اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اجتماعان نيابيان في اسبوع واحد شهدته مدينة طرابلس، الاول شارك فيه النواب فيصل كرامي، طه ناجي، كريم كبارة، حيدر ناصر، والثاني شارك فيه النواب اشرف ريفي، ايهاب مطر، جميل عبود، والياس خوري.

كلا الاجتماعين خصصا لمناقشة اوضاع طرابلس الانمائية والخدماتية والصحية والاجتماعية.

حين انعقد الاجتماع الاول عند كرامي، أثيرت حوله التساؤلات حول غياب بقية النواب، وامكان جمع كل النواب في اجتماع واحد، لتشكيل قوة ضغط نيابية تنتزع حقوق المدينة الانمائية.

في الاجتماع النيابي الثاني وجهت فيه انتقادات الى الاجتماع الاول بحجة تغييب بعض النواب، وخاصة نائب "القوات اللبنانية" لاسباب سياسية...

الاجتماعان أوحيا للمتابع واقع المدينة المنقسم سياسيا بين محورين، وان من الصعوبة الجمع بينهما، في مرحلة تحتاج فيها المدينة الى تضافر كافة الجهود للنهوض بها، وانقاذها مما آلت اليه، وما يسود ساحتها من عبث وارباكات امنية وتفلت وفوضى في شوارعها...

لا يمكن للمدينة ان تستعيد دورها الريادي، دون بذل جهود من نوابها وقياداتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهي المدينة المتجذرة في التاريخ والتراث، والاهم على شاطيء البحر المتوسط، والغنية بمواقعها الاثرية والسياحية والطبيعية، بل تعتبر من اجمل المدن الساحلية، وتكتنز فيها الكثير من المعالم والعلم والعلماء على مر العهود.

وطرابلس اليوم تشهد بعض المبادرات الفردية، وإن كانت مبادرات في ظاهرها تجميل شوارع المدينة وتحسين صورتها واستعادة القها، الا انها تخفي اهدافا سياسية لم تعد خافية على أحد، ولعل الصمت حيال تلك المشاريع الممولة من تجار، مرده الى انه رغم الاهداف السياسية لبعض الجمعيات والناشطين، إلا ان نتائجها ايجابية على المدينة المحتاجة الى جهود الجميع.

وسط تلك المشاريع والانشطة، تتساءل المجالس المحلية عن دور نواب المدينة حيال تلك الانشطة، ولا سيما ان معظم نواب المدينة هم من الاثرياء واصحاب مؤسسات وقدرات مالية وباستطاعهم تأسيس شركات ومؤسسات تشغل مئات الشباب الطرابلسي، وتحد من الهجرة غير الشرعية، ومن الفلتان والعبث الامني وتخلصهم من السقوط في فخ المخدرات...

وترى الاوساط ان الاختلاف السياسي حق مشروع، ولكن مصلحة المدينة العامة تقتضي الاجماع النيابي والتوحد لانقاذها من استمرار الانحدار، والحد من اتساع مساحة الفقر والجوع، ومن الهوة بين المناطق والاحياء الشعبية. ان طرابلس تستأهل ان تفتح ابوابها للسائحين وللزوار من كل المناطق والدول، خاصة في فعاليات "طرابلس عاصمة الثقافة العربية ٢٠٢٤".

ويبدو ان الاجتماعين كرسا الانقسام السياسي بين النواب وفرزهما بين محورين، ولا سيما انه يصعب الجمع بين كرامي ونائب "القوات" لاعتبارات معروفة للجميع، وبخاصة ان معظم الطرابلسيين يختزنون في ذاكرتهم التي لم تنس ولن تسامح، شهادة الرئيس رشيد كرامي، وانتخاب نائب لـ "القوات" شكل خيانة لذاكرة الطرابلسيين ولدماء الشهيد كرامي برأي معظم الطرابلسيين، ولذلك هم على كثير من الاستنكار لاي لقاء مع "القوات"...

طرابلس اليوم، ورغم الانقسام باتت موعودة بان يحقق نوابها المشاريع الانمائية، وترجمة وعودهم انجازات ومشاريع عملية، وليست كلمات وبيانات لا تجد صداها على الارض وفي الميدان.