اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانا  امس أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمشاركة قادة الدول الأعضاء والدول المراقبة والشريكة، وتستمر على مدى يومين تحت شعار «الوحدة العالمية... من أجل عالم عادل ووئام وتنمية»، حيث بحث المشاركون سبل تعزيز التعاون المتعدد الأوجه في المنظمة وآفاقه، والمشكلات الدولية والإقليمية الحالية.

فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند افتتاح الجلسة العامة للحدث أن قمة منظمة شنغهاي للتعاون «ستروج لنظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب».وأعلن بوتين أن المشاركين وبينهم مسؤولون صينيون، وإيرانيون، وهنود، سيشددون خلال الإعلان الختامي للقمة «على التزامهم بإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل يستند إلى الدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة والقانون الدولي وتطلعات الدول صاحبة السيادة لشركة تقوم على الفائدة المتبادلة».

ويرى الرئيس الروسي ونظيره الصيني شي جين بينغ المشارك في القمة أن عالما «متعدد الأقطاب» سيكون بديلا للهيمنة الأميركية على شؤون العالم.

ودعا الرئيس الصيني إلى «مقاومة التدخّلات الخارجية»، وقال أمام ممثلي الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي «علينا أن نتحد لمقاومة التدخل الخارجي، وأن ندعم بعضنا بعضا بقوة، وأن نهتم بمخاوف بعضنا بعضا، وأن ندير الخلافات الداخلية من خلال جعل السلام أولويتنا».

وبحسب التلفزيون الصيني، قال شي للقادة الحاضرين «يتعين علينا الحفاظ على الحق في التطور بالشمول، وتعزيز الابتكار التكنولوجي بشكل مشترك، والحفاظ على استقرار وحسن سير سلاسل الصناعة والتوريد، وتحفيز القوة الذاتية للاقتصاد الإقليمي، وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المشتركة».

من جانبه، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو «بمقدورنا تحطيم جدران عالم أحادي القطب وتوفير الغذاء لشعوبنا ووضع حد للتناقضات والنزاعات الناجمة عن التفاوت الاجتماعي والنقص في المواد الغذائية والموارد». وعلى هامش القمة التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقائم بأعمال الرئيس الإيراني محمد مخبر، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو وطهران تجريان مفاوضات بشأن اتفاق تعاون ثنائي شامل يعكس «الانتعاش غير المسبوق» في العلاقات الثنائية.

وامس دعت «منظمة شنغهاي للتعاون» إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتكثيف الجهود لتحقيق السلام.

كما أعربت عن «قلقها العميق إزاء تدهور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، مدينةً «سقوط العديد من الضحايا المدنيين والوضع الإنساني الكارثي في ​​قطاع غزة».

وحذرت في البيان الختامي لاجتماع قادة الدول الأعضاء، من «تزايد استخدام القوة وانتهاك القانون الدولي والمواجهات الجيوسياسية والصراعات، وتضاعف المخاطر، التي تهدد الاستقرار في العالم ومنطقة منظمة شنغهاي للتعاون».

وشدّدت دول المنظمة على أهمية «تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة» بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفقاً لقرار الأمم المتحدة.

كما أكدوا سعي الدول الأعضاء المهتمة «التي اختارت استخدام الطاقة النووية المدنية»، لتطوير التعاون «بشروط طوعية ومتفق عليها بشكل متبادل»، في مجال البحث والابتكار والتطوير وتنفيذ التقنيات النووية المدنية، وفقاً للتشريعات الوطنية.

وفي هذا السياق، أعلنت في البيان، أنها تتبنى مبادرة «حول الوحدة العالمية من أجل السلام العادل والوئام والتنمية»، والتي تحدد نية المنظمة في تهيئة الظروف لتعزيز الأمن والنظام الدوليين، ودعت العالم إلى الانضمام إليها.

وأوضح البيان أن «نظاماً عالمياً أكثر عدلاً ومتعدد الأقطاب، آخذ في الظهور في العالم، وفرص تنمية الدول والتعاون الدولي المنصف والمتبادل المنفعة والمنصف، آخذة في التوسع».

وأكد البيان أنّ الدول الأعضاء على استعداد لتنفيذ «تدابير شاملة للقضاء على الظروف المؤدية إلى الإرهاب والتطرف»، بما في ذلك الاستمرار في مكافحة تمويل الإرهاب، وتجنيد الإرهابيين وحركتهم عبر الحدود، واستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لأغراض إرهابية.

وشدد أيضاً في ما يخص سباق التسلح في الفضاء الخارجي، على تأييد الدول الأعضاء الحفاظ على الفضاء الخارجي خالياً من الأسلحة من أي نوع والالتزام بالنظام القانوني الحالي، الذي ينص على الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.

ودعا البيان إلى إبرام صك دولي ملزم قانوناً، من شأنه أن يعزز الشفافية ويوفر ضمانات موثوق بها لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي. وفي نهاية القمة تم التوقيع على 24 وثيقة، واعتماد إعلان أستانا الذي يناشد المجتمع الدولي «بدء حوار عميق صادق ومنفتح وتبني نموذج جديد للأمن وخلق بيئة اقتصادية عالمية عادلة.»

يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تضم نحو نصف سكان العالم الذين يتوزعون على دول تشغل مساحة واسعة من الكرة الأرضية من روسيا إلى الصين، وانضمت إليها بيلاروس لتصبح بذلك العضو العاشر فيها.

أما الأعضاء الدائمون الآخرون فهم كازاخستان المضيفة لقمة هذه السنة، والهند والصين وقيرغيزستان وباكستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، إضافة إلى إيران التي انضمّت إليها العام الماضي. 

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟