اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي العلامة الشيخ علي الخطيب في كلمة في المجلس العاشورائي الذي تقيمه جمعية التعليم الديني في قاعة الجنان، الى ان "الصراع على السلطة الامة في صراعات لا تنتهي قبلية ومذهبية ما زالت تفتك بها حتى اليوم، شكلت نقطة الضعف القاتل التي استثمر بها اعداؤها اخرجتها عن أن تكون امة يحترمها العالم فضلاً عن يكون لها القدرة على الاستفادة من موقعها المميز بين الامم وجعلت منها الضحية التي تُستنزف في ثرواتها ومواردها دون أن تتمكن من الاستفادة منها، إلى جانب التخلف على كل الصعد حتى في الدفاع عن نفسها وقضاياها ومن اهمها اليوم القضية الفلسطينية، وما المشاهد المروعة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني خصوصاً في غزة الا دليلا على الضعف والوهن الذي أصابها بل المخزي أن تقف دولها عاجزة حتى عن إصدار موقف جماعي يوقف هذه المجازر فضلاً عن موقف مندد بما يحصل".

ورأى أن "كل ذلك بسبب عقلية السلطة والخوف على مكتسبات حكامها وشعوبها التي تحسب ألف حساب للقوى الدولية التي تفرض السيطرة على القرار"، لافتا الى أنّ "الخروج من هذا الواقع يتطلب من القوى الفاعلة الخروج غبر طرح متقدم يخلص الامة من انقساماتها بإخراج العامل المذهبي من دائرة الصراع، لأن الموضوع المذهبي موضوع إيماني يتعلق بشروط الإيمان والاعتقاد، وهو أمر فردي بين الانسان وربه، فليحتفظ كل فرد منا بما يراه، ولكننا في الاجتماع السياسي يجمعنا الإسلام، فالهوية الاجتماعية السياسية لنا قائم على أساس الإسلام وليس على المذهبية وعلى أساس المواطنة وهذا ما نتبناه ونتمسك به، هذا على مستوى وجود مجتمع إسلامي صافٍ، وأما في المجتمعات المتنوعة الطوائف كما في المجتمع اللبناني فالذي يحكم العلاقة بين المسلمين وغيرهم ما يقوله الله فالمقياس هو التقوى في القرب من الله".

واضاف الخطيب، أن "المقياس ليس المعيار الطائفي والمذهبي، وإنما الكفاءة وخدمة عيال الله بكرامة الإنسان وعدم التمييز بينهم على اساس انتمائهم الدينى أو المذهبي، والا كانت عنصرية وعصبية".

ودعا المسلمين إلى "تجاوز عقدة التفكير المذهبي الذي كان علة مصائبهم وتخلفهم والارتقاء بتفكيرهم إلى رحاب الاسلام الجامع. الإيمان الذي هو مسؤولية فردية بين الانسان وربه، وبين الإسلام الذي عليه التعامل بينهم، حيث تم الخلط بينهما وأُدخلوا الامة في نفق مظلم من الفتن المذهبية والحروب الداخلية التي كادت أن تقضي عليها، لقد أدرك اعداء الامة خطورة التقارب بين المسلمين على مصالحهم ولهذا يستفزهم أن يروا وحدة الموقف بينهم كما هو الحال في التعاطي مع القضية الفلسطينية ويجهدوا في اثارة الاختلافات المذهبية وهي نفس ال​سياسة​ المُتّبعة في التعاطي مع الساحة اللبنانية حيث يدرك الجميع ويقرّ بالمباشر او بغير المباشر بأن الطائفية هي علة العلل في كل ما يعانيه من فشل في بناء الدولة وفي خدمة شعبه والدفاع عن سيادته، وكانت هذه الذهنية التي استحكمت في نفوس اللبنانيين سبباً في كل ما يعانيه من انقسامات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية خطيرة ومن طروحات جهنمية وصلت ببعض القوى السياسية الطائفية الى الدعوة الى التقسيم العلني تارةً والمغلف بالفيدرالية أخرى في الذهاب المتطرف الى ما هو أبعد من الطائفية السياسية والتماهي مع العدو في إعلان العداء للمقاومة وعدم الاكتراث لما يعانيه الجنوب اللبناني من اعتداءات صهيونية بل الدعوة الى التطبيع مع العدو الإسرائيلي".

ورأى "لذلك فإنه لا سبيل للإبقاء لبنان من تجاوز هذه الذهنية الطائفية إلى رحاب دولة المواطنة التي هي وحدها تحفظ الطوائف بدلاً من الطائفية التي لم تصنع وطناً ولم تحافظ على الطوائف".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة