اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كشف بحث جديد، تم تقديمه في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم، أن استهلاك الكثير من السكر دون تناول الألياف، يتسبب بإنتاج الأمعاء لبكتيريا تسرع شيخوخة خلايا الإنسان ما يزيد خطر السرطان.

قال الباحثون، الذين حضروا الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية في شيكاغو هذا الأسبوع، إنهم اقتربوا خطوة واحدة من فهم دور الطعام المستهلك بخطر الإصابة بالسرطان.

ودرس فريق جامعة ولاية أوهايو عينات وراثية لأشخاص تحت سن 50 عاما، وكبار السن المصابين بسرطان القولون. ووجدوا أن المرضى الأصغر سنا الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الألياف وعالي السكر ينتجون بكتيريا تزيد الالتهاب في الأمعاء عن طريق الارتباط بالبروتينات المؤيدة للالتهابات.

وفي المقابل، تعمل الألياف على إبطاء إطلاق الغلوكوز في الدم (سكر الدم) وتغذي بكتيريا الأمعاء الصحية التي تقلل الالتهاب. وتبين أن الالتهاب المستمر يؤدي إلى شيخوخة الخلايا، كما قدّر الباحثون أن الأنظمة الغذائية السيئة المنتظمة لدى مرضى سرطان القولون والمستقيم الصغار تؤدي إلى شيخوخة خلاياهم بنحو 15 عاما أكبر من العمر البيولوجي للشخص.

وتكون الخلايا الأقدم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان لأنها أكثر تضررا وأكثر عرضة لاكتساب الطفرات، التي تجعلها عرضة للإصابة بالأمراض. وفي الوقت نفسه، كان لدى المرضى الأكبر سنا المصابين بسرطان القولون خلايا مماثلة لأعمارهم الفعلية.

وكتب الباحثون: "تشير هذه البيانات إلى أن الميكروبات المسببة للأمراض قد تسبب الالتهاب، ما يؤدي إلى تسارع الشيخوخة وتزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر". ولاحظ الفريق أن النتائج تتوافق مع بيانات حديثة أخرى، ما يشير إلى أن الأنظمة الغذائية المعالجة منخفضة الألياف تؤدي إلى خلل في توازن الميكروبيوم المعوي في عملية تسمى خلل التنسج المعوي.

وفي الوقت نفسه، كشفت دراسة منفصلة في المؤتمر، عن نظريات مفادها أن مشروبات الطاقة يمكن أن تغذي جزئيا "وباء سرطان القولون والمستقيم" لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.

كيف يُؤثّر السكر في شيخوخة الجسم؟

- التلف الخلوي: يؤدّي استهلاك الكثير من السكر إلى تراكم جزيئات الغلوكوز على بروتينات الجسم، مما يشكّل ما يُعرف بـ "التغليكوزيل". يسبب التغليكوزيل تلفًا في البروتينات، بما في ذلك الكولاجين والإيلاستين، وهما بروتينان أساسيان للحفاظ على مرونة البشرة وصحة المفاصل. ويؤدّي هذا التلف إلى ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد وترهل الجلد.

- الالتهاب المزمن: يُحفّز استهلاك الكثير من السكر الاستجابة الالتهابية في الجسم، مما يؤدّي إلى الالتهاب المزمن. يرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل، وكلها تُسرّع من عملية شيخوخة الجسم.

- الإجهاد التأكسدي: يؤدّي استهلاك الكثير من السكر إلى زيادة إنتاج جزيئات الجذور الحرة في الجسم، وهي جزيئات غير مستقرة تُسبّب تلفًا في الخلايا. يمكن أن يؤدّي الإجهاد التأكسدي إلى تلف الحمض النووي، مما يؤدّي إلى شيخوخة الخلايا والموت المبكر.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟