اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ277 من العدوان على غزة، واصل الاحتلال قصفه مناطق في القطاع، في أعقاب معارك ضارية بين قواته والمقاومة في تل الهوى، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع 4 أحداث أمنية صعبة يواجهها الجيش.

ومن جانب آخر، قال خبراء أمميون إن المجاعة انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة، مضيفين أن موت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف يؤكد ذلك.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافقق سرا على انضمام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المجلس الأمني المصغر لإدارة الحرب، في حين قال بن غفير «أريد إجراء تغييرات في المجلس وإن لم أُضم إليه فسوف أعطله وأشوّش عليه».

سياسيا، قالت حركة حماس إن نتنياهو يضع عقبات إضافية أمام المفاوضات، وإن التصعيد في غزة سيعيد التفاوض إلى نقطة الصفر، في حين أكدت واشنطن أنها لم تكن لترسل فريقا إلى المنطقة لو لم تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، ومن المقرر أن يتوجه رئيسا الموساد والشاباك ومسؤول ملف الرهائن في الجيش الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات حول صفقة التبادل اليوم الأربعاء.

وفي الضفة الغربية، واصل الاحتلال تصعيد حملته في مناطق وبلدات عديدة، من بينها اقتحام آلياته العسكرية وجرافاته مدينة ومخيم طولكرم، إلى جانب احتجاز قواته صحفيين أثناء نقلهم وقائع اقتحام المدينة قبل أن تخلي سبيلهم.

فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق سرا على انضمام وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى مجلس الحرب في «إسرائيل».

وكشفت الهيئة الإسرائيلية أن المنتدى المصغر لإدارة الحرب ينعقد أحيانا بشكل غير رسمي، وأن نتنياهو طلب عدم نشر شيء بشأن انضمام بن غفير.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن  بن غفير، وهو رئيس حزب «عوتسما يهوديت» (قوة يهودية لها 6 مقاعد بالكنيست من أصل 120)، قوله إنه يريد «إجراء تغييرات في مجلس الحرب»، مشددا على أنه إن لم يتم ضمه إلى المجلس فسوف يعمد إلى تعطيله والتشويش عليه.

واتهم بن غفير رئيس الوزراء نتنياهو «باتخاذ القرارات بمفرده وعزل شركائه في الحكومة»، مضيفا «لم نأت لنهتف على المنبر، لقد جئنا للتأثير». وفي 9 حزيران الماضي، أعلن عضوا مجلس الحرب من حزب «معسكر الدولة» بيني غانتس وغادي آيزنكوت انسحابهما من مجلس الحرب.

ولاحقا، تم حلّ المجلس وفق وسائل إعلام عبرية، لكن نتنياهو واصل إجراء المشاورات المتعلقة بإدارة الحرب في منتدى أصغر يضم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس حزب «شاس» آرييه درعي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.

تهديدات

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نقلت عن مصادر لم تسمها في حزب بن غفير أنه ما دام مطلبهم بانضمام بن غفير لمجلس الحرب لم يتحقق سيلجؤون الى «تعطيل عمل الائتلاف»، بما في ذلك من خلال تعطيل التصويت على مشاريع القوانين المطروحة من قبل الائتلاف.

وفي أكثر من مناسبة هدد بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة حال التوصل إلى صفقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتبادل الأسرى من شأنها وقف الحرب.

وعلى صعيد متصل، ذكر موقع «والا» أن هناك مؤشرات على أن العلاقة بين وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تزداد سوءا، وأضاف الموقع الإسرائيلي أن نتنياهو قد يتخذ قريبا قرارا بشأن مستقبل هاليفي مع قرب انتهاء تحقيقات بالجيش.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر في حزب «شاس» الديني قوله إن تصرفات بن غفير تقوّض استقرار الحكومة وقد تسقطها.

ومجلس الحرب هو أضيق هيئة سياسية وأمنية في «إسرائيل»، وهو معني باتخاذ القرارات السياسية زمن الحرب.

لبيد

قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقد السيطرة على الحرب والعلاقات الخارجية وعلى حكومته، حيث يفعل الجميع هناك ما يحلو لهم، بحسب تعبيره.

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن لبيد قوله إن الحرب على غزة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، وأضاف أن «إسرائيل» تسعى لحروب قصيرة وأنه لا يمكن تجنيد الاحتياط إلى الأبد، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي لا يتحمل.

وبشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى أعرب رئيس حزب «هناك مستقبل» عن اعتقاده بأن حركة حماس اتخذت خطوات لجعل صفقة إعادة المختطفين ممكنة. وأشار لبيد إلى أن بيان مكتب نتنياهو الأخير كان ضارا وغير ضروري وحطم قلوب عائلات من سماهم المختطفين، بحسب قوله. كما قال إنه «تجري عملية خياطة دقيقة لصفقة معقدة جدا ثم يخرج بيان مدمر يجعل الجميع يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة».

حكومة فاسدة

وأوضح زعيم المعارضة الإسرائيلية أنه سيوفر شبكة أمان للائتلاف الحاكم للموافقة على الصفقة إذا واجه نتنياهو صعوبة في الحصول على أغلبية لدعمها، قائلا إن شبكة الأمان هذه قد تطيل عمر هذه الحكومة التي وصفها بالفاسدة لكنه سيفعل كل شيء من أجل «المختطفين».

حماس

في غضون ذلك، كشف مصدر قيادي في المقاومةأنّ «إسرائيل» لم تُبدِ أيّ مواقف مرنة بخصوص الانسحاب من معبر رفح، ومحور فيلادلفيا. وأضاف المصدر القيادي أنّ «إسرائيل تريد ضمانات أكيدة لعدم استخدام معبر رفح ومحور فيلادلفيا لتهريب السلاح لحماس»، كما «ترفض أي سيادة لحماس على المعبر وتريد فرض إدارة جديدة له».

ليف

الى ذلك، أفادت الخارجية الأميركية بأن «مُساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، تجري زيارةً ستشمل الإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، وإسرائيل، والضفة الغربية، وإيطاليا في الفترة من 8 إلى 14 تموز «.وبحسب البيان، ستلتقي ليف مع المسؤولين، «لبحث الجهود الدبلوماسية المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأمين الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة».كما  ستجري أيضاً المزيد من المباحثات حول «فترة ما بعد الصراع، بطريقة تبني السلام والأمن الدائمين»، كما ذكر البيان.

ميدانيا، استشهد أكثر من 40 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، بينما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس)، أنها قتلت جنودا إسرائيليين واستهدفت دبابات وجرافات عسكرية.

ففي مخيم البريج وسط القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9، بينهم 7 أطفال وإصابة آخرين إثر قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعا لمواطنين بالمنطقة.

وفي وسط القطاع أيضا، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأن الاحتلال ارتكب مجزرة في مخيم النصيرات راح ضحيتها 17 شهيدا بينهم 14 طفلا وامرأة.

كما أفادت مصادر طبية باستشهاد 3 فلسطينيين بينهم امرأة وطفلها في قصف استهدف منزلا لعائلة بارود في مدينة دير البلح وسط القطاع أيضا.

وفي مدينة غزة، أفيد عن استشهاد عدد من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على الأحياء الجنوبية والشرقية بالتزامن مع توغل قوات الاحتلال الذي بدأ باتجاه حي تل الهوى.

وأفادت المعلومات بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ قصفا مدفعيا عنيفا على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وفي جنوبي القطاع، أفيد عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر قصف إسرائيلي على حي تل السلطان غربي المدينة.

كما قالت المعلومات إن زوارق حربية ودبابات إسرائيلية قصفت محيط دوار العلم غربي مدينة رفح، مشيرا إلى أن القصف أوقع مصابين.

مجازر إسرائيلية

وقالت مصادر طبية إن القصف الإسرائيلي أسفر عن استشهاد 44 فلسطينيا على الأقل.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 50 شهيدا و130 مصابا. وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 38 ألفا و243 شهيدا، بالإضافة إلى 88 ألفا و33 مصابا منذ السابع من تشرين الأول.

نزوح مستمر

وعلى صعيد آخر، وصلت عائلات أجبرها الجيش الإسرائيلي على النزوح من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، حسب شهود عيان، بعد أن توغل الجيش بشكل مفاجئ في منطقة شارع الصناعة غرب مدينة غزة وحاصر عشرات العائلات.

في الأثناء، تواصل الدبابات الإسرائيلية توغلها في بعض أحياء مدينة غزة، ومنها الشجاعية والصبرة وتل الهوى.

وقال الشهود، إن النازحين وصلوا في حالة صحية سيئة ويعانون من الإرهاق لسيرهم مسافات طويلة، مضيفين أن «الجيش طلب مغادرة المنازل وبعد ذلك بدأت الطائرات المسيّرة تطلق النار».

من ناحية أخرى، أعلن المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة، أن الجيش الإسرائيلي أجبرهم على إغلاق المستشفى بعد تعرض محيطه لإطلاق نار كثيف من طائرات مسيّرة إسرائيلية.

وقال المستشفى في بيان، إن «النازحين وجميع المرضى أجبروا على المغادرة، وهذا ما يعرضهم لخطر جسيم».

والأحد، أجبر الاحتلال الآلاف من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم في البلدة القديمة وأحياء التفاح والدرج شرق مدينة غزة والتوجه نحو المناطق الغربية، تحت تهديد القصف وبعد إنذارهم بالإخلاء تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية هناك.

لكن الفلسطينيين في غزة فوجئوا ، بتنفيذ الجيش عملية برية في المناطق الغربية، ما اضطرهم إلى النزوح إلى أماكن أخرى.

ليصدر الجيش لاحقا بيانا يطالب فيه السكان بإخلاء المناطق الغربية وبعض المناطق جنوب المدينة، والتوجه فورا إلى منطقة المواصي غرب مدينة دير البلح.

الخدمات الطبية خرجت عن الخدمة

من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، خروج جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة لها بمدينة غزة عن الخدمة، بفعل الإنذارات الإسرائيلية بإخلاء عشرات المناطق.وقالت الجمعية في بيان مقتضب: «جميع النقاط الطبية والعيادات الطارئة التابعة للجمعية في محافظة غزة خرجت عن الخدمة، بسبب إجراءات الاحتلال بالإخلاء القسري على مناطق مختلفة في المحافظة، والتي توجد بها النقاط الطبية والعيادات».

عمليات المقاومة

الى ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملياتها العسكرية والنوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في أنحاء القطاع كافة، وفي المناطق التي زعم الاحتلال الإسرائيلي أنّه «فكّك المقاومة فيها». 

وفي أحدث عمليات كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، استهدف مجاهدو الكتائب 4 دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا 4» بقذائف «الياسين 105» في شارع بغداد في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. 

وفي حي تل الهوا في مدينة غزة، أكّدت كتائب القسام «تفجير حقل ألغام في جرافتين عسكريتين إسرائيليتين من نوع «D9»، ما أدّى إلى احتراقهما بصورة كاملة قرب مسجد خالد بن الوليد غربي الحي.  كما فجّرت الكتائب، غربي حي تل الهوا، عبوةً مضادةً للأفراد في تجمّع لجنود الاحتلال وأوقعتهم بين قتيل وجريح قرب برج الرياض.

كذلك، أعلنت سرايا القدس خوضها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم في مدينة غزة.

من جانبها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى تفجير مقاتليها دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافا» بقذيفة مضادة للدروع خلف الصناعة في تل الهوى أيضاً غربي مدينة غزة. 

وفي السياق نفسه، أشارت المعلومات إلى أنّ كتائب القسام أعلنت في الساعات الأخيرة الماضية تنفيذ 9 عمليات في تل الهوى، من بينها تفجير 3 دبابات وناقلة جند وتفجير عبوة بقوة راجلة.  وأوضحت أنّ «عمليات القسام في تل الهوى تأتي على الرغم من ترويج الاحتلال في بداية العدوان على القطاع تفكيك «كتائب القسام فيها»، إذ «تواصل المقاومة تواصل زرع العبوات واستهداف الاحتلال في مناطق توغله».

وتابعت أنّ الاحتلال «كان يعتقد أنّ منطقة تل الهوى خاصرة رخوة يمكن له دخولها من الناحية الجنوبية الغربية بسهولة»، وظنّ أنّه «قضى على كتيبة تل الإسلام التابعة للقسام، ولكنّه تفاجأ بعملياتها في مناطق يسيطر عليها». 

وأضافت أنّ «كتائب القسام فجّرت آليات لجنوده، واستهدفت قواته الراجلة في خط واحد مساحته أقل من 300م، على الرغم من كل مزاعمه».  واستكمالاً لعمليات المقاومة في الميدان، أعلنت قوات الشهيد عمر القاسم استهدافها تجمعات قوات الاحتلال المتوغلة في محيط بوابة صلاح الدين جنوبي مدينة رفح بقذائف «الهاون» الثقيل.  إضافة إلى ذلك، استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم جنود الاحتلال وآلياته في محور التقدم خلف الجامعة الإسلامية غربي مدينة غزة بقذائف «الهاون». 

بدورها، أكّدت ألوية الناصر صلاح الدين قصفها موقع «فجة» العسكري الإسرائيلي برشقة صاروخية من طراز «107». 

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟