اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكد الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، أن المهمة الرئيسية الآن، للقوات الروسية "هي القضاء على العدو"، وذلك خلال تقييمه لمحاولة قوات الجيش الأوكراني التوغل في مقاطعة كورسك الروسية، واستهدافها محطة "زابوروجيا" للطاقة النووية.

وقال بوتين، خلال اجتماع مع كبار المسؤولين، الاثنين، إنّ "وتيرة تقدم القوات الروسية بعد الأحداث في مقاطعة كورسك لم تنخفض"، مضيفاً أنها "زادت بمقدار 1.5 مرة على طول خط التماس بأكمله، في مواصلة لتقدم قواتنا إلى الأمام".

وأكد في حديثه أن أي محادثات سلام مع أوكرانيا مستحيلة طالما أنها تنفذ ضربات على السكان المدنيين وتهدد محطات الطاقة النووية.

وشدّد بوتين على أن الهجوم الأوكراني يظهر رفض كييف مقترحات السلام التي قدمتها بلاده، إضافةً إلى مقترحات الوسطاء المحايدين، لافتاً إلى أنّ الغرب "يقاتل روسيا بأيدي كييف، وبمساعدتها تنفذ إرادتهم".

وتوعّد بوتين أعداءه بأنهم "سيلقون رداً مناسباً على أفعالهم وستتحقق جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة"، مؤكداً أنه لا يوجد "ما يمكن بحثه مع كييف التي تهاجم المدنيين ومنشآت الطاقة النووية".

من جهته أكد وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، الاثنين، أنّ العملية العسكرية الخاصة التي تنفّذها بلاده هي "مواجهة مسلحة بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة"، موضحاً أنّها ناجمة عن "رغبة واشنطن وحلفائها في الحفاظ على الهيمنة في العالم".

وتواجه القيادة الأوكرانية معضلةً، في المراهنة لتحقيق المزيد من المكاسب بعد محاولتها التوغل في كورسك، وإرسال المزيد من القوات والمعدات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها على الجبهة الشرقية في أوكرانيا، حيث تكافح قوات كييف لاحتواء التقدم الروسي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأشارت الصحيفة، في تقريرٍ لها، أن عملية كورسك تعد "خطوةً عالية المخاطر"، نظراً للنقص الذي تعاني منه أوكرانيا في القوى البشرية والمعدات العسكرية على الجبهة الشرقية، حيث تتقدم روسيا، في حين لا يزال الهدف النهائي لعملية كورسك غير واضح.

ولفت المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي، جون ناجل، والذي يعمل أستاذاً في علوم الحرب في كلية الحرب الأميركية، أنّ "وجود منطقٍ عسكري في العملية، هو أمر مشكوكٌ فيه"، مرجعاً ذلك للضغوط الهائلة التي تتعرض لها خطوط الدفاع الأوكرانية في أماكن أخرى.

وأضاف ناجل أن أوكرانيا تركز على إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة، الداعم الأكثر أهمية لها، قبل الانتخابات الرئاسية المُقبلة التي ستشهدها، في نوفمبر/تشرين الثاني، ومفادها بأنّهم "ما زالوا يتمتعون بالقدرة على القتال".

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الأميركيين، خوفهم من أن تؤدي عملية كورسك، وقتال القوات الروسية على أراضيها، إلى دفع موسكو إلى القيام بشن هجومٍ مضاد سريع واستخدام قوتها النارية المتفوقة.

وصرّح محلل عسكري مقيم في فيينا، أجرت معه "وول ستريت جورنال" مقابلةً، بقلقه من المرحلة التالية من عملية التوغل في كورسك، والتي تعتمد على حجم الاحتياطيات المتاحة لدى كل جانب وكيفية نشرها، مؤكّداً احتياج كييف إلى "نشر المزيد من القوى البشرية والموارد العسكرية في حال أرادت الحفاظ على زخمها الهجومي".

وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية في العملية هي أنها لا تغير الأساسيات على خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا، "حيث تتقدم القوات الروسية، ضد القوات الأوكرانية الأقل تسليحاً وعدداً"، مضيفاً أن العملية في كورسك تتطلب موارد كبيرة، وخاصة في قوات المشاة، "والتي قد تكون هناك حاجة إليها بشكل أكثر إلحاحاً في أماكن أخرى".

وتساءل أحد ضباط الألوية الأوكرانية في شرقي أوكرانيا للصحيفة، عن الحكمة في إرسال قوات لشن هجوم على روسيا، خصوصاً وأنّ الهجوم يأتي على الرغم من أن العديد من الأولية في حاجةٍ ماسة إلى المزيد من المشاة، فيما صرّح ضابط أوكراني بأنّه: "لا نشعر بأي تغييرات، على الأقل حتى الآن، لن يحرك الروس أي قوات من الشرق إلى كورسك. لديهم احتياطيات".

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الجمعة، إفشال محاولات القوات الأوكرانية للتوغل في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك الروسية. وأوضحت في بيان، استهدافها القوات الأوكرانية المتقدمة وتكبيدها خسائر بشرية جسيمة، وتدميرها عدداً من آلياتها وإسقاطها عدداً من المسيرات.

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...