اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لنتصور أن الضفة انفجرت ضد الاحتلال، تزامناً مع الحرب في غزة، لا أن تقتصر المسألة على عمليات فردية متفرقة يقع ضحيتها (هباءً) مئات الشبان الفلسطينيين. تعليق قيادي في السلطة "هل تريدون للضفة أن تتحول، بدورها، الى ركام ما يحفّز اليمين الاسرائيلي على تنفيذ خطته، منتهزاً الفوضى الدولية الراهنة، وكذلك الخواء الاقليمي، لتكون النكبة الأخيرة بترحيل من تبقى من الفلسطينيين من أرض فلسطين؟"

غريب هذا المنطق، كما لو أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، حتى في ظل "حزب العمل"، توقفت، يوماً، عن القضم التدريجي لأراضي الضفة، باقتلاع الأهالي من عشرات القرى، في حين تواجه السلطة (الوطنية) ذلك بالتنديد الببغائي، وبالشكوى، ليجد الفلسطينيون أنفسهم، ذات يوم، وقد تحولوا الى رهائن في أيدي البرابرة.

لنتذكر ما حدث للحكومات الاسرائيلية (ولاسرائيل) لدى اندلاع الانتفاضة، وانعكاس ما دعي بـ"ثورة الحجارة" على الرأي العام الغربي الذي بدأ يستيقظ من ذلك الركام الثقافي، والتاريخي، بعد قرون من الاستنزاف السياسي، والاقتصادي، والدموي، للمجتمعات الأخرى.

أحد أركان "محور الممانعة" قال لنا "أستطيع أن أؤكد لكم أن عملية "طوفان الأقصى" التي وجهت ضربة مدوية الى أصحاب الرؤوس الخشبية في الدولة العبرية هي حلقة من سلسلة حلقات، وتمتد من شواطئ البحر المتوسط الى شواطئ البحر الأحمر، للحيلولة دون سقوط ما تبقى من دول المنطقة في تلك الحفرة الجهنمية التي أبتدعها صقور اللوبي اليهودي، أي "صفقة القرن"، وهي تعني تحويل العرب، كل العرب، الى عبيد للهيكل. ألم يقل مايكل بن آري، مؤسس حزب "العظمة اليهودية"، "اننا سنبني الهيكل الثالث... بجماجمهم" ؟

ماذا يعني ذلك سوى "تفريغ العرب من أرواحهم"، كما دعت رانيا لافايس (حركة نحلاه الاستيطانية) لأن "دولة يهوه" لا تستطيع البقاء وسط تلك "الأرواح الشريرة". جنيفر روبن، الكاتبة في "الواشنطن بوست"، تخشى أن يكون بنيامين نتنياهو فد وقع في قبضة "حزب الله".

اذا لم تتمكن ادارة جو بايدن من احتواء بنيامين نتنياهو، أو ازالته، فهذا يعني أن الحرب في طريقها الى التوسع، بعدما ذكرت مصادر ديبلوماسية عربية أن أجهزة الاستخبارات الاطلسية حذرت قيادات اسرائيلية من احتمالات عاصفة تنتظرها. التقارير تشير الى "شيء ما يحدث تحت الأرض" في الضفة الغربية، وينذر بانفجار وشيك، وواسع النطاق، حالما يبدأ الزحف الاسرائيلي في انجاه لبنان. الحرائق تجتاح المنطقة، لتكون القواعد العسكرية الأميركية في مرمى النيران اذا ما حاولت مساعدة اسرائيل عملانياً أو لوجيستياً.

تلك الأجهزة، وتبعاً للمصادر الديبلوماسية العربية، تشير الى التصعيد النوعي للمقاومة في لبنان، والذي يعني أن الاسرائيليين سيكونون أمام "اختبار جهنمي" بعدما تبيّن أن لـ"حزب الله" عيوناً داخل اسرائيل تزوده بكل ما يلزم حول التحركات العسكرية، وحول الأهداف الحساسة، سواء كانت عسكرية أم مدنية ذات أبعاد استراتيجية.

وحتى على المستوى الميداني، اسرائيل، بتقدمها التكنولوجي الهائل، تواجه مشكلة التصدي حتى للمسيّرات المنفردة التي يطلقها الحزب، وبدقة (وفاعلية) مذهلة، دون أن تتمكن الأجهزة الاسرائيلية الفائقة التطور من رصدها، لتشير الصحف الاسرائيلية الى صدمة القيادات السياسية، والعسكرية، من اسقاط مضادات الحزب طائرة "هرمز ـ 900 " التي تحاول تل أبيب تسويقها دولياً "كظاهرة فضائية عجائبية" في أدائها.

أعقب ذلك، كما رأينا توجيه صواريخ أرض ـ جو الى المقاتلات الاسرائيلية، بوجود طواقم تقنية على مستوى عال من الكفاءة، والى حد الذي يجعل المعلقين العسكريين يتحدثون عن "نوع من التوازن" بين الطواقم الاسرائيلية وطواقم الحزب في هذا المجال.

الأميركيون على اطلاع دقيق بالوقائع وبالاحتمالات. الصحافي البريطاني باتريك كوربون قال "ان معجزة الأيام الستة قد اندثرت"، وحيث رأى الحاخامات التماثل (اللاهوتي) بين خلق الكون في 6 أيام، و"استعادة مساحات شاسعة من "أرض الميعاد" في 6 أيام.

كم هي الأيام التي انقضت على ذلك اليوم في 7 تشرين الأول ؟ ثمة أيام سوداء أخرى تنتظرهم. الأميركية جنيفر روبن تساءلت ما اذا كان نتنياهو قد أصبح في قيضة "حزب الله. السؤال يكفي...

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»