اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من تابع المناظرة التي جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب، يستنتج بسهولة أن الأقوى ليس بالضرورة من تكون لديه نقاط قوة، لكن وجود الكثير من نقاط الضعف لدى الرئيس الحالي، وفي مقدمها قدرته الذهنية والجسدية على قيادة البلاد وقواتها المسلحة لولاية جديدة، جعلت ترامب يبدو في موقع الأقوى، على الرغم من أنه خلال تلك المناظرة لم يقل الحقيقة دائمًا.

أين موقع إسرائيل ومصلحتها، ونتنياهو تحديدًا، في تلك الانتخابات؟

لا بد في البداية من التذكير بأن إدارة ترامب قد قدمت لإسرائيل ما لم تستطع الأخيرة تحقيقه على مدى عقود طويلة، وتحديدًا في موضوع العلاقات السياسية والاقتصادية مع بعض الدول العربية. فترامب يضغط بالسياسة لتحقيق أهدافه على عكس بايدن، فهو الذي فرض شروطًا مالية على بعض الدول العربية "لقاء حمايتها"، وجاهر بهذا الطلب علنًا وكان له ما أراد، لذلك قد لا يكون مستبعدًا، في حال وصوله مجددًا إلى الحكم، أن يضغط على الدول العربية التي لديها علاقات وثيقة مع حماس لاتخاذ إجراءات ضد الحركة تحت طائلة معاقبة هذه الدول. لذلك قد تجد هذه الدول أن من مصلحتها إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين ووقف الحرب على غزة قبل وصول ترامب إلى الرئاسة.

في الفترة الأخيرة من الولاية الحالية وقعت الإدارة الأميركية تحت ضغط إنساني بسبب الحرب على غزة انعكس على إمداد اسرائيل بشحنات الأسلحة. وإذا ما عمد ترامب إلى إزالة القيود الانسانية التي فرضتها إدارة بايدن فهذا يعني إطلاق يد نتنياهو في حربه بعد إعادة فتح المخازن الأميركية أمام الجيش الإسرائيلي. وهذا يستدعي من حماس وقيادتها اتباع مقاربة جديدة لموضوع الأسرى بسبب هذا الاحتمال.

ترامب ليس معجبًا بنتياهو ولا يرى فيه منقذًا لإسرائيل من السقطات التي يورطها فيها، لكن مشكلة ترامب بالنسبة للإسرائيليين هي أنه متقلب المزاج، ففي موضوع الحرب على غزة، كان مؤيدًا في البداية، ثم تراجع عن تأييده ودعا إلى وقفها بأسرع وقت، وفي موضوع حسم هذا التردد يراهن الاسرائيليون على صديقهم وحليفهم جاريد كوشنير صهر ترامب والذي قاد موضوع التطبيع مع االإمارات والبحرين.

هل يشارك نتنياهو في الحملة الانتخابية الأميركية؟ المراقبون يرون أن الفيديو الذي عرضه حول قرار بايدن بوقف شحنات الأسلحة، كان مشاركة فعلية في هذه الحملة، فهو ينتقم من بايدن على موقفه هذا، ويقدم لترامب فرصة إغراء بأن الباب مفتوح للمصالحة بينهما. وإذا صح ذلك فهناك تحول رئيسي في الدور التقليدي لإسرائيل في الانتخابات الأميركية:

لقد كانت إسرائيل، ايًا كانت طبيعة الحكومة ولونها، على مسافة واحدة من الحزبين المتنافسين على الرئاسة في الولايات المتحدة، على الأقل ظاهريًا، والسبب واضح هو أن إسرائيل تحقق مصالحها السياسية في الإدارة الأميركية عبر حلفائها في مجلسي الشيوخ والكونغرس والذين يتوزعون على الحزبين الرئيسيين، وإذا ما انخرط نتنياهو في الحملة الأميركية لصالح ترامب فإنه بذلك يجعل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يصب في كفة المرشح الجمهوري وحزبه.

فهل يفاضل نتنياهو بين صديقين لإسرائيل، بايدن الذي وقف كليًا معها حتى ارتفاع منسوب الضغط الانساني عليه وعلى إدارته؟ أم ترامب الذي يراهن نتنياهو على وصوله للحكم للاستمرار في الحرب بعد فك حظر الأسلحة رغم الحذر الإسرائيلي منه بسبب مواقفه غير المتوقعة؟ 

أستاذ جامعي

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟