ما تقوم به " إسرائيل" منذ أيام من اعتداءات وعمليات اغتيال، مترافقة مع تطورات أمنية مفاجئة لم تحصل في تاريخ الصراع بين الدول، اي الصورة التي شهدها العالم أجمع يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين في بعض المناطق اللبنانية، حيث اخترقت عشرات الأجهزة اللاسلكية التابعة لحزب الله في مناطق وجوده في بيروت والجنوب وصولاً الى سوريا، ما أدى إلى انفجارها بين أيديهم، والى سقوط عدد من الشهداء والاف الجرحى من ضمنهم حالات خطرة.
هذه العملية المفاجئة شكّلت ثغرة أمنية تكنولوجية، اذ انّ " إسرائيل" تعتمد على تقنيات تجسّس متطورة، وتعاون استخباراتي من بعض الدول، وتفوّق تكنولوجي عبر استخدام الطائرات المسيّرة، وزرع أجهزة تجسّس في أمكنة لا تخطر على بال أحد، كما تعتمد دائماً على وتيرة الغارات الجوية لعمليات الاغتيال، وهذا ما جرى بعد ظهر امس، اذ استهدفت القيادي والمسؤول في المجلس الجهادي في حزب الله ابراهيم عقيل، في منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت.
الى ذلك، افيد وفق المعلومات بأنّ حزب الله كان قد اتخذ قبل أيام قليلة من عملية اختراق الاجهزة اللاسلكية لعناصر الحزب، إجراءات أمنية مشدّدة لحماية مسؤوليه، من خلال الحد من التجوّل وقطع اتصالات الإنترنت بالكاميرات الأمنية، أما العناصر وعائلاتهم فقد مُنعوا من استخدام الهواتف الذكية، وطُلب منهم الاستعانة بالمراسلات المشفّرة عبر شبكة الخطوط الأرضية الخاصة ، ومع ذلك ووفق التقارير "الإسرائيلية"، فإن اختراق هذه الاجراءات مستمر، لانّ قدراتها التكنولوجية قادرة على ذلك، بسبب امتلاكها تقنيات عالية للتجسّس عبر أقمار صناعية، تحدّد بصمة الوجه والصوت تنفذ من خلالهما الاغتيال.
في غضون ذلك، أشارت مصادر سياسية متابعة لما يجري على الساحة اللبنانية من اعتداءات " اسرائيلية " متواصلة، الى وجود هدفين لدى "اسرائيل": إعادة المستوطنين الى منازلهم في المنطقة الشمالية، وإبعاد مقاتلي حزب الله الى شمال نهر الليطاني، ورأت المصادر أنّ " أسرائيل" تعتقد انها تستطيع فرض هذين الهدفين، فيما الواقع يؤكد أنّ تحقيق ذلك غير وارد على الاطلاق، لانّ حزب الله لا يمكن ان يفصل مساره عن مسار غزة، كما انّ الضعط والتهديد لا يفيدان معه وهذا معروف، وهو لم ولن يقدّم اي تنازلات مهما كانت النتائج، وأنّ المعركة مع قوات الاحتلال ما زالت متكافئة، و "اسرائيل" تأمل إنهاك وتشتيت التركيز عند الحزب، عبر الاستمرار اليومي في اقتناص رؤوسه القيادية وعناصره ، لخلق حالة إرباك وضعضعة عملية صنع القرار، وقطع أو إضعاف الصلة والتراتبية وعملية الإمرة ما بين القيادة والميدان، لكن كل هذا سيبقى صعب المنال لا بل يقارب المستحيل.
وعن إمكان حصول اجتياح " اسرائيلي" برّي للبنان، اكدت المصادر المذكورة أنّ كل ما يحكى في هذا الاطار بعيد كل البعد عن الواقع، لانّ "الاسرائيليين" يعرفون نتيجة ذلك، ومدى الخسائر التي سيتكبدونها، فالإجتياح غير وارد منعاً لتوريط الولايات المتحدة وإيران في أحداث المنطقة ، لانّ " تل ابيب" تلقت قبل ايام الضوء الاخضر الاميركي الذي يمنعها من تنفيذ اي إجتياح للبنان. ولفتت الى انّ رد حزب الله لن يكون في المدى المنظور، لكنه بالتأكيد آت وسيكون مفاجئاً جداً في التوقيت والمكان، ومن سمع كلمة الامين العام لحزب الله السيّد جسن نصرالله يقرأ ذلك بوضوح .
يتم قراءة الآن
-
بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية
-
حرب لبنان حرب الشرق الأوسط
-
أما حان بعد وقت استخدام هذا «الكثير»!!؟
-
المقاومة تقول لمن يطالبها بالاستسلام وتسليم السلاح انتظرونا بقرادوني لـ "الديار": السؤال حول نهاية الحرب وهل ستشبه غزو 1982
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:25
تواصل المواجهات عند محور – رب ثلاثين – العديسة – مركبا وقصف مدفعي عنيف يستهدف الطيبة ورب ثلاثين ودير سريان والعديسة في جنوب لبنان.
-
12:24
العدوان "الاسرائيلي" على مدخل بعلبك الجنوبي أدى إلى خروج مستشفى المرتضى عن العمل، وإلى تدمير مبنى سكني بالكامل.
-
12:24
الطيران الحربي المعادي شنّ غارة على بلدة حولا في جنوب لبنان.
-
12:17
إعلام "اسرائيلي": مقتل ضابط وجرح 5 من الشرطة "الإسرائيلية" جراء عملية إطلاق نار عند الشارع رقم 4 في أسدود.
-
09:16
مدفعية الاحتلال استهدفت تلال مقابلة لبلدة الطيبة في جنوب لبنان
-
09:05
هيئة أوجيرو: طرأ عطل تقني على الشبكة المحلية ممّا أدّى إلى توقّف خدمة الانترنت لدى بعض المشتركين في عدد من المناطق، وتعمل فرقنا على اصلاح العطل بالسرعة القصوى.