اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 بين الموقف والصلاة

هل في السيّئات ما هو أسوأ من أن يصير حلماً من خيال او طموحاً صعبَ المنال حصولُك، ولو على نزر يسير، من حقٍّ لك في مصرفٍ صادر بحماية القضاء ورعاة الفساد، وديعةً لك فيه.

في مثل هذه الحال من انسداد الابواب والاَفاق، لا يبقى لك الّا الله تلوذ به، ترفع له الصلاة علّه يعينك على احتمال ما يتراكم عليك من أثقال.  تصل الى هناك حاملا بلواك طارحاً شكواك، فيطالعك غيرُ مقهورٍ وغيرُ مفجوعٍ بالدرْكِ الذي وصلت اليه مرجعيّاتّ، يحلو للرجعيّات وصفُها بالروحيّة، يسألُ : لماذا ترى لا يتطرّق مثلًا غبطتُه، ولو حياءً في واحدة فقط من عظاته الكثيرة، أو سماحتُه في واحدة من خطبه الوفيرة، الى موضوع الفظائع في سرقة ودائع الناس في مصارف النهب المنظّم، في مصارف البلايا؟

لعلّهم يُصلّون في جهائرهم وسرائرهم ويطيلون الصلاة. لكنّ الناس، الّا الذين يلتبس عليهم الايمان بالهذيان، لا يرون من بعدُ جدوًى في صلواتٍ تُرْفَع الى الله بتخاشع وتنقلها الشاسات. الصلواتُ الحقّ، لو صدق المصلّون، هي لا في أن نراك واقفا او ساجدا تتلو كلمات، بل هي مواقف حاسمة صارمة واضحة في نصرة الحقّ وأصحابه.  مواقف لا تتورّع في ان تسمّي الباطل وأصحابه بأسمائهم، على قاعدة نعم نعم ولا لا، وما زاد عن ذلك فمن الشيطان.  مواقف لا يحتفل صاحبُها، كما شهدنا بحزن مؤخّرا، بكل رجيمٍ من أهل الباطل بأوسمة التكريم.  مواقف فيها صدىً حقيقي لصوت الله الذي ينبغي ان تنطق به تلك المرجعيّات.  وما دون ذلك فكلّ الصلوات والعظات والخطب والدعاءات، تستجلب على أصحابها لعنات المقهورين ممّا أصابهم من خيبات، من نكبات.

وليس في الفواجع ما هو أدعى الى الشعور بالمرارة، من ان تصل الحال بالمفجوعين من مسؤولين عنهم في الدنيا والدين، الى حيث باتوا على يقين أن صلوات هؤلاء هي كوعود اولئك ذرٌّ للرماد في العيون...  قصارانا مع أصحاب المرجعيات القاصرة، عن ان تحمل هموم الناس، فتخفف عنهم ثقيل الاحمال. أنّ كلّ ما لا يرقى الى مستوى المواقف الجريئة، التي لا تخشى في الحقّ لومةَ لائم، هو مندرجٌ حكما في خانة باطل الأباطيل وقبض الريح.

ما لم يرتقِ أصحابُ المرجعيّات في المواجهة الى مستوى شهودٍ للحقّ، فالمنتظر بالنتيجة بوارٌ روحيٌّ فاجع.  فهلّا اتقّوا الله وأقاموا الصلاة،َ صلاةَ موقفٍ فيه فعلٌ ينتعشُ به معنى الصلوات.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت