اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما تقوم به " إسرائيل" منذ أيام من اعتداءات وعمليات اغتيال، مترافقة مع تطورات أمنية مفاجئة لم تحصل في تاريخ الصراع بين الدول، اي الصورة التي شهدها العالم أجمع يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين في بعض المناطق اللبنانية، حيث اخترقت عشرات الأجهزة اللاسلكية التابعة لحزب الله في مناطق وجوده في بيروت والجنوب وصولاً الى سوريا، ما أدى إلى انفجارها بين أيديهم، والى سقوط عدد من الشهداء والاف الجرحى من ضمنهم حالات خطرة.

هذه العملية المفاجئة شكّلت ثغرة أمنية تكنولوجية، اذ انّ " إسرائيل" تعتمد على تقنيات تجسّس متطورة، وتعاون استخباراتي من بعض الدول، وتفوّق تكنولوجي عبر استخدام الطائرات المسيّرة، وزرع أجهزة تجسّس في أمكنة لا تخطر على بال أحد، كما تعتمد دائماً على وتيرة الغارات الجوية لعمليات الاغتيال، وهذا ما جرى بعد ظهر امس، اذ استهدفت القيادي والمسؤول في المجلس الجهادي في حزب الله ابراهيم عقيل، في منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت.

الى ذلك، افيد وفق المعلومات بأنّ حزب الله كان قد اتخذ قبل أيام قليلة من عملية اختراق الاجهزة اللاسلكية لعناصر الحزب، إجراءات أمنية مشدّدة لحماية مسؤوليه، من خلال الحد من التجوّل وقطع اتصالات الإنترنت بالكاميرات الأمنية، أما العناصر وعائلاتهم فقد مُنعوا من استخدام الهواتف الذكية، وطُلب منهم الاستعانة بالمراسلات المشفّرة عبر شبكة الخطوط الأرضية الخاصة ، ومع ذلك ووفق التقارير "الإسرائيلية"، فإن اختراق هذه الاجراءات مستمر، لانّ قدراتها التكنولوجية قادرة على ذلك، بسبب امتلاكها تقنيات عالية للتجسّس عبر أقمار صناعية، تحدّد بصمة الوجه والصوت تنفذ من خلالهما الاغتيال.

في غضون ذلك، أشارت مصادر سياسية متابعة لما يجري على الساحة اللبنانية من اعتداءات " اسرائيلية " متواصلة، الى وجود هدفين لدى "اسرائيل": إعادة المستوطنين الى منازلهم في المنطقة الشمالية، وإبعاد مقاتلي حزب الله الى شمال نهر الليطاني، ورأت المصادر أنّ " أسرائيل" تعتقد انها تستطيع فرض هذين الهدفين، فيما الواقع يؤكد أنّ تحقيق ذلك غير وارد على الاطلاق، لانّ حزب الله لا يمكن ان يفصل مساره عن مسار غزة، كما انّ الضعط والتهديد لا يفيدان معه وهذا معروف، وهو لم ولن يقدّم اي تنازلات مهما كانت النتائج، وأنّ المعركة مع قوات الاحتلال ما زالت متكافئة، و "اسرائيل" تأمل إنهاك وتشتيت التركيز عند الحزب، عبر الاستمرار اليومي في اقتناص رؤوسه القيادية وعناصره ، لخلق حالة إرباك وضعضعة عملية صنع القرار، وقطع أو إضعاف الصلة والتراتبية وعملية الإمرة ما بين القيادة والميدان، لكن كل هذا سيبقى صعب المنال لا بل يقارب المستحيل.

وعن إمكان حصول اجتياح " اسرائيلي" برّي للبنان، اكدت المصادر المذكورة أنّ كل ما يحكى في هذا الاطار بعيد كل البعد عن الواقع، لانّ "الاسرائيليين" يعرفون نتيجة ذلك، ومدى الخسائر التي سيتكبدونها، فالإجتياح غير وارد منعاً لتوريط الولايات المتحدة وإيران في أحداث المنطقة ، لانّ " تل ابيب" تلقت قبل ايام الضوء الاخضر الاميركي الذي يمنعها من تنفيذ اي إجتياح للبنان. ولفتت الى انّ رد حزب الله لن يكون في المدى المنظور، لكنه بالتأكيد آت وسيكون مفاجئاً جداً في التوقيت والمكان، ومن سمع كلمة الامين العام لحزب الله السيّد جسن نصرالله يقرأ ذلك بوضوح .

الأكثر قراءة

الاجواء ضبابية والكرة في الملعب الاسرائيلي ونتنياهو: لهدنة لـ٦٠ يوما قاسم: نقاتل ونفاوض... اسرائيل فشلت باهداء هوكشتاين احتلال الخيام هوكشتاين طرح مراقبة دولية للحدود بين لبنان وسوريا بمشاركة الجيش