اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ما عادت قصائد الشاعر مظفر النواب تشفي الغليل، ولا عاد هجاء المتنبي يشبع الروح ولا قصائد نزار قباني تفش الخُلق، وما عادت كل مصطلحات الشتيمة تؤدي المطلوب. أعلنت قواميس اللغة الحداد وأقفلت بوابات الدخول الى صفحاتها، أعلن فقهاء اللغة عجزهم عن إدخال ألفاظ الوصف الجديدة التي تليق بقامات أولئك الجالسون على أرائك الخيانة في قصور الدعارة.

هم ليسوا أولاد قحبة هم القحبة التي أنجبت قحاب، هم ليسوا من أدخل زناة الليل وليسوا الزناة، هم الزنا بذاته.

هم ليسوا خونة أنهم الخيانة، ليسوا جبناء أنهم الجبانة.

يُساقون الى الحظائر كما تُساق الحمير، يساقون الى سكاكين الجزارين كما تُساق الخراف.

هم يقومون بوظائفهم على أكمل وجه، مع هذا يلاحقهم التوبيخ والشتائم وعقوبات اللوم والتأنيب والتهديد بفقدان المناصب.

يبتسمون وهم يلعقون براز أسيادهم، يضحكون وعلى رؤوسهم نِعال الإسكافيين الأجانب.

لا أعتقد أن أحدهم من سلالة البشر، ولا أعتقد أن أحدهم من قلب وعقل وأحاسيس ولحم ودم ولا أعتقد أنهم أصحاب غريزة، أنهم سكبة من نار تجمدت بفعل عاصفة من برد فصارت جلاميد صخر، تداعبها أزاميل من حديد وألماس.

ما عادت اللعنة عليهم تُجدي، ولا شتيمتهم تروي، ما عاد الحديث معهم وعنهم يّفيد، فالشكوى،لا تجلب الشرف، ولا ترفع الضيم، ولا تُفتت الصخر.

لا تسألوا الخائن كيف خان، اسألوا الحر الشريف كيف أبقاه حيا.

لم تعد العِلّة بمن باع واشترى وخان، صارت العِلّة بمن طنّش وصمت، لم تعد العِلّة بمن نحر بالخنجر الرقاب، بل أصبحت بمن استسلم للخناجر ولم يستل سيفه من غمده ويدافع عن حقه وحق البلاد.

فلسطين ليست رفح ولا قطاع غزة، فلسطين شرف الأمة وكرامتها، نبض قلبها، وإليها تسعى شرايين الحياة.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»