اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تغطي أعمال العدو الاسرائيلي عسكرياً، وهي ستستمر بذلك رغم رغبة الإدارة بإنهاء الحرب قبل نهاية شهر تموز، من أجل المضي قدماً باتفاق التطبيع العربي – "الاسرائيلي"، وتحديداً السعودي – "الاسرائيلي"، وتقديمه كإنجاز أساسي سيتم صرفه خلال الانتخابات الأميركية الرئاسية. فبالنسبة الى أميركا، فإن العلاقة مع "اسرائيل" تختلف عن العلاقة مع شخص رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو.

لم ولن تتبدل علاقة أميركا بـ "إسرائيل" رغم كل ما يجري، فالعلاقة استراتيجية و"اسرائيل" كالطفل المدلل لأميركا في المنطقة، وهو الكفيل بتحقيق سياساتها وأهدافها الاستراتيجية، لذلك سيبقى الدعم الأميركي للكيان قائماً ومستمراً، ولم يتوقف يوماً رغم كل الادعاءات الاميركية بالاهتمام بالمدنيين في فلسطين، ولكن علاقة الادارة الأميركية بشخص نتانياهو واليمين المتطرف هي العلاقة السيئة اليوم، والتي تأثرت كثيراً خلال هذه الحرب.

تسعى الولايات المتحدة لاهداف داخلية وخارجية أن تنهي الحرب في غزة، من خلال الوصول الى صيغة إدارة المرحلة المقبلة لا تكون على حساب "اسرائيل"، وهي تمارس الضغط على نتانياهو للقبول برؤيتها للحل، أي تمارس الترهيب ضده، تقول مصادر سياسية متابعة، من خلال دعم جهود الوزير "الاسرائيلي" بيني غانتس لفرض شروطه على نتانياهو، أو الخروج من حكومة الحرب وبالتالي فرطها، وتوجه غانتس الى المعارضة التي ستصبح أقوى بكثير، بالإضافة الى الحديث مع وزراء وسياسيين "اسرائيليين" لزيادة الضغط على رئيس الحكومة.

كذلك، فإن الولايات المتحدة الاميركية تمارس على نتانياهو سياسة الترغيب من خلال الاتفاق الأولي بين الاميركيين والسعوديين حول مرحلة ما بعد الحرب والتطبيع بين "اسرائيل" والسعودية، وبالتالي دمج "اسرائيل" في المنطقة والتعاون مع العرب بوجه إيران، علماً ان التفاوض بين الاميركيين والايرانيين مستمر أيضاً، ويتعلق بالحرب في المنطقة ومستقبلها والاتفاق النووي الايراني وإمكانية العودة إليه.

من خلال هاتين السياستين تسعى الإدارة الأميركية الى حمل إنجاز وقف الحرب واستعادة الاسرى الأميركيين في غزة، وإنجاز التقدم الكبير في ملف التطبيع "الاسرائيلي" مع المملكة، الذي يترافق مع اتفاق اميركي - سعودي أمني ونووي سلمي أيضاً، الى ملعب الانتخابات الأميركية، واستثمار هذه الانجازات للإدارة الاميركية في الانتخابات ضد دونالد ترامب، ولكن لم يعد أمام الاميركيين وقت طويل لتحقيق ما يطمحون إليه، تقول المصادر.

وبحسب المصادر فإن أمام السياسة الاميركية فرصة أشهر قليلة لا تتخطى منتصف الصيف، لاجل تحقيق خروقات في الحرب في المنطقة، فإذا نجحوا بذلك سواء من خلال الترهيب أو من خلال الترغيب، ستتوقف الحرب في كل المنطقة. وبحال نجح نتانياهو، الذي يحتاج الى ضمانات خاصة به أيضاً الى جانب النقاط الاستراتيجية "لإسرائيل"، بالتصدي لكل المحاولات الأميركية وإطالة أمد الحرب حتى الانتخابات الاميركية، فعندها يكون بايدن قد خسر الانتخابات قبل خوضها، وتكون المنطقة مفتوحة على احتمالات التصعيد والحروب، وهذا ما يحذر منه الأوروبيون.