اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


استغلت القوى التي تشكل محور المقاومة فرصة تقديم واجب العزاء لقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران لعقد اجتماعات مهمة وتنسيق المواقف بخصوص المرحلة المقبلة من الحرب التي يرفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو أي حديث عن وقفها في المدى القريب، لذلك عقدت قوى المحور لقاءات مع المرشد الأعلى لإيران السيد علي الخامنئي، ومع قيادة الحرس الثوري الإيراني، وتم البحث في مجمل الصورة الواقعية للحرب في المنطقة.

اللقاء ما قبل الأخير لقوى المحور كان في بيروت منذ أسابيع، وبعده كان للمقاومة الفلسطينية بداية تكتيك جديد في العمل العسكري في غزة، وتبعها المحور في كل الساحات المساندة، فكانت عمليات حزب الله النوعية والجديدة وكانت مفاجآت الطائرات المسلحة بصواريخ والتي قامت بأول غارة جوية لبنانية على الكيان الاسرائيلي، وبلغت الصواريخ اليمنية مناطق جديدة منها البحر الأبيض المتوسط، لذلك فإن لقاءات كهذه تشكل أهمية بالغة في مسار الحرب.

في إيران، بحسب مصادر مطلعة، فإن اللقاءات التي عُقدت كانت أهم من اللقاء في بيروت لأنها تطرقت الى أجوبة عن سؤالين أساسيين، ماذا بحال استمرت الحرب، وماذا بحال انتهت الحرب. وتُشير المصادر الى أن الإجابة عن السؤال الأول كانت واضحة وحاسمة وتقول ان استمرار الحرب على ما هي عليه يعني الاستمرار في التصعيد التدريجي للعمليات العسكرية في كل الجبهات المساندة، وبحال قرر الاسرائيلي من خلال رئيس حكومته الذي يعاني ما يعانيه على المستوى الشخصي والسياسي والداخلي، التصعيد الى حرب كبرى، فقط خلُصت الاجتماعات الى أن كل الجبهات مستعدة للحرب الكبرى، ما يعني أن الحرب الواسعة مع لبنان لن تكون محصورة بلبنان وحسب.

كذلك على صعيد الحديث عن الحرب، فتكشف المصادر أن فشل المحاولة الدولية الحالية في الوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة، والتي يُفترض أن تشهد مفاوضات حول صفقة الرهائن نهاية أيار، ونجاح نتانياهو برغبته إطالة أمد الحرب لما بعد الانتخابات الأميركية، وربما نجاحه في فصل جبهة غزة عن جبهة لبنان، فهذا يعني أن الحرب القائمة اليوم في الجنوب قد تستمر لعام إضافي، وهذا الأمر لن يكون مفاجئاً لقيادة المقاومة التي تضع هذا الاحتمال كأمر ممكن ومتوقع، ومن هنا كانت رسالة أمين عام حزب الله السيد نصر الله بأن المقاومة درست كل الاحتمالات وهي مستعدة لكل الاحتمالات، وأحد هذه الاحتمالات استمرار الحرب في لبنان لأشهر طويلة.

كذلك تلفت المصادر النظر الى أن لقاءات طهران تطرقت الى الحديث عن انتهاء الحرب بحال حصلت، وموقف المحور من كل الخيارات المطروحة اليوم للتفاوض بخصوص اليوم التالي للحرب على غزة، فكان تأكيد من قبل كل قوى المحور على نقاط أساسية هي:

التفاوض لا ينجح إن لم يرافقه تصعيد عسكري وقوة عسكرية تؤدي الى الحضور الكامل على طاولة التفاوض.

لا تراجع ولا تنازل عن مطلب وقف الحرب بشكل كامل لوقف العمل العسكري على كل جبهات المساندة.

لا قبول بأي تفاوض من شأنه أن يؤدي الى فصل جبهة عن أخرى.