اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كمال ذبيان

يتقدم الميدان العسكري على الديبلوماسي، في وقف الحرب «الاسرائيلية» التدميرية على لبنان وقبله على غزة، وهما ما زالا مرتبطين ببعضهما، اذ كان شرط وقف المواجهة العسكرية الاسنادية التي فتحها حزب الله في الجنوب، مرهونة بوقف الحرب على غزة، وهما باتا في حرب واحدة، وان كان العدو «الاسرائيلي» نقل الويته العسكرية الى الجبهة الشمالية مع لبنان، الذي ينتظر المساعي الديبلوماسية لا سيما الاميركية، التي عادت فتحركت في لبنان وغزة، بعد ان حقق رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يدّعيها انتصارات في اغتيال قادة المقاومة في لبنان وغزة ، ومن ابرزهم الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، ورئيس المكتب لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار.

ورأت الادارة الاميركية بان اغتيالهما يساعد على فرض الشروط «الاسرائيلية» على حزب الله وحماس لاعلان استسلامهما، والتخلي عن السلاح، وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن الذي اشار الى ان مقتل السنوار سيعجل بالحل السياسي، باطلاق سراح الرهائن «الاسرائيليين» ووقف الاعمال العسكرية، وهو ما المح اليه الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين عند زيارته لبيروت قبل اسبوع، بان ما قبل اغتيال السيد نصرالله ليس ما بعده، وان حزب الله بخسارته امينه العام وغالبية قياداته السياسية والعسكرية، ثم خوض العدو الاسرائيلي حربه مع حزب الله الذي ينقل هوكشتاين عن مسؤولين «اسرائيليين» تأكيدهم بان حزب الله فقد نحو 70% من قوته العسكرية، وليس بمقدوره ان يقف بوجه التقدم البري للجيش «الاسرائيلي»، وما عليه سوى الانسحاب من جنوب الليطاني، وافساح المجال للحكومة اللبنانية بنشر الجيش بعديد اكثر مع القوات الدولية.

فالموفدان الاميركي بلينكن وهوكشتاين ابديا تفاؤلاً بان العمليات العسكرية ستتوقف، ولا بدّ من البحث في اليوم التالي للبنان وللمسألة الفلسطينية، وتشير مصادر ديبلوماسية الى ان اميركا تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، يتزامن مع تطبيق القرار 1701، وان يتحقق حل الدولتين «الاسرائيلية» والفلسطينية، وتسعى الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن، ان ينهي ولايته الرئاسية بالوصول الى وقف لاطلاق النار في كل من غزة ولبنان، عله يساعد الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يخوضها بكاميلا هاريس، بوجه الجمهوري المرشح الرئيس السابق دونالد ترامب.

من هنا، فان الزخم الديبلوماسي الاميركي قوي، قبل نحو عشرة ايام على اجراء الانتخابات الرئاسية، فاقنع بلينكن رئيس حكومة العدو نتنياهو ان يرسل رئيس المخابرات الى قطر لاعادة تفعيل وساطة تبادل الرهائن «الاسرائيليين» والاسرى الفلسطينيين، واقامة هدنة يحدد توقيتها، وهو الامر نفسه بالنسبة للبنان، الذي وافق على البيان الاميركي ـ الفرنسي المشترك الذي صدر قبل اسابيع، واعلن عن هدنة لمدة 21 يوما يجري خلالها البحث في آلية تطبيق القرار 1701، وهو ما بحثه هوكشتاين في زيارته الاخيرة الى بيروت، على ان يطلب المسؤولون اللبنانيون من حزب الله القبول بهذا الاقتراح وفك ارتباطه بغزة، والانسحاب العسكري من جنوب الليطاني، وفق ما تكشف المصادر، التي ترى بان ادارة بايدن مع البدء العكسي لنهاية ولايته، التي تستمر بعد الانتخابات حتى 15 كانون الثاني المقبل، تضغط على نتنياهو ان يبدي مرونة في موقفه، طالما يتحدث عن انه حقق مهمته العسكرية بالقضاء على حماس وحزب الله قيادة وقوة عسكرية، فيبقى عليه ان يخوض مفاوضات تبادل الاسرى في غزة، وعودة سكان المستوطنات الصهيونية الى شمال فلسطين المحتلة.

لكن ما تطمح وتعمل له الادارة الاميركية الحالية، تحت عنوان تسليم حماس وحزب الله بالهزيمة، هو غير واقعي لان الفصيلين المقاومين في غزة ولبنان ما زالا يقاتلان، وان الحرب التي وسّعها العدو الاسرائيلي على لبنان، لم تحقق له اهدافه باقامة «حزام امني» جنوب الليطاني، وخروج مقاتلي حزب الله منه، وان المعارك العسكرية ما زالت تجري عند الحافة الحدودية، ولم يحرز جيش الاحتلال تقدماً واسعاً، ولم يثبت في بلدة او قرية عند الشريط الحدودي، لا بل ان حزب الله هو الذي يمسك بالوضع الميداني، ويكبّد جيش العدو الخسائر، وكان آخرها مقتل عشرة ضباط وجنود في كمينين، وفق مصدر قيادي في خط المقاومة الذي يتابع الميدان، فيكشف عن اسلحة استراتيجية لم يستخدمها حزب الله بعد، وان تصعيده اليومي لعمليات والتي وصلت الى نحو خمسين، هو اثبات بان العدو «الاسرائيلي» لم يحقق اهدافه في لبنان، كما زعم رئيس اركان الجيش «الاسرائيلي» هيرسي هاليفي، عندما تحدث عن انه تم القضاء على حزب الله والمعارك انتهت، ليأتيه الرد بسقوط مئات الصواريخ يومياً على كامل شمالي فلسطين المحتلة وصولا الى «تل ابيب»، التي دخلت في «بنك اهداف» حزب الله، الذي شل كل المنطقة الشمالية، التي بدأ يظهر الدمار فيها، ولجوء نحو مليوني مستوطن يوميا الى الملاجىء، وانعدام الحياة فيها من كل النواحي.

فالميدان العسكري هو الذي يحسم باتجاه الحل السياسي.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين