اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ما كاد فجر النهضة يطل على سوريه الطبيعية حتى خرحت المخالب الصلبة والمخالب الرخوة من العتمة والسراديب العفنة والأطلال العتيقة محاولة اختراق الفجر المُبشّر بنهضة الأمة وبعث النظرة القومية الاجتماعية في المجتمع السوري.

فشلت كل ضربات المخالب الصعبة ولم تُصب النهضة بجراح نازفة، واستمر الحزب رغم قساوة مخالب الداخل والخارج ورغم طعنات الخناجر في ظهره من ذوي القُربى.

استطاعت هذه المخالب خلال ثلاثة أرباع القرن وأكثر من قهقرت دور النهضة لكنها لم تستطع القضاء عليها، فرغم ظهور الانحرافات الكبيرة والانخراط في الأحلاف المشبوهة والاستعارة من اليسار العالمي والاستقالة من الدور ومبايعة الأقوياء أصحاب النِعم واليد الممدودة تحويل جمر النهضة الى رماد. فمع كل نكسة تبقى النهضة ويتحمل الحزب عواقب مشاريع الوصول الى السلطة والانخراط في مشاريع الآخرين دون أن يكون له مشروعه الخاص. فلا مخالب كميل شمعون ولا مخالب فؤاد شهاب ولا مخالب الحلفاء في حرب السنتين وما بعدهما من أحداث في الامة تمكنت من القضاء على القضية السورية القومية الاجتماعية. تسببت القيادات الحزبية بخسارات كبيرة للحزب والنهضة وكان القوميون الاجتماعيون يعوضون هذه الخسارة، فمع كل مرحلة مصيرية كانت تسقط القيادات وينتصر السوريون القوميون الاجتماعيون ويستمر الحزب وتبقى النهضة.

نحن اليوم أمام صورة جديدة لم يشهدها الحزب منذ نشوئه حتى اليوم ،صورة مخيفة، لأنه اذا ما استمرت فإنها ستقودنا الى الويلات الجديدة، أنها صور تنظيمات وضعت الحزب على الرصيف وهي تتقاتل على شرعية ملكية الطريق.

كان فطاحلة العهود السابقة يستترون عند فعل المعاصي، ويحاولون تدثير انحرافاتهم بأغطية منتقاة من النهضة، يلعبون بالكلمة والجملة ويستعملون الكناية والاستعارة للوصول الى غاياتهم في التحديث والتطوير، أما فحول هذه الأيام فيطرحون مقولاتهم بفظاظة وغلاظة دون حسيب ولا رقيب من القوميين الاجتماعيين.

فقد سمعنا الكثير عن الفصل بين اليهودية والصهيونية ولكن لم يتجرأ أحدهم ويقول انا عدوي الصهيوني وليس اليهودي، ولا ان يقول عن القوميين الذين يخالفونه رأيه إنهم عنصريون جهلة، ولم تصل الوقاحة بأحدهم الحديث عن هوية قومية للعروبة، بينما اليوم نقرأ بمقررات لمؤتمر تربوي، وتحت عنوان الحزب القومي يطلق ميثاق التربية المقاومة: الدفاع عن هوية الانتماء الى المشرق العربي وكلنا يعلم ان المشرق العربي يضم سورية الطبيعة، الجزيرة العربية، مصر والسودان، هذا ليس انحرافا هذه خيانة  للحزب والنهضة أنهم لا يلعبون بالمبادئ الاصلاحية بل يلعبون بالمبادئ الأساسية التي هي عقيدة الحزب التي قال عنها أحد جهابذتهم أن نصفها صار للزبالة، هذا لا يعني ان اللعب بالمبادئ الإصلاحية حلال ومسموح فيه لكن لأن الزعيم قال انه يمكن تغييرها إذا ما تغيرت الظروف والأوضاع.

تتعرض النهضة لضربات من مخالب داخلية رخوة تضرب بالمليان وبفظاظة، فبعد اعتبار الحزب فصيلا، ومبايعة قيادة المحور ثقافيا واجتماعيا وإخراج فلسطين من كونها مسألة سورية بحتة، نجد اليوم مقررات تتحدث عن عصر ما بعد الصهيونية وعن "الشراكة" والتعاون والقيم الوطنية التي تشمل العدالة والمساواة والحق في الدفاع عن المشروع.

الحزب ليس ضد العدالة والمساواة ولكنه اعتبرها نتيجة لقيم الحرية والواجب والنظام والقوة وتتويجا لقيم الحق والخير والجمال، ولتطبيق المبادئ الإصلاحية وتحقيق غاية النهضة، لذلك

هذه المقررات لا علاقة لها بالنهضة القومية الاجتماعية ولا بنظرة سعادة الى الحياة والكون والفن، وهذا الحزب الذي تصدر عنه هكذا مقررات ومواقف ليس الحزب السوري القومي الاجتماعي.

قد يظن بعض المتسلقين على سلم المسؤوليات الحزبية أن فوضى الندوات يصنع ثقافة ويطلق مشاريع ثقافية، ولم يتعظ من أربع سنوات مضت وأكثر أن فوضى الندوات لم يمنع هذا الانحراف الكبيرعن عقيدة الحزب والقضية السورية القومية الاجتماعية. قد يشعر بعضهم انه أعطى الحزب أكثر مما أعطاه سعادة وبعضهم انه كتب رسالة من رسالة سعاده، وقد يعتقد بعضهم بضرورة الوقوف المشبوه على معاني المصطلحات فيروا أنفسهم في ظلالهم قامات أكبر من قامة سعادة.

ما نراه ليس حلفا يشارك فيه الحزب، بل هو تفاعل مع قوة قوية تفرض ارادتها في السياسة والفكر والاجتماع.

نُكبر فيهم الصراحة والجرأة وندعوهم الى تأسيس الحزب الذي يعبرون من خلاله عن أفكارهم ومواقفهم ويدعون الحزب السوري القومي الاجتماعي للقوميين الاجتماعيين.

مناكب النهضة تقاوم المخالب الرخوة ولن تسمح لها بإحداث الاختراق الكبير، لأنها عصية على الجروح النازفة.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»