اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تتزايد موجة السخط في صفوف مستوطني شمال فلسطين المحتلة، عند الحدود مع لبنان، حيث لا يكاد يمرّ يوم من دون أن يسجّلوا غضبهم ضدّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو و"جيشه"، حيث يرونه عاجزاً عن تأمين الشمال وتأمين عودتهم إلى المستوطنات.

في غضون ذلك، أكّد موقع "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلي"، الأربعاء، بأنّ أكثر من 30% من المستوطنين "الإسرائيليين" الذين جرى إجلاؤهم من الشمال، أعلنوا حتى الآن أنّهم لن يعودوا إلى مستوطناتهم.

وعرض الموقع "انفوغراف" تحت عنوان: "تحت النار"، يبيّن صورة الوضع على طول الحدود الشمالية مع لبنان.

وأظهر الـ"انفوغراف" أنّه جرى إجلاء عشرات آلاف المستوطنين، من 43 مستوطنة، وأُصيب 1536 مبنىً وسيارة وبنىً تحتية مُختلفة، وكذلك، جرى تعطيل 6 مناطق صناعية، وأُغلقت مئات الأعمال في الشمال، نتيجة ضربات حزب الله من لبنان.

بدورها، قالت القناة "الـ13" "الإسرائيلية"، إنّ الحكومة "الإسرائيلية" قرّرت مع بداية الحرب "إخلاء كل بلدات الشمال الواقعة ضمن مدى 4 كيلومتر من الحدود"، مُشيرةً إلى أنّ هذا أبقى عدداً غير قليل من المستوطنات بدون إخلاء، لتبقى تحت نيران حزب الله، ومُشدّدةً على "غياب أي فكرة لدى المستوطنين بشأن كيف سيكون الوضع الأسبوع القادم أو الشهر أو السنة القادمة".

وأضافت القناة أنّ "المستوطنين يسألون أين سيتعلمّ أبنائهم؟ ومتى ستعود حياتهم إلى مسارها الطبيعي؟"

وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة "الـ13" الإسرائيلية إنّ "العنوان الأكثر دلالة اليوم على الجبهة الشمالية هو أن من اعتقد أنّ العام الدراسي سوف يفتتح في 1 أيلول القادم، أتاه القول إنّ ذلك لن يحصل في بلدات خط المواجهة في الشمال".

وتابع: "هذا يعني أننا مستمرون في هذا الوضع وهذا الاستنزاف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله إلى العام الدراسي القادم".

وأضاف المراسل أنّ ما وصفه بـ"الخشية الكبرى لدى المستوطنين"، هي تفكك مجتمعاتهم في الشمال وانتقالها إلى أماكن أخرى، والتي يقولون إنها "أُنشئت حتى قبل إنشاء إسرائيل".

في المقابل، ذكرت صحيفة "معاريف" "الإسرائيلية"، أنّ الجيش "الإسرائيلي" يخسر في كلّ يوم من مستوى جاهزيته على الجبهة الشمالية، في مقابل المقاومة في لبنان.

وحمّلت القيادة السياسية "الإسرائيلية" مسؤولية ما وصلت إليه الجبهة الشمالية، وتهجير مئات آلاف المستوطنين من الشمال، مشيرةً إلى أنّ "القرار بشأن مستقبل الحرب في الشمال مع حزب الله ليس عسكرياً وإنّما هو سياسي".

وبالتزامن الوضع الصعب الذي تعيشه المستوطنات "الإسرائيلية" في الشمال، وتزايد غضب المستوطنين، وفشل الخطط "الإسرائيلية" في معالجة أوضاع النازحين، نشر حزب الله فيديو استثنائي تحت عنوان "ما رجع به الهدهد"، والذي صوّر قاعدة "رمات دافيد" في شمال فلسطين المحتلة وصفت وسائل إعلام "إسرائيلية" المشاهد بأنها "مقلقة جداً".

وتساءلت: "كيف لم يتمّ اعتراض هذه المسيّرة خلال تحليقها؟ ما هي الذريعة هذه المرّة؟".

وأقرّت بأنّ "الحزب مستمرّ في الحرب النفسية وقد عرض تهديداً ضدّ سلاح الجو الإسرائيلي"، معقبةً بقولها: "في ميزان الحرب النفسية، حزب الله هو الرابح، إنّه يقرأنا كالكتاب المفتوح".

ورصدت المشاهد التي نشرها حزب الله القاعدة الجوية الوحيدة لـ "جيش" الاحتلال في الشمال، والتي تبعد 46 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، وهي قاعدة "رامات دافيد"، وقدّمت معلومات تفصيلية عن القاعدة، ولا سيما ما تتضمّنته من اختصاصات جوية وتشكيلات عسكرية.

بدورها، قالت إذاعة "جيش" الاحتلال إنّ مقطع الفيديو يتضمّن توثيقاً لموقع المرائب والمدارج و3 بطاريات قبّة حديدية ومستودعات الذخيرة، ويتضمن أيضاً توثيقاً تفصيلياً للأسراب في القاعدة وموقع كل منها.

وبرر المتحدث باسم "الجيش" تسريب الفيديو قائلاً إنّ "الفيلم صوّر بواسطة طائرة مسيّرة من دون طيار مُخصصة للتصوير فقط"، وذلك في محاولةٍ للتملص من الإحراج بعد نشر حزب الله الفيديو، وفق الإعلام "الإسرائيلي".

ولفت الإعلام "الإسرائيلي" إلى أنّ المثير للقلق ليس قُدرة حزب الله على تصوير قاعدة "رمات دافيد" بل ردّ الجيش "الإسرائيلي" على نشر الفيديو.

بدورها، قالت منصّة إعلامية "إسرائيلية" إنّ التوثيق الذي نشره حزب الله "مُقلق جداً، ليس لأنّ الطائرة أفلتت من كل منظومات الدفاع الجوي، بل لأنّه ليس هذه المرّة الأولى".

وأضافت أنّ "حزب الله يُرسل اليوم مُسيّرة تصوير، وغداً يرسل مُسيّرة انتحارية تستهدف القاعدة التي نشر صورها"، مشيرةً إلى أنّ "حزب الله لا يُرسل عبثاً مسّيرة لتصوير قاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي".

وتابعت المنصّة، قائلةً إنّ "طائرة حزب الله حّلقت لوقتٍ طويل مع عدم وجود وسائل للتعطيل أو الاعتراض من قبل إسرائيل"، مؤكدةً أنّ "الفيديو التوثيقي الذي نشره حزب الله من قاعدة رامات دافيد غير مقبول من حيث أمن الميدان".

وأكّد مصدر في حزب الله، أنّ توقيت عرض الإعلام الحربي للمشاهد مرتبط بزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، لافتاً إلى أنّ له رسالة واضحة الدلالات، مؤكداً أنّ "ما تُصوّره المقاومة قادرة على ضربه، مُتعمّدة في هذه ‏الرسالة إذلال العدو وتمريغ أنفه في التراب".

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت