اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في عملية اغتيال القيادي اسماعيل هنية في طهران والقيادي فؤاد شكر في ضاحية بيروت، تبين ان "اسرائيل" واميركا ليستا الجهتين الوحيدتين اللتين تقفان وراء هذه الاغتيالات، بل تبين ان هناك عناصر جديدة منخرطة في الصراع ولها ابعاد مختلفة ايضا. وعندما نقول عناصر جديدة نعني انها دول جديدة اصبحت معنية في التطورات الاخيرة في المنطقة، لا سيما ان الولايات المتحدة  اعادت طرح الملف النووي الايراني مؤخرا، ووجهت تحذيرا سريا لايران بشأن التقدم نحو السلاح النووي. هذا الامر دفع ببعض الدول من الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي بأن تذهب باتجاه كبح الجهود الايرانية، الهادفة الى صناعة اسلحة نووية طبعا وفقا لمزاعم هذه الدول، لان ايران نفت قيامها بصناعة نووية.

ومع دخول دول جديدة في الصراع الدائر في الشرق الاوسط، قرر حزب الله ،المعروف بذكائه وقدرته على التاقلم السريع مع التطورات، ليس فقط استيعاب الضربة "الاسرائيلية" التي اسفرت عن اغتيال شكر، بل التعلم منها من خلال معرفة مصدر الخلل ومدى انكشاف البنية التحتية، كما الى تقييم وضع العدو الاسرائيلي سواء من نوعية السلاح الذي بحوزة الاخير، الى جانب معرفة الثمن السياسي والى اي مدى يريد ان يصل العدو في حربه.

حزب الله لن يبادر الى رد انتقامي دون معرفة مخطط هذه الدول الجديدة الطارئة على الصراع في المنطقة، والا سيكون رده انتحاريا يسفر عن نتائج خطيرة جدا. فالثأر لاغتيال القيادي شكر والعدوان على الضاحية في بيروت يتطلب ردا مدروسا، وهذا امر يتميز به الحزب حيث انه يخطط لهجومه الانتقامي من "اسرائيل" بعيدا عن الانفعال والتهور، لكي يتمكن من اصابة العدو في خاصرته الضعيفة، على غرار هجومات سابقة للمقاومة ضد الكيان العبري كبدته خسائر موجعة. باختصار، ليست الصدفة التي جعلت حزب الله يصبح عدوا لدودا لـ "اسرائيل"، بل استراتيجيته المتماسكة المنسجمة مع قوة سلاحه، وعليه اضحى "الاسرائيليون" يشعرون بذعر ورعب عندما تحتدم الامور مع المقاومة في لبنان.

وفي الوقت الذي يقوم حزب الله بمساءلة داخلية واجراء موضع بحث حول عدة مسائل، سيظل يوجه ضربات عنيفة للجيش "الاسرائيلي"، ولكن لن تكون هذه الضربات الكاسرة للتوازن، وهذا الامر عن سابق تصور وتصميم. في المقابل، سيواصل العدو الاسرائيلي  ضرباته على المقاومة ظنا منه انه حقق انجازا عسكريا من خلال الاغتيالات، الا ان امرا مهما يفوته وهو ان سكوت حزب الله وتريثه قليلا ، ما هو الا تحضير لرد الصاع "سبع صاعات".

طبعا نعلم ان "اسرائيل" تخوض حرب وجود، بعد ان ذاقت الامرين في عملية طوفان الاقصى، حيث ساند حزب الله المقاومة الفلسطينية بفتح جبهة الجنوب، فشعرت بان فكرة وجودها واستمراريتها مهددة من كل حدب وصوب. ولذلك المواجهة بين حزب الله و"اسرائيل" ستكون معركة كسر العظام. في اغلب الاحوال، ومن المنظار اليهودي التلمودي لا يمكن ان تقبل "اسرائيل" ببقاء فصائل مقاومة لا تعترف بوجودها وتقض مضاجعها، وعلى هذا الاساس ستشن اشرس المعارك على اعدائها وابرزهم حزب الله.

اما من جهة المقاومة فالحزب نشأ على ايديولوجية مناهضة للظلم والاحتلال، وبالتالي لن يخيفه السلاح المتطور الذي تملكه "اسرائيل"، وسيقاتل هذا الكيان الغاصب من منطلق اما غالب او مغلوب. حزب الله لن يسمح لـ"اسرائيل" بالتمادي بعدوانها، وقد اعلن السيد نصرالله في خطابه بعد اغتيال شكر ان الحزب انتقل الى نهج قتالي جديد يتجاوز الاسناد لغزة، وهذا مؤشر واضح ان المقاومة بصدد تنفيذ عمل امني عسكري يطال رؤوسا عالية من "اسرائيل".

نعم، لقد دخلت المنطقة مرحلة جديدة بعد تصفية شخصيتين اساسيتين في محور المقاومة، فضلا عن تورط دول جديدة الى جانب الدولة العبرية والولايات المتحدة الاميركية في الاغتيالات، التي تستهدف قادة من حزب الله وحماس،  اضافة الى خرق الامن القومي لايران.

وهذا التطور الدولي في حلبة الصراع بين "اسرائيل" وايران، وان كانت في معظم الاحوال يدار بطريقة غير مباشرة، الا انه ارسى وضعا ميدانيا جديدا يؤدي الى  قتال مباشر بين "تل ابيب" وطهران وحرب ضروسة بين حزب الله و"اسرائيل".....

 

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها