اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يقرأ وزير الخارجية السابق فارس بويز في المشهد الداخلي واقعاً خطيراً مغايراً للمرحلة السابقة، بحيث أن "الظروف هذه المرة مختلفة عن كل الظروف السابقة بمعنى أننا أمام ظرف بالغ الخطورة، فطبيعة الإستهداف "الإسرائيلي" لحزب الله عبر قائده العسكري وفي عقر دار الحزب هو أمر بالغ الخطورة، ثانياً أن اغتيال اسماعيل هنية في عقر دار إيران وفي مبنى مخصّص لكبار الزوار الأجانب، وتحت حراسة الحرس الثوري، وبشخص  اسماعيل هنية، يشكل أيضا أمراً بالغ الخطورة".

ويضيف لـ "الديار" أنه "لا يمكن لإيران ولا للحزب أن يسكتا عن هذا، من هنا أخشى أن يكون بوقاحته قد نجح نتنياهو في كسر ما كان يسمى بقواعد اللعبة، أو بكسر الخطوط الحمر، وبأن يجر المنطقة إلى حرب شاملة، لأن مشروع نتنياهو هو:

- أولاً وفي الأساس أكبر من غزة ومن لبنان ومن حزب الله، وهو استهداف المشروع النووي الإيراني عسكرياً، وهو لا يستطيع القيام بذلك بمفرده، لذا يسعى لجرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى معركة مباشرة مع طهران، وهذا هو العنوان الذي يسعى إليه، وهذا قد يكرّسه حسبما يعتقد بطلاً آخراً في "إسرائيل" بعد بن غوريون معلن دولة "إسرائيل"، وسيكون هو من ثبّت دولة "إسرائيل" وكسر الخطر النووي عنها.

- ثانياً: سيجعل حتماً الملاحقات القضائية بحقه أمراً منتهياً، لأنه في ظل حرب شاملة لا يمكن الذهاب بعيداً في الموضوع القضائي،

- ثالثاً سيجعل وضع  حكومته المتأرجح وضعاً أفضل، حيث أنه في ظل الحرب الإقليمية لا يحصل تغيير حكومات وتهدأ الصراعات الداخلية، وسينسى الناس موضوع الرهائن، فلكل هذه الأسباب لا يريد نتنياهو حل قضية الرهائن، لأنه إذا حُلّت ستهدأ الأمور وسيفشل مشروعه".

ويتابع أن "نتنياهو لا يريد إيجاد أي حل لموضوع غزة، لا بل أنه يوبِّخ المفاوضين "الإسرائيليين" ويتهمهم بالضعف، ويغيّر فريق التفاوض كل أسبوع تقريباً، ويخون حتى رؤساء "الموساد" و"الشاباك"، وكل هذا لأن لديه هدفا واحدا أساسيا وهو الحرب الشاملة التي  ستجعل الولايات المتحدة تواجه إيران وهو لا يستطيع مواجهتها لوحده، بل تحتاج لأسراب من الطائرات المزوّدة في الجو والاميركي هو الوحيد الذي يمتلكها".

في المقابل، يشير إلى إن الرئيس جو بايدن الذي بات مستقوياً بأنه لا يريد تجديد ولايته، أصبح متحرراً من الضغط الصهيوني عليه في أميركا، وقد تمكن رغم ضعفه من تجنب هذا الأمر وتعريض مصالح بلاده للخطر في المنطقة، ولكن بعدما أقدم نتنياهو على وضعه أمام الأمر الواقع كما في كل مرة، لأن تاريخ "إسرائيل" هو دائماً بوضع أميركا أمام الأمر الواقع. وعليه، يُخطىء من يعتقد أن أميركا تدير "إسرائيل" بل "إسرائيل" هي التي تدير أميركا في الشرق الأوسط عبر "الأيباك"، الأخطبوط العملاق الذي يلتقط كل مفاصل الحكم المالية والإقتصادية والإعلامية والسياسية والأمنية وغيرها، ومن هذا المنطلق السؤال المطروح هو : هل سيتمكن بايدن من الصمود في مهمة عدم توسع الحرب"؟

ويُعرب عن خشيته من أن "يكون نتنياهو نجح في جرّ المنطقة إلى حرب شاملة، بعدما وضع الجميع في مأزق كبير".

وعن دور الدولة في هذه الحرب، يقول إن الدولة، وبسبب ضعفها وبسبب الآخرين، هي موجودة فقط على الحدود بوجه "إسرائيل"، لأنه ممنوع على الجيش اللبناني منذ الستينات أن يتسلح  بشكل جدي وحقيقي خصوصاً بسلاح مضاد للطائرات، حيث أن الكل يعلم أن تفوّق "إسرائيل" هو بسلاحها الجوي بالدرجة الأولى. ومعلوم أن "إسرائيل" فجّرت في لبنان فضيحة صواريخ الكروتال، ليس فقط بسبب العمولات، بل لأن "الإسرائيلي" رفض امتلاك الجيش الصواريخ المضادة للطائرات، ومنذ ذلك الوقت ممنوع تسليح الجيش تسليحاً فاعلاً، فيما "إسرائيل" تعتدي وتُغير على أراضٍ لبنانية".

ويضيف بويز أنه "انطلاقا من هذا الضعف، فإن واشنطن والعالم هم المسؤولون عن عدم تسلّح الجيش، ما فتح الباب أمام المقاومة لأنه عندما تعجز الدولة عن مقاومة الظلم تنشأ المقاومة في كل دول العالم، وهذا ما جعل من المقاومة تملأ الفراغ وهو ما عزز ضعف الدولة التي اضطرت للإعتراف بحق المقاومة، وتدريجاً باتت الدول تتعاطى مع الأمر الواقع على الأرض وتتحاور مع المقاومة، فأصبحت الدولة غير موجودة والوضع بات شبيهاً بوضع لبنان في مرحلة اتفاق القاهرة، الذي أعطى المقاومة الفلسطينية حق المقاومة من العرقوب. وهنا انقسم لبنان إلى قسمين: قسم يدعو إلى تسليح الجيش لمواجهة "إسرائيل"، وقسم يقول إن قوة لبنان بضعفه. ففقدت الدولة السيطرة، لأن من يقول مقاومة لا يقول فقط بقعة أرض تقاوم فيها، بل يقول حق الإنتخاب بالسلاح، لأن المقاومة تحتاج إلى نقل سلاح  من منطقة إلى أخرى، ويقول بحق الدفاع عن نفسها واتخاذ تدابير أمنية حول قيادتها، فكيف هذه المقاومة المستهدفة من "إسرائيل" ستدافع عن نفسها، وعنها لا يمكننا فعلاً تسمية ضابط غير موثوق منها في أي موقع، فباتت المقاومة مرتبطة بالتشكيلات العسكرية والأمنية من أجل حماية نفسها، وصولاً إلى الموضوع المادي لأنها تحتاج إلى تمويل، لأن هناك شهداء ومعاقين وجرحى، وبالتالي فإن كل هذه الإعتبارات جعلت الدولة فاقدة لقوتها".

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!