لصندوق الطوارئ. سيغطي الصندوق تخفيض رواتب اللاعبين في دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية والدرجة الثانية ب والدرجة الثالثة وكرة القدم النسائية وكرة الصالات. أما الـ50% الأخرى فسيتم توزيعها وفقاً للمطالب الحالية حصراً على الأندية التي لم توافق خلال أزمة كوفيد-19 على تخفيض رواتب لاعبيها (25% للأندية المحترفة و25% للأندية غير المحترفة). سيتم تطبيق هذه الآلية خلال الفترة اللازمة لتغطية التخفيض الكامل أو الكبير في رواتب اللاعبين (نعتبره حوالى 50 مليون يورو)".

وتشير مصادر قضائية استشارها الموقع إلى احتمال وجود مؤشرات على استغلال مزعوم للنفوذ، على اعتبار أن اللاعبين المشاركين في المفاوضات مع روبياليس سيستفيدون من هذه الخطة الإستراتيجية، وربما يحصلون على شروط أفضل من بقية زملائهم. ولهذا السبب أصروا على ضرورة إبقاء الاتفاقية في سرية تامة.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟