اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إبن بعلبك، مدينة الشمس، والشاهدة الكبرى على عظمة لبنان، وتاريخه المجيد.

المحامي المرحوم دريد ياغي، مندوب نقابة المحامين في محكمة ودار النقابة في بعلبك، ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، هو مثال الانسان الملتزم بالمبادئ وبالقيم. لا يتغير ولا يتبدل كما يفعل بعض الناس الذين قال عنهم فيلمون وهبي:"نحن مع المبدأ كيف ما بيبرم منبرم معو".

مواطن ملتزم ومعتدل. لا يفرق بين دين ودين، ولا بين طائفة وطائفة، وهو الذي كان يعتز ويردد دائماً قائلاً:"انا معمّد".

والوفاء عند المرحوم دريد كان لافتاً. الوفاء لحزبه، لعائلته، لنقابته ولزملائه المحامين. روى لي عدة مرات كيف ان الشرطة العسكرية حضرت الى منزله في اوائل التسعينات لاعتقاله، فاتصل مدعي عام بعلبك القاضي الشيخ قبلان كسبار بالمدعي العام العسكري، مؤكداً ان القضية عائدة للقضاء الجزائي العدلي لا العسكري. فاضطروا لتركه فوراُ.

في معركتي الانتخابية في العام 2021، كنا في لقاء في احد مطاعم بعلبك. وحصل التباس في اولوية من يلقي الكلمة الاولى بعد ان اعتلى المحامي المرحوم منير بقاعي المنبر، وكان مندوباً للنقابة في زحلة. ولم يعجب الامر عدداً من الزملاء المحامين، فقام المحامي المرحوم دريد ليغادر المطعم، واستغرق الامر عدة دقائق حيث تدخل البعض إلا انه اصر. وعندما وصل الى الباب لحقت به ووشوشته بأربع كلمات. فما كان منه إلا وان عاد وجلس على كرسيه وسط ذهول جميع الحاضرين، ووقف والقى كلمته. فسألني عدد من الحاضرين عن سر عودته ولم يستغرق وقوفي معه إلا عدة ثوان. فأجبتهم: قلت له اربع كلمات كافية لعودته:"برحمة الشيخ قبلان بترجع".

هذه هي الاصالة، وهذا هو الوفاء. وفاء اهل بعلبك وآل ياغي الكرام.

فيا ايها الزميل العزيز دريد، لبنان لا يقوم ويعيش إلا بوجود أمثالك، من ذوي الرأي الراجح والفكر السديد، والاعتدال، وبعد النظر. وشكل رحيلك صدمة كبيرة لمحبيك واحسوا ان عاموداً من اعمدة هياكل بعلبك قد هوى. رحمك الله. 

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين