اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما إن بدأ العدوان الاسرائيلي على لبنان، حتّى بدأت حملات هجوميّة الكترونية تطال العديد من الفنانين اللبنانيين وبالأخص راغب علامة وعاصي الحلاني.

ففي الأيّام الأخيرة، انقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدي الحملة وبين معارضيها. واتفق العديد من الـ"bloggers" على أن الفنانين اللبنانيين لم يحترموا أوجاع شعبهم، باستمرارهم احياء الحفلات الغنائية بالخارج، في وقت ألغى البعض حفلاتهم وقاموا بمشاركة منشور يحتوي على تفاصيل استرجاع حقّهم بعد شراء البطاقات.

والمؤسف هنا أن هؤلاء الـ"Bloggers" والـ"public figures" وقعوا في الفخ "الاسرائيلي" الذي يهدف الى تدمير لبنان بالكامل، أي تدمير قطاعات العمل وشل البلد، باطلاقهم هذه الحملة.

نحن الشعب المقاوم الذي اعتاد على الوقوف رغم كل العواصف، الذي أثبت لشعوب العالم أجمع، امكانية الصمود والاستمرارية مهما كانت الظروف. فمنذ استيقاظنا على الحياة، ولبنان يقاوم في معارك لم ترحمه. وهنا نحن أمام خيارين بين الاستسلام للواقع وبين النهوض والصمود ومقاومة محاولة تدمير البلد.

وعاد اسم راغب علامة الى الواجهة مجددا، مع العلم بأنّه حين شنّ العدو هجومات على غزّة في 7 October، قام الأخير بالغاء الجولة الغنائية في أميركا.

لكن هل فعلا يجب على الفنانين توقيف عملهم مع كل هجمة وضربة؟ أليست هذه المهنة مثل كل المهن الأخرى؟ هل يتوقف الطبيب من الذهاب الى عمله؟ أو المهندس أو الطاه أو صاحب مؤسسة تجارية؟

مؤسفة جدّا تلك المنصات التي لم تعد لمتابعة الأخبار، بل أصبحت لنشر الكراهية بكبسة زر لكل من صحّ له أن ينشر، بأهداف شخصية مخفية وراء الشاشات.

مؤسفة تلك المنصات التي لم تضع للذمّيين حد.

أليست هذه المهنة مصدر رزق للفنان ولفريق العمل معه؟ من المنسّق الى العازف الى المتعهّد؟ ولو كان جزءا من هدفها اسعاد الناس؟

وفي الاطار ذاته، انتقادات أخرى تطال العديد من الناس التي لم تشارك المتابعين، تفاصيل تقديم المساعدات للمحتاجين. يصفّق العديد لكل من يوثّق نفسه وهو يقوم بمساعدة النازحين بهدف التشهير. فهل يجب على كل من ساعد، أن ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويخبر الجميع؟

فمن راغب علامة الى العديد منهم الذين لم يخبروا الجميع ما يجري على أرض الواقع، فتحوا أبواب مكاتبهم منذ أن بدأ العدوان على لبنان، ويعملون بشكل يومي على الوقوف الى جانب عدد كبير من المحتاجين، لكنهم قرّروا ألّا ينشروا اللحظات، فهم ليسوا بحاجة الى المزيد من الشهرة، وبالأخص عندما تكون المساعدات لأهالينا في الجنوب والضاحية ومناطق عدّة أخرى.

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال