اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ272 من عدوانها على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال قصفها العنيف على حي الشجاعية والمناطق الشرقية لمدينة غزة، في وقت قالت فيه الحكومة الإسرائيلية إنها تدرس رد حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) على صفقة التبادل.

وفي القطاع استشهد 45 فلسطينيا وأصيب 125 في قصف للاحتلال على مناطق القطاع كافة، وفقا لوزارة الصحة.

ميدانيا، شهد القطاع معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال، حيث أعلنت كتائب القسام تدمير دبابتين بحي الشجاعية، في حين أعلنت سرايا القدس أنها دمرت دبابة وقصفت قوات الاحتلال بالشجاعية.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال إصابة 23 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن 4 قادة لكتائب عسكرية تعمل في غزة قولهم إن هناك حالة إنهاك بين الجنود بسبب الخدمة المتواصلة منذ 9 أشهر.

وسط هذا المشهد تتضارب الآراء في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، بين «الجيش» والأجهزة الاستخبارية من جهة وبين مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث أعرب مسؤولون رفيعو المستوى عن غضبهم الشديد إزاء نيّة إحباط أيّ إمكان للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وفق موقع «يديعوت أحرنوت».

وأعربت الجهات الإسرائيلية التي تُريد التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى عن غضبها، إزاء البيان الذي وزّعه مكتب رئيس الحكومة على بعض الصحافيين، «ونشره ليبدو أنه من قبل مصادر أمنية».

كذلك، ذكرت الصحيفة أنّ كل الجهات الأمنية الإسرائيلية المعنية بالمفاوضات مع «حماس» تقول إنّها «لم تعلم بالإعلان الصادر عن مكتب نتنياهو على الإطلاق، ولم تتحدث عن أنّها وافقت عليه».

وعارضت هذه الجهات بشدّة رد حماس على الاقتراح الإسرائيلي، «وكأنّ لا جديد فيه»، مشيرين إلى أنّ «رد حماس جيد».

وكشفت موقع «يديعوت أحرنوت» أنّه عندما تمّ تسلّم رد «حماس»، قال مسؤولون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية ​​عكس ما حاول بيان مكتب رئيس الوزراء أن ينسبه إليهم قبل ساعات قليلة. وذكّروا أنّ رد «حماس» يُمثّل خطوط جيدة يمكن من خلالها إطلاق المفاوضات حول الصفقة.

وأشار البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء باسم «الموساد»، قبل تلقي رد «حماس»، إلى أنّ «الوسطاء نقلوا إلى فريق التفاوض تطرّق حماس إلى مخطط صفقة الأسرى»، وأنّ «إسرائيل» تدرس هذا التطرّق وستُعيد جوابها إلى الوسطاء.

وامس، كشفت حركة «حماس» عن تقديمها تعديلاتها على الورقة الإسرائيلية الأخيرة «بما لا يمسّ القضايا الجوهرية»، مضيفة أنّها أبقت على مواقفها من تثبيت وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، وعودة النازحين إلى منازلهم.

وأعلنت حركة حماس، أنّ رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالاتٍ مع الوسطاء في قطر ومصر، بشأن الأفكار التي تتداولها الحركة معهم، بهدف التوصل إلى اتفاق، يضع حداً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مؤكدةً أنّها  تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية.

غالنت

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بشأن تبادل الأسرى بات أقرب من أي وقت مضى. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع قوله في اجتماع مع عائلات أسرى إسرائيليين في غزة، «نحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى». وأضاف غالانت قبل شهر «كنت متشائما بشأن إمكان التوصل إلى اتفاق قريبا، وكان أحد أهدافي الرئيسية في جميع الاجتماعات بالولايات المتحدة، هو الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق». وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن مكتب الوزير رفض التعليق على هذه التصريحات.

وقال المكتب تعليقا عليها إنه ومنذ بداية الحرب، كان غالانت يعقد محادثات «مفتوحة وصادقة» أسبوعيا في مجموعات صغيرة مع عائلات المحتجزين و»لا ننوي التعليق على ما قيل في هذه المحادثات».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات أمنية تسبق اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) لبحث المفاوضات والتطورات الأمنية.

هذا وتوعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بتنظيم مظاهرات مليونية إذا أفشلت الحكومة إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بدأت تلوح بالأفق مع الفصائل الفلسطينية بالقطاع.

كما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية، عن مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات (لم تسمّه) قوله، إن «إسرائيل» وحركة حماس تقتربان من اتفاق إطاري يضمن وقف النار بقطاع غزة وإطلاق الرهائن.

حماس

من جهته نفى عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) الدكتور باسم نعيم التصريحات الإسرائيلية بشأن استبعاد شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة المرتقبة. وقال إن هذه التصريحات غير صحيحة، وأكد أنه سيتم وقف العمليات العسكرية من الطرفين في المرحلة الأولى، والتفاوض في أثنائها على شروط الوقف الدائم لإطلاق النار.

وكانت القناة الإسرائيلية الـ12 نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رد حركة حماس لا يشمل شرط وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى من الصفقة، في حين أغلق المتظاهرون المناهضون للحكومة طرقا في تل أبيب. وقالت القناة الـ12 -نقلا عن مسؤول إسرائيلي- إن رد حماس يتيح «إعادة المحتجزين من كبار السن والأطفال والمرضى والجرحى والمجندات». وأضاف المسؤول الإسرائيلي -وفقا للقناة الـ12- أنه إذا خرقت حماس الاتفاق يمكن الانسحاب منه والعودة للقتال بعد المرحلة الأولى.

كما نقل عن مصدر أمني إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيضحي بالمختطفين من أجل كسب بعض الوقت إلى ما بعد خطابه بالكونغرس. وقالت الصحيفة إنه «من المتوقع أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا اليوم الخميس (أمس) مع نتنياهو للضغط عليه لقبول الصفقة».

من جانبه، قال وزير الشتات الإسرائيلي إنه لم يتم بعد إطلاع وزراء الحكومة على رد حماس، مؤكدا أن «إعادة المختطفين من أهم أهداف الحرب، ولم تخرج عن جدول أعمالنا وأولوياتنا». وشدد على أنه إذا تضمنت الصفقة الإفراج عن واحد مقابل 3 فهذا ممكن، ولكنهم بالمقابل لن يقبلوا انسحاب القوات ووقف الحرب، حسب قوله.

ميدانيا دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ272، بينما واصلت قوات الإحتلال قصفها العنيف على أحياء عديدة في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن الإحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر، وصل منها الى مستشفيات القطاع، 58 شهيداً و179 مصاباً في 24 ساعة الماضية.  

 وأضافت الوزارة أنّ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 38 ألف شهيد و87 ألفاً و445 مصاباً منذ 7 تشرين الأول الماضي.

وأكدت الوزارة أنّ طواقم الإسعاف والدفاع المدني يواجهون صعوبات في الوصول للضحايا الذين لا يزالون عالقين تحت الركام وفي الطرقات. وفي وقت سابق، أعلنت إذاعة «الجيش» الإسرائيلي، مقتل ضابط من لواء «غفعاتي» مقتل ضابط من لواء «غفعاتي، وإصابة ضابط آخر وجندي بجروح خطرة، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة. وبهذا، يرتفع عدد قتلى «جيش» الاحتلال المعترف بهم إلى 678 حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول 2023.

وواصلت المقاومة الفلسطنية تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة، مكبّدة إياها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وذلك في إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

فقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف دبابتَي «ميركافا 4»، بقذائف «الياسين 105»، في حي الشجاعية شرقي مدينة غزّة. واستهدفت كتائب القسام، مقر قيادة عمليات الاحتلال قرب موقع «ناحل عوز» شرقي مدينة غزة، مستخدمةً صواريخ «رجوم» و «107».

بدورها، أكّدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مقاتليها فجروا عبوةً برميلية من نوع (ثاقب)، في آلية عسكرية إسرائيلية في محيط منطقة السنترال.

وقصفت السرايا بقذائف الهاون النظامي «عيار 60»، تموضعات لجنود الاحتلال المتوغلة، في حي الشجاعية.

أمّا كتائب شهداء الأقصى، فتمكن مقاتلوها من قصف حشودات لآليات الاحتلال، بقذائف الهاون في محاور التقدم حي الشجاعية.

من جهتهم، استهدف مقاتلو قوات الشهيد عمر القاسم، بقذيفة «آر بي جي» ناقلة جند مدرعة، من نوع «إيتان» قرب مدرسة بئر السبع وسط مدينة رفح، وأصابوها إصابةً مباشرة.‏

عمليات مشتركة

وفي إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، استهدفت كتائب القسام دبابةً إسرائيلية من نوع «ميركافا 4»، بعبوة «شواظ»، في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وذلك بالاشتراك مع سرايا القدس.

وأطلقت كتائب القسام، بالاشتراك مع كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، صاروخ «سام 7» تجاه طائرة مروحية من طراز «أباتشي» في سماء حي الشجاعية.

كذلك، قصفت كتائب المجاهدين، بالاشتراك مع سرايا القدس، جنود العدو وآلياته في محور تقدم حي الشجاعية شرقي غزة بوابل من قذائف الهاون.

وامس أقرّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط من لواء «غفعاتي»، وإصابة ضابط آخر وجندي بجروح خطرة خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة.

وكان اعترف الاحتلال بمقتل نقيب  وهو قائد فريق في الكتيبة «75» التابعة للواء السابع مدرع (التشكيل الهجومي للجولان)، مشيراً إلى أنّه قُتل بصاروخ مضاد للدبابات في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، فيما أُصيب 3 جنود بجروح خطرة.

وبهذا، يرتفع عدد قتلى «جيش» الاحتلال الإسرائيلي المعترف بهم إلى 677 منذ السابع من تشرين الأول 2023، بينهم 322 قتيلاً سقطوا في المعارك البرية داخل غزّة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل المقاومة الفلسطينية تصدّيها للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في القطاع. 

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟