اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية، السيد علي خامنئي، أهمية الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قائلاً إنّ «من يرغب في تطور البلاد عليه أن يظهر ذلك بحضوره في الانتخابات». في وقت تُصوت فيه إيران الجمعة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتواجه فيها مرشح إصلاحي مؤيد للانفتاح على الغرب، وبين محافظ كان مفاوضا سابقا في الملف النووي.

فقد أكد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنّ الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد «مهمة جداً».

وخلال لقائه عدداً من المسؤولين والمدرّسين في مدرسة الشهيد مطهري العليا، قال السيد خامنئي إنّ الجولة الأولى «لم تشهد مشاركة كما كان متوقعاً، وكانت أقل من التوقعات والتقديرات، ولهذا الأمر أسباب يجب أن يدرسها المختصون في علم الاجتماع».

وشدد على أنّ «الأمر المسلم به، هو أن من يعتقد أن هؤلاء الذين لم يقترعوا هم معارضون للنظام، فإنهم مخطئون جداً، وهذا الفهم خاطئ بالمطلق»، مضيفاً أنّ «وضع كل من لم يشارك في الانتخابات ضمن هذا التصنيف هو خطأ كبير».

وتابع أنّ «البعض لم يعجبه مسؤول ما، والبعض الآخر لا يعجبه النظام، وهم موجودون ويعبّرون عن رأيهم بحرية ونعلم ما يقولون وليسوا خافين عن الأعين».

واختتم السيد خامنئي بأنّ «من يعز الإسلام والجمهورية الإسلامية ويرغب في تطور البلاد، عليه أن يظهر ذلك بحضوره في الانتخابات».

كذلك، قال: «نأمل أن تكون الجولة الانتخابية الثانية حماسية ومشرفة للنظام الإسلامي، ومشاركة الشعب لهذا النظام تضمن له القدرة على تحقيق أهدافه داخل البلاد واستراتيجيته، وهذا الأمر فرصة كبيرة للبلاد».

وخلال الدورة الأولى من الانتخابات، نال بزشكيان 42.4% من الأصوات مقابل 38.6% لجليلي، بينما حل محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف في المرتبة الثالثة.

وستلقى الدورة الثانية متابعة دقيقة بالخارج، إذ إنّ إيران -القوّة الوازنة بالشرق الأوسط- في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عديدة مصدر خلاف بين طهران والغرب.

وقد نظمت هذه الانتخابات التي جرت الدورة الأولى منها في 28 حزيران -على عجل- لاختيار رئيس يحل محل إبراهيم رئيسي الذي توفي بحادث مروحية في 19 أيار.

مواقف بزشكيان

يحظى بزشكيان بدعم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وهو طبيب جراح، ونائب عن تبريز المدينة الكبرى (شمال غرب) ولديه خبرة محدودة في العمل الحكومي تقتصر على شغله منصب وزير للصحة بين 2001 و2005 في حكومة خاتمي. وعرف بكلامه الصريح، إذ لم يتردد في انتقاد السلطات خلال الحركة الاحتجاجية التي شهدتها البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في أيلول 2022، إثر توقيفها من جانب «شرطة الأخلاق» في طهران بحجة عدم التزامها بارتداء لباس محتشم.

وخلال مناظرة متلفزة مساء الاثنين، ناقش المتنافسان -من بين أمور أخرى- الصعوبات الاقتصادية والعلاقات الدولية وانخفاض نسبة المشاركة بالانتخابات والقيود التي تفرضها الحكومة على الإنترنت.

وقال بزشكيان إن «الناس غير راضين عنا» خاصة بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقليات الدينية والعرقية، في السياسة.

وأضاف «حين لا يشارك 60% من السكان (في الانتخابات) فهذا يعني أن هناك مشكلة» مع الحكومة.

مواقف جليلي

أما منافس بزشكيان فقد كان مفاوضا في الملف النووي بين عامي 2007 و2013، وعارض بشدة الاتفاق الذي أبرم نهاية المطاف مع القوى الكبرى بينها الولايات المتحدة، والذي فرض قيودا على نشاط البلاد النووي مقابل تخفيف العقوبات.

وقد أعرب جليلي خلال المناظرة عن قلقه إزاء انخفاض المشاركة، لكن بدون إلقاء اللوم على السلطة.

وفي مجال الاقتصاد، قال جليلي إن حكومته قادرة على تحقيق نمو بنسبة 8%، مقابل 5.7% بين آذار 2023 آذار 2024.

كما ذكر جليلي خلال المناظرة بموقفه المعارض لأي تقارب بين مع الدول الغربية.

وبالمقابل، أعلن بزشكيان أن إحياء الاتفاق المجمد منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018 -في خطوة أحادية ترافقت مع إعادة فرض العقوبات- سيكون من أولويات حكومته.

وبالتوازي مع ذلك، دعت شخصيات معارضة بالداخل والشتات إلى مقاطعة الانتخابات معتبرة أن المعسكرين المحافظ والإصلاحي وجهان لعملة واحدة.

ومهما كانت نتيجة الانتخابات، فسيكون لها تأثير محدود في توجه البلاد لأن صلاحيات الرئيس ليست شاملة. فالمسؤولية الأولى في الحكم بإيران تقع على عاتق مرشد الثورة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد.

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟