اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُعد الكالاباش، المعروف أيضا باسم "القرع القنينة"، من الفواكه المميزة التي تُستخدم في المطبخ كخضار مغذٍّ ومتكامل. يعود تاريخه إلى العصور القديمة، اذ اكتشفه البشر في أميركا الوسطى والجنوبية قبل آلاف السنين، وانتشرت زراعته في مختلف أنحاء العالم. يُغرس في تربة خصبة جيدة التصريف وغنية بالمواد العضوية، ويزدهر في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية التي توفر الدفء والرطوبة اللازمة لنموه.

لماذا سُمي بهذا الاسم؟ توضح اختصاصية التغذية كاتيا قانصو لـ "الديار" أن "الكالاباش سُمّي كذلك نسبة الى شكل ثمرته الذي يشبه القنينة أو الزجاجة. وفي بعض الثقافات، يُجفف ويُستعمل كأداة، حيث تُصنع منه أواني الشرب بخاصة "المتة" وغيرها. وتلفت الى أن موطنه الأصلي هو أميركا الجنوبية، حيث كان يُشتل لأغراض غذائية وتوظيفات عملية متنوعة، وانتقلت زراعته عالميا بفضل قدرته على التكيف مع مختلف المناخات، مما جعله شائعا في العديد من الثقافات حول العالم".

أنواعه

وتستعرض "عدة أنواع من الكالاباش، من بينها التقليدي الذي يُستخدم في الطهي وصناعة الأواني، والأرجواني الذي يحتوي على صبغة أرجوانية ويُضاف إلى العصائر لإضفاء لون مميز ونكهة فريدة. وهناك أيضا الأنواع المتناهية في الصغر، ويُوظف عادة في الزينة وصنع الأوعية الصغيرة".

وتشير الى انه من الناحية الزراعية، يتطلب تربة خصبة جيدة التصريف، ويُفضّل زراعته في أماكن تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، حيث يحتاج إلى درجات حرارة دافئة وينمو بشكل أفضل في المناطق المنخفضة بارتفاعات تتراوح بين 0 و1500 متر".

كنز غذائي عظيم

وتؤكد قانصو "أن الكالاباش غني بفيتامين C الذي يعزز المناعة، كما يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تعزز صحة الجهاز الهضمي، وتخفف من مشكلات الإمساك وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. ويساهم، بفضل مضادات الأكسدة التي يحتوي عليها، في مكافحة الأمراض المختلفة ويحافظ على الصحة العامة، كما أنه مناسب لمن يسعون للتحكم في أوزانهم نظرًا لقلة سعراته الحرارية".

وتضيف: " تكون هذه الفوائد ضرورية جدا في حالات التهجير، حيث يحتاج النازحون إلى غذاء متوازن يسهم في تحسين صحتهم العامة، في ظل صعوبة الحصول على الأغذية المتنوعة".

محاذير واحتياطات عند تناوله

وتشير إلى أن "القرع القنينة، على الرغم من فوائده العديدة، الا انه يستوجب بعض الحذر عند تناوله. اذ قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه عائلة هذا الصنف من النباتات بعض التفاعلات السلبية. كما يُنصح الأفراد الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر باستشارة الطبيب قبل إدراجه في النظام الغذائي، لأن بعض مكوناته قد تؤثر في عملية تخثر الدم. وبالتالي، فإن الوعي بهذه المحاذير يسهم في تجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها".

يحصن المناعة

وتوضح قانصو أن هذا الغذاء يؤمن دعما مهما للنازحين، حيث يسهم في توفير وجبة صحية ومتكاملة سهلة التحضير، تلبي الاحتياجات الغذائية الأساسية، وتقلل من مخاطر سوء التغذية. ان إدماج الكالاباش في وجبات النازحين، يمكن أن يعزز مناعة الجسم ويخفف من الآثار الصحية السلبية لنقص التغذية.

وجبة متكاملة للنازحين

بدوره، يؤكد اختصاصي التغذية وبطل كمال الأجسام طه مريود لـ "الديار" أن "الكالاباش يُعتبر بديلا غذائيا مثاليا للنازحين، حيث يمكن طهيه بطرق متنوعة كالشواء أو اضافته الى السلطات. ويواجه النازحون صعوبات في الحصول على مكونات غذائية متنوعة، مما يجعله خيارا مناسبا ومتاحا يمكن الاعتماد عليه في إعداد وجبات صحية".

ويضيف: "كما يوفر توازناً غذائيا ويمنح المهجرين وجبات متكاملة تتكون من مواد سهلة التحضير، مما يسهم في تخفيف المعاناة الغذائية اليومية".

الخصائص والقيمة للقرع القنينة!

ويضيف "يتميز الكالاباش بقيمة غذائية عالية، حيث يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم. بالإضافة إلى كونه مصدرا غنيا بفيتامين C، الذي يعزز المناعة ويعمل كمضاد للأكسدة، فانه يشتمل أيضا على فيتامين A الذي يدعم صحة العينين ويعزز الرؤية. كما يتضمن فيتامينات من مجموعة B، مثل B6 والفولات، وهذه العناصر تساهم في دعم وظائف الدماغ وتحسين المزاج".

ويتابع "تمتلك هذه الثمرة أيضا المعادن المهمة مثل البوتاسيوم، الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم وتعزيز صحة القلب، والمغنيسيوم الذي يلعب دورا في دعم صحة العظام وتخفيف التوتر. علاوة على ذلك، يضم كمية جيدة من الألياف الغذائية، التي تحسن صحة الجهاز الهضمي وتقلل خطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع 2 وأمراض القلب".

ويضيف "في ما يتعلق بالمنافع الصحية، يُعتقد أن الكالاباش يرفع مستويات الطاقة والحيوية بفضل محتواه الغني من العناصر الغذائية. كما أن تناوله يمكن أن يساعد في مكافحة الالتهابات وتعزيز صحة البشرة بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. لذلك يُعد أيضا خيارا مثاليا للأشخاص الذين يسعون الى الحفاظ على وزن صحي، حيث إنه منخفض السعرات الحرارية ويساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول".

ويقول: "إضافةً إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاكه قد يُساهم في تخفيض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسمنة وارتفاع ضغط الدم، مما يجعله بديلا غذائيا مفيدا خاصةً في الظروف التي تفتقر فيها الأسر النازحة إلى تغذية متوازنة".

شهادة من طاهية متطوعة

في جمعية خيرية

وتروي فاطمة متطوعة وطاهية في جمعية خيرية معنية، بتقديم وجبات للنازحين في بقعاتا الشوفية، لـ "الديار": "لقد اعتمدنا في الجمعية على مكونات بسيطة وسهلة التحضير، توفر عناصر غذائية كافية تلبي احتياجات مختلف الشرائح، بما فيها أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة. يعتبر الكالاباش مثاليا لأنه سهل التخزين ومغذٍّ، ويمكن اعداده بسرعة دون الحاجة إلى مكونات إضافية باهظة أو معقدة، وهو ما يجعله خيارا ملائما للأوضاع الراهنة".

في الخلاصة، يتفق كل من مريود وقانصو وفاطمة على أن "الكالاباش يمثل إضافة قيمة إلى وجبات النازحين، ويجسد دعما غذائيا مستداما ، يعزز مناعة الجسم ويزيد من الوعي بأهمية توفير غذاء متوازن يغطي احتياجات الظروف الطارئة، اذ يساهم تسليط الضوء على هذه الفاكهة، في تحفيز المجتمع والمنظمات الإنسانية على تبني مصادر غذائية دائمة، تستطيع الاستجابة لمتطلبات الطوارئ في الأوقات الصعبة".

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية