اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُعد انخفاض هرمون الذكورة أو ما يُعرف بالتستوستيرون من القضايا الصحية التي تؤثر في عدد كبير من الرجال، بخاصة مع التقدم في العمر. يُعتبر هرمون التستوستيرون أحد أهم الهرمونات الذكرية المسؤولة عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في جسم الرجل، مثل الحفاظ على الكتلة العضلية، قوة العظام، الرغبة الجنسية، وإنتاج الحيوانات المنوية. عندما يحدث انخفاض في مستوى هذا الهرمون، قد تظهر مجموعة من الأعراض التي تؤثر في نوعية حياة الرجل، وتتجاوز تأثيراتها الصحة البدنية لتشمل الصحة النفسية والعقلية أيضًا.

التستوستيرون ليس مجرد هرمون يرتبط بالخصائص الذكورية، بل هو عنصر أساسي في الحفاظ على التوازن الصحي العام لدى الرجال. يؤدي هذا الهرمون أدوارًا متعددة، من بينها:

- تنظيم الرغبة الجنسية: يعد التستوستيرون محركًا رئيسيًا للرغبة الجنسية (الليبيدو) لدى الرجال، وأي انخفاض في مستواه قد يسبب ضعفًا في الأداء الجنسي.

- نمو الكتلة العضلية والعظام: يسهم التستوستيرون في تكوين العضلات والحفاظ على قوة العظام، وبالتالي فإن انخفاضه يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات وهشاشة العظام.

- تحسين المزاج والإدراك: يرتبط الهرمون أيضًا بالحالة المزاجية والقدرات العقلية، وقد يسبب انخفاضه تقلبات مزاجية وضعف في الذاكرة والتركيز.

عند حدوث انخفاض في مستويات التستوستيرون، يعاني الرجل من مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر في جميع جوانب حياته. من أبرز هذه التداعيات تراجع كبير في الرغبة الجنسية، حيث قد يواجه مشاكل في الانتصاب أو يشعر بانخفاض الحماس الجنسي مقارنة بما كان عليه سابقًا. إلى جانب ذلك، يعاني المصابون بانخفاض التستوستيرون من شعور دائم بالتعب والإجهاد، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة. كما يؤدي انخفاض التستوستيرون إلى تراجع في الكتلة العضلية وزيادة تراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن. وعلى الصعيد النفسي، يشعر الرجال بتقلبات مزاجية قد تتراوح بين الحزن والاكتئاب إلى التوتر والانفعال السريع. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل قد يؤثر انخفاض التستوستيرون أيضًا في جودة النوم، حيث يعاني البعض من الأرق أو اضطرابات أخرى في النوم.

هذا ويعتمد علاج انخفاض التستوستيرون على شدة الأعراض والمسبب الرئيسي للمشكلة، وهناك عدة طرق لعلاج هذه الحالة. من أبرز هذه الطرق هو العلاج ببدائل التستوستيرون، حيث يُعطى المريض جرعات من التستوستيرون عبر الحقن أو الهلام الجلدي أو اللصقات الجلدية، مما يساعد على تحسين الأعراض المرتبطة بانخفاض التستوستيرون مثل الرغبة الجنسية والطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم تغيير نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، في رفع مستويات التستوستيرون بشكل طبيعي. كما أن إدارة التوتر تؤدي دورًا مهمًا؛ إذ يمكن أن يساعد تقليل الإجهاد من خلال تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل في تحسين مستويات التستوستيرون. أخيرًا، إذا كان هناك سبب طبي وراء انخفاض التستوستيرون، مثل السمنة أو الأمراض المزمنة، فإن علاج هذه الحالات قد يساعد في تحسين مستويات الهرمون أيضًا.

لذا، من المهم أن يتخذ الرجل خطوات استباقية للحفاظ على مستويات صحية من التستوستيرون. أولاً، يجب الحفاظ على وزن صحي، حيث تعتبر السمنة أحد العوامل المؤثرة في إنتاج التستوستيرون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد ليلاً يدعم إنتاج التستوستيرون ويساهم في تعزيز الصحة العامة. أيضًا، يساعد النشاط البدني المنتظم، وبخاصة تمارين القوة، في تحسين مستويات التستوستيرون. وأخيرًا، يجب العمل على تقليل التوتر والحفاظ على مستوى منخفض من الإجهاد، حيث إن ذلك يسهم في منع انخفاض مستوى هذا الهرمون المهم.


الأكثر قراءة

كيف نجت المقاومة؟ ولماذ يراهن قاسم على الوقت؟