75% من الفرنسيين يعتقدون أنه لا يمكن حكم فرنسا!
من غير المستبعد أن تبدأ التظاهرات من قبل الجبهة الشعبية ضد الرئيس إيمانويل ماكرون، باتجاه قصر الإليزيه، أو حتى قصر ماتينيون، مركز رئاسة الحكومة. فعلى الرغم من كل المحاولات لإيجاد الحلول الحكومية، يبدو الأفق مقفلاً!
ومن غير المستبعد أن يعرض التجمع الوطني «عضلاته»، ويقوم بتنظيم مظاهرات مقابلة لإثبات وجوده، على أمل عدم الاحتكاك وعدم انطلاق شرارات مواجهة في أي اتجاه كان!
60% من الفرنسيين غير راضين عن نتيجة الانتخابات النيابية. و75% من الفرنسيين يعتقدون أن فرنسا لا يمكن حكمها الآن! وهي مؤشرات جدية لاضطرابات سياسية وشعبية.
في هذه الأثناء، لم يخرج الدخان الأبيض بعد من اجتماعات قادة الجبهة الشعبية، التي تعتبر نفسها قد فازت بالانتخابات النيابية الفرنسية الأخيرة، لجهة اختيار اسم لرئاسة الحكومة يمكنها أن تقترحه على الرئيس إيمانويل ماكرون!
وحتى ولو اقترحت الجبهة الشعبية اسماً ما لرئاسة الحكومة فبأي أكثرية تحكم، وبأي تحالف! فالاسم، أياً يكن، من غير الممكن أن يحكم! وماكرون ليس ملزماً على القبول به. فهو يستطيع دستورياً أن يختار من يشاء لرئاسة الحكومة.
وما يفرق بين أحزاب الجبهة الشعبية الأربعة أكثر مما يجمع بينها. وشخصية زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلينشون لا يمكن للآخرين احتمالها. واحتمال الطلاق بينهم وارد في كل لحظة حاضرة أو مستقبلة!
من جهته، الرئيس ماكرون عبّر في رسالة للفرنسيين، عما يعتقده الكثيرون؛ أن لا أحد فاز بالانتخابات! فتصدر الجبهة الشعبية مع 180 مقعداً فقط ليس فوزاً! وهو بعيد عن الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعداً من أصل 577 مقعداً! أما قادة الجبهة فهم مؤمنون بانتصارهم «الساحق»!
وفي الواقع، يستحيل على الجبهة الشعبية وحدها أن تحكم فرنسا. والأمر نفسه ينسحب على فريق الرئيس ماكرون كما على التجمع الوطني! الكل أقليات. ومن شبه المستحيل الجمع فيما بينها!
الكل يحاول إخراج أرنب من قبعته. ولكن العصا السحرية الصغيرة انتهت صلاحيتها منذ الانتخابات الأوروبية الأخيرة!
يأمل ماكرون في إنشاء «جبهة جمهورية» للحكم وللحكومة، يسيطر عليها شخصياً! أما قادة الجبهة الشعبية، فهم يعتبرون موقفه ورسالته للفرنسيين انقلاباً على الانتخابات، وأنه يعيش حالة إنكار، ويطلبون منه أن يعود الى وعيه، ويعترف بخسارته!
في هذه الأثناء تغرق محاولات بناء التحالفات في «الوحول المتحركة». معظم الفريق الرئاسي لا يريد تشكيل ائتلاف مع الجبهة الشعبية كلها. ما يعني أن التحالف بين الجبهة الشعبية وبين ماكرون هو شبه مستحيل! وهو سيخضع، إن حدث، لمفاوضات قاسية جداً!
وتحتاج معظم التحالفات الى اليمين التقليدي، أي للحزب الجمهوري. والحزب الجمهوري يرفض أي تحالف مع فرنسا الأبية. أما التجمع الوطني، فهو مستبعد كلياً عن كل طروحات التحالفات!
في استطلاعات الرأي الأخيرة، اللاحقة للانتخابات، أبدى الفرنسيون ثقة أكبر بالتجمع الوطني منه بحزب فرنسا الأبية! وجيرار دارمانين، وزير الداخلية الحالي، يتقدم على الاشتراكي رافاييل غلوكسمان كأفضل رئيس ممكن للحكومة، بحسب هذه الاستطلاعات.
ومع ذلك، كل يوم تزداد التعقيدات. ومع زيادة التعقيدات يزداد احتمال اللجوء الى خيارات حكومة تكنوقراط، مستقلة، حيادية... (تعابير مسروقة من المعجم الحكومي اللبناني)، لمدة سنة على الأكثر، حتى يستطيع ماكرون حل المجلس النيابي من جديد! عندئذ سيكون التجمع الوطني لهم بالمرصاد!
كاتب وخبير في الشؤون الدولية
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:54
وسائل إعلام "إسرائيلية": دوي صفارات الإنذار في "المطلة" في إصبع الجليل
-
23:48
المقاومة في جنوب لبنان: استهدفنا عند الساعة 9:45 من مساء السبت مستوطنة "أييليت هشاحر" بصليةٍ صاروخية
-
23:34
المقاومة في جنوب لبنان: الاشتباكات ما زالت مستمرة عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة البياضة
-
23:32
المقاومة في جنوب لبنان: هاجمنا عند الساعة 9:30 من مساء السبت تموضعاً لقوات من "جيش" العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة البياضة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية
-
23:07
مصادر اميركية لـ"الجديد": اعتراض لبنان على مشاركة ألمانيا وبريطانيا في آلية مراقبة تنفيذ القرار 1701 واعتراض "اسرائيل" على مشاركة فرنسا لن يسقط اتفاق وقف اطلاق النار
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت