اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد التهاب المعدة من الحالات الصحية الشائعة التي تصيب العديد من الأفراد، وتترواح شدتها بين خفيفة ومزمنة. يحدث التهاب المعدة عندما تلتهب بطانة المعدة، مما يسبب أعراضاً مزعجة مثل الألم والحرقة والغثيان. يتطلب علاج التهاب المعدة نهجاً متعدد الأبعاد يشمل العلاج الطبي والنظام الغذائي المناسب، حيث يلعب النظام الغذائي دوراً حاسماً في إدارة الحالة وتخفيف الأعراض.

يتأثر التهاب المعدة بشكل كبير بالعادات الغذائية، ومن هنا تأتي أهمية اتباع نظام غذائي مناسب يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب وتعزيز شفاء المعدة. يشمل النظام الغذائي الأمثل لمرضى التهاب المعدة تجنب الأطعمة التي قد تؤدي إلى تهيج البطانة المعدية، والتركيز على تناول أطعمة تهدئ المعدة وتدعم صحتها. من بين هذه الأطعمة، هناك أطعمة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي تعزز الشفاء وتقلل من الالتهاب، مثل الأطعمة الغنية بالألياف، والفيتامينات، والمعادن.

النظام الغذائي الأمثل لمرضى التهاب المعدة

كشفت أخصائية التغذية جولين نبهان لـ "الديار" أن النظام الغذائي الأمثل لمرضى التهاب المعدة يتطلب الابتعاد التام عن الأطعمة المقلية بجميع أنواعها والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، حيث تساهم في زيادة حموضة المعدة وتفاقم الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بتجنب المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول.

اضافت كما ينبغي تجنب الأطعمة التي تحتوي على النعناع والشوكولاتة، حيث تحتوي الأخيرة على نسبة عالية من السكر والدهون المشبعة. ويُفضل الابتعاد عن الأطعمة الحارة والمتبلة والأطعمة المطبوخة بصلصة الطماطم الحمراء، وكذلك الأطعمة الحمضية.

في بعض الحالات، يكون هذا النظام الغذائي متبعًا مدى الحياة، وفي حالات أخرى يمكن تخفيف القيود على الأطعمة المذكورة تدريجيًا، مع إعادة إدخالها إلى النظام الغذائي بكميات محددة ومدروسة. بالطبع، يتم تحديد ذلك بناءً على حالة المريض واستجابة جسده للعلاج.

أما بالنسبة للأطعمة المناسبة لمرضى التهاب المعدة، فأوصت أخصائية التغذية "نبهان" بنظام غذائي متوازن وسهل الهضم لمرضى التهاب المعدة، مع التركيز على الأطعمة التي تساعد على تهدئة المعدة وتقليل الالتهاب.

- الدجاج المشوي: تعتبر صدور الدجاج المشوية الخالية من الجلد مصدراً ممتازاً للبروتينات، وهي سهلة الهضم ولا تسبب تهيجاً للمعدة. يمكن أيضًا تناول الأسماك المشوية مثل السلمون أو القاروص، والتي تحتوي على أحماض أوميغا 3 المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية.

- البيض: يعتبر البيض مصدراً جيداً للبروتينات، ويمكن تناوله مسلوقاً أو مقلياً بزيت قليلة الدهون.

- الأجبان قليلة الدسم: يمكن إضافة الأجبان قليلة الدسم إلى النظام الغذائي، مثل الجبن القريش أو الموزاريلا، ولكن بكميات معتدلة.

- الأرز الأبيض المسلوق: الأرز الأبيض المسلوق سهل الهضم ولا يسبب انتفاخاً أو غازات.

- الخبز الأبيض: يمكن تناول الخبز الأبيض المحمص أو التوست الأبيض.

- الخضروات المسلوقة أو المطهوة على البخار: يجب اختيار الخضروات الطرية والسهلة الهضم مثل الجزر المهروس، والبطاطس المهروسة، والكوسا. تجنب الخضروات الغنية بالألياف غير القابلة للذوبان مثل البروكلي والقرنبيط، لأنها قد تسبب الغازات والانتفاخ.

- زيت الزيتون: يمكن استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز في الطهي أو في السلطات، فهو غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة لصحة القلب.

- الأفوكادو: يحتوي الأفوكادو على دهون صحية تساعد على الشعور بالشبع وتقليل الالتهاب.الفواكه: الفواكه الطازجة مثل الموز والشمام والبطيخ سهلة الهضم وتساعد على ترطيب الجسم. يمكن أيضًا تناول التفاح المخبوز أو الكمثرى المسلوقة.

ماذا عن المكملات الغذائية؟

أوضحت أخصائية التغذية أن مكملات الأوميغا 3 قد تكون مفيدة لمرضى التهاب المعدة نظرًا لخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات. كما قد يحتاج بعض المرضى إلى مكملات غذائية لتعويض أي نقص في الفيتامينات والمعادن، خاصةً إذا كان لديهم صعوبة في امتصاصها من الطعام.

تلعب المكملات الغذائية دورًا مهمًا في دعم صحة مرضى التهاب المعدة، ولكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيب أو أخصائي التغذية. من المهم أيضًا اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

في الختام، يُعتبر التهاب المعدة من المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأفراد، لكنه قابل للإدارة بفعالية من خلال تبني نظام غذائي مناسب. لقد أظهرت الدراسات والأبحاث أن النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا في التحكم في أعراض التهاب المعدة وتحسين حالة الأمعاء بشكل عام. من خلال تجنب الأطعمة التي تساهم في تهيج البطانة المعدية، والاعتماد على أطعمة مهدئة وغنية بالعناصر الغذائية، يمكن للمرضى التخفيف من الالتهاب وتعزيز الشفاء.

إن فهم العلاقة بين الطعام وصحة المعدة يمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات غذائية مدروسة ومفيدة. يجب على كل من يعاني من التهاب المعدة أن يسعى للحصول على مشورة طبية متخصصة لتطوير خطة غذائية تناسب حالته الخاصة، وتساعده في تحقيق أفضل نتائج علاجية.

باتباع نظام غذائي متوازن وملائم، يمكن تحسين الراحة اليومية للمرضى والحد من تكرار نوبات الالتهاب. ومن خلال الوعي الكامل بأهمية التغذية في إدارة التهاب المعدة، يمكن للأفراد أن يتخذوا خطوات ملموسة نحو حياة أكثر صحة وخالية من الألم!

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش