اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جمعت زيارة أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الى لبنان رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، على مأدبة غداء في بكركي حضرها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، اما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع فقد تمثل بالنائب بيار ابو عاصي، وخيّمت الاجواء السياسية والروحية معاً على الاجتماع، واستذكرت بعض عناوين لبنان، منها "وطن الرسالة" و "بلد التعايش" والى ما هنالك، بالتزامن مع مواقف اطلقها الزائر الكبير، منها الدعوة الى انتخاب رئيس  للجمهورية، والتأكيد انه موفد لمساعدة لبنان بكل ما يلزم، وشدّد على ضرورة  الحفاظ على النموذج اللبناني، أملاً بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وايجاد حلول تحمل الامل للبنان وشعبه.

هذه الصورة الجامعة غاب عنها نائب المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، بسبب بعض ما جاء في عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم الاحد الماضي وفق ما تردّد، في حين أوضح الراعي حقيقة ما قصد.

الى ذلك، وعلى الرغم من انّ اللقاء لم يخرق رئاسياً، لكن زيارة الرجل الثاني في  الفاتيكان لها رمزية خاصة في هذه الظروف، خصوصاً انه مطلّع على الملف اللبناني وله علاقات دولية واسعة، نسبة الى مركزه الديني الكبير ومسؤولياته. وافيد وفق المعلومات بأنّ بارولين أجرى قبل مجيئه الى لبنان سلسلة اتصالات مع عواصم فاعلة ومعنية ومؤثرة في الملفات اللبنانية، كواشنطن وباريس وطهران للمساهمة في حل الملف الرئاسي، بالتزامن مع حراك دولي لتجنيب لبنان الحرب الموسّعة، كما بحث مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان آخر المستجدات المتعلقة بلبنان، قبل قدومه الى بيروت.

في السياق ووفق المعلومات، فقد وجّه الموفد البابوي سلسلة رسائل الى الاميركي و "الاسرائيلي"، تدعو الى عدم توسيع الحرب، ناقلاً رسالة من البابا فرنسيس يدعو خلالها الى تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط، وإيجاد تسوية عبر حل الدولتين، وفي ما يخص لبنان نقل مخاوف البابا من المخاطر التي تطوّق لبنان، مؤكداً انّ حاضرة الفاتيكان تعمل بصمت من أجل إخراج لبنان من محنته، وبأنهم يعملون لمساعدته ولن يتركوه لانه يشكل صورة مميزة في المنطقة.

وشدّد من ناحية ثانية وفق ما نقل عنه، على ضرورة تثبيت المسيحيين في ارضهم، وعلى تأدية دورهم السياسي في لبنان نظراً الى أهميته، كما دعا الى التوافق الداخلي من اجل إنهاء الفراغ الرئاسي، وإيصال رئيس للجمهورية قبل فوات الاوان، والالتزام بالدستور وتطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرار 1701.

في غضون ذلك، ورداً على ما قاله الرجل الثاني في الفاتيكان، اعتبرت مصادر الصرح البطريركي رداً على سؤال " الديار" عن كيفية تحقيق التوافق المسيحي بعد مطالبة الموفد البابوي، فشدّدت على ضرورة الاقرار بحق الاختلاف السياسي وتنظيم الخلاف بعيداً عن التناحر والانقسام، لافتة الى ان البطريرك الراعي مستعد لمواجهة تحديات كبرى في سبيل وحدة الموقف المسيحي، وهو مدرك تماماً لحجم هذه التحديات، لان الساحة المسيحية تنتظر توافقاً من قيادييّها على شخص الرئيس، والعمل جار بقوة اليوم لتحقيق ذلك قبل فوات الاوان، وأملت من القيادات المسيحية المساعدة لتقريب وجهات النظربأسرع وقت.

إشارة الى انّ البطريرك الراعي وجّه في ختام اللقاء الجامع نداءً لكل المسيحيين، كي يكون يوم الاحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة.

 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»