اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فرح الفجرُ والندى والروابي لدمٍ أبيضَ الثرى دَفَّاقٌ

عَطَّقَتْهُ الرؤى وعَطَّقَهُ فجرُ الليالي

وعَطَّقَتْهُ المآقي، يا دماً يفرغُ النفوسَ من الموتِ ويجري كالنورِ في الأحداقِ

سأغنيكِ، والأغاني على مجراكِ دُنياً بعيدةَ الآفاقِ

حسبَ نفسي أني وجدتُ لنفسي دربَها في وجودكِ الخلاَّقِ

أنا! ماذا أقولُ وفي صدري لهيبٌ

وفي عروقي نداءٌ

ظَمَأُ السيفِ في السماء عيونٌ تتملاَّهُ والنجومُ انتخاءٌ

أرضُنا ثورةٌ وحبٌّ وخصبٌ ومدانَا ملاحمَ حمراءَ

أبداً لن يجلجلَ الحقُّ إلا وجناحاه أنفسٌ ودماءٌ

لنعلم أن نموتَ لنحيى في دياجي بلادنا مصباحٌ

لنعلم أن أشدَّ من الموتِ وأقوى منه يداً وسلاحاً

لنعلم أنه إذا السيفُ لم يُفصِح نحرنا وجودنا إفصاحٌ

فنردُّ الوجود زنداً قوياً ونردُّ الحياة فيه جراحاً

روعةُ السيفِ أن يكثِّفَ الضربَ دفاعاً عن حقِّه وكفاحٍ

القلوبُ الظماء للحربِ والجُرحِ والأشلاء والدماء

هذه خلجةُ الحياة وشلالٌ رآه

والساعدُ البناء أبداً نخلق الوجودَ ونعطيه جمالاً كما نرى ونشاءُ

قطرتْ في أكفنا فلقَ الصخرِ عبيراً واخضرتْ الأشياءُ

قيل "كنا"، فاخضرَّ من شغفٍ حلمُ الليالي واخضرتْ الصحراءُ

نحن منه.. من روعةِ الجرحِ زندٌ وسماءٌ طماحةٌ وعيونٌ

سيرنا فورةَ اللاهيب وآفاقٍ علانا سحيقةٌ لا تبينُ

يجفلُ الدهرُ من خطانا ويحيى عالمٌ في ترابه مدفونٌ

فإذا الكونُ كوننا وإذا الدنيا شمالٌ لنصرنا ويمينٌ

إن خلقَ الحياة صعبٌ ولكن كل صعبٍ إذا أردنا يهونُ

ها هن في الترابِ في حدقِ الأزهارِ يحيى وفي عيونِ الفضاء

ها هن في نفوسنا يتمشى خلاجاتٌ من قوةٍ وأباءٍ

هو فينا في أرضنا في خصيبٍ من ثراها منمنمٌ وضاءٌ

ثورةٌ تفرغُ الوجودَ جميلاً من قبورٍ وعاطرِ الدماءِ

وتردُّ التاريخَ ملعبَ فتحٍ لبنودِ الملاحم الحمراءَ

حملتْ فجره بلادي أنباءَ حياةٍ غلابةً وشباباً

وحنت فوقه مسمرةُ القلبِ حنيناً

آكلةَ الأهدابِ ولأعماقها تردُّ ترانيمَ همسٍ

تملىء الكونَ بسمةً وروابي

قل لم يحضنِ الثرابَ ويلهو بفراغٍ مطرزٍ بالسرابِ

أشرقَ العالمُ الجديدُ وماتت خلفه جاهليةُ الأحقابِ

أي عمقٍ يجولُ في ناظريه؟ أي جرحٍ يثورُ في أعماقه؟

زهرت النجومُ بعضَ مناه وخلودُ الزمان بعضَ رفاقه

كل لبنانٍ فيه، كل فلسطينٍ وآمالِ شامه وعراقه وحدت في حياته

فهي كالثورةِ فوارةٌ على آفاقهِ تشهدُ النصرَ من جديدٍ وتحيى من جديدٍ لنصره وانطلاقه

يا الجراحَ الحمر اشمخي، فغداً أنت جبالٌ من كبره وتلالٌ

وغداً أنت ثورةٌ غرد فيها رهيبٌ ولا المحالُ محالٌ

أنت في جرحه العميقِ هوىً ينمو وفي حلمه البعيدِ سؤالٌ

كلما اشتدَّ جرحه مرَّ في عينه ما لا يُرى وما لا يُقالُ

يا الجراحَ الحمر اشمخي، ربَّ دنيا قيل عنها دمٌ وقيل جمالٌ

ما تراه كأنه جبته السمراء معجونةٌ بعنفِ الخطوبِ

وكأن الأجيالَ تخطرُ في عينيه مسحورةً الرؤى والدروبِ

ما تراه في صدره مولدُ الحبِّ وفي ثغره نشيدُ الحروبِ

ما تراه؟ تكلمي يا أساطيرَ الليالي ويا حياةَ أجيبي

ها طريقُ الحياة نحن شققناها عراكٌ وثورةٌ وجهادٌ

لم تجفَّ الدماءُ عنها فقد صار عليها أسلافنا أحفادٌ

يعرفُ الحقَّ أننا منذُ كنا ما رهبنا جلداً ولا جلاداً

نتخطى عنفَ الحياة ونلقي صورَ العنف خلفنا أمجادٌ

ربُّ نورٍ كان الحياة لشعبٍ لمحته عينُ الظلام سوادٌ

وعبيدٌ في أرضنا يتموشنا بقايا من ظلمةٍ وركامٍ نصب الظلم حولهم مشرئباً من قصورٍ وناهداً من خيامٍ

وارتموا شوكةً على كفِّ بناءٍ وعطراً على يدي هدامٍ

آيةُ الجهل أن يحيط بك النورُ وتحيا في مهمةٍ من ظلامٍ

قل لتلك الأصنام ما تغدو الجهلُ وما ماتت حكايةُ الأصنامِ

كم مررنا على اللهيبِ لهيباً وخلقنا الآجالَ والأقدارَ

لغةُ الحقِّ أن نموتَ مع الحقِّ انتصاراً أو أن نموتَ انكساراً

ليس عاراً لا إذا ما نكبنا إن في خفضنا الجباهَ العارَ

روعةُ السيفِ أن يظلَّ مع الحقِّ فلا ينثني ولا يتوارى

وإذا السلمُ لم يقدك لحقٍ فكن السيفَ أو كن الجزارَ.