لقاء درزي جامع في بعذران... وكلمات دعت الى التضامن الداخلي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عُقد لقاءٌ درزي جامع في خلوات القطالب في بلدة بعذران الشوفية، حضره الرئيس السابق للحزب التقدميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط، رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال أرسلان، النائب السابق فيصل الداود، ممثل الوزير السابق وئام وهاب هشام الأعور، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، والشيخ نصر الدين الغريب، ومرجعيات روحية وقضاة المذهب الدرزي والمشايخ، ووزراء ونواب الطائفة السابقين والحاليين، وأعضاء من المجلس المذهبي، للتشاور بخصوص التطورات والمستجدات الحالية واتخاذ المواقف المناسبة حيالها.

ابي المنى: لا نقبل أي خلل أمنيّ

وبعد لقاء في حرم الخلوة، قال ابي المنى: "قرارُنا توحيديٌّ بامتياز، نُعلنه في كلِّ موقفٍ ومن كلِّ موقع: الحياد عن كل ما يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، وهو شعارنا الوطني الذي رفعناه منذ البداية... أكان على الصعيد الداخلي ضمن الطائفة أم على صعيد الوطن... وهو ما تؤكّده القيادة السياسية التي نعتزُّ بها وبدورها الموزونِ والمتوازن، وما نعملُ عليه في مشيخة العقل، وقد أكدنا عليه مجتمعين في القمة الروحية في بكركي. ندين العدوان الإسرائيلي المتمادي بإجرامه ووحشيته، ونتضامن مع النازحين ونعتبرهم ضيوفاً مكرَّمين عندنا، لكنّنا نتحمّل مسؤوليةَ تنظيم الضيافة وإتقانها، ولا نقبل أيِّ خللٍ أمني من أيِّ جهةٍ أتى، ونتعاون مع أولي الشأن الاجتماعي والسياسي ومع الجيش وقوى الأمن لضبط المخالفات وتحقيق الاستقرار. نؤكِّدُ على مبدأ الاستضافة ونحذِّر من بيع الأراضي والبيوت في هذه الفترة المفصلية لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التغيير الديموغرافي الذي تخطّط له إسرائيل، ومن الاختلاط غير المدروس وعواقبه الاجتماعية والأمنية، فالنازحون عاشقون لأرضهم وسيعودون إليها قريباً، لذلك نطالب المجتمع الدولي والمسؤولين عندنا بالضغط لوقف إطلاق النار ونشر الجيش على الحدود ودعمه بما يلزم".

أرسلان: على القوى الامنية أن تكون

حاضرة منعا لأيّ محاولة لفتنة في الجبل

بدوره، قال ارسلان: "بحثنا في أمور تتعلق بالجبل والبلد، لأنه في النهاية نحن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، بل نحن أم الصبي في هذا الوطن. نحن دفعنا دماً عبر مئات من السنين، جميعاً، من خلال أبائنا وجدودنا وأهلنا. عبر تاريخنا المشرف هذا، لم يكن لدينا أعداء في الوطن على الاطلاق. نحن أصحاب هوية وأصحاب وطن واحد وأرض وحدة. طبعاً، عندما تكون الحرب مع عدو الدين والأرض والتاريخ وعدو أرضنا ومياهنا وثرواتنا وكرامتنا وهويتنا الوطنية، في هذا البلد وهذا الشرق. نحن اليوم نستضيف أهلاً واخواناً نزحوا نتيجة هجوم وحشي على لبنان. عندما تُدمر ضيعة في لبنان، فهذه مسألة تعنينا. لا يمكننا أن نستقيل من دورنا التاريخي، من الدور الذي تربينا عليه من كل سلفنا الصالح. هذا الجبل أثبت عبر مشايخنا وشبابنا ونسائنا أنه جبل يفتح يديه كأم حنون ليستقبل اخوانه، وهو يقوم بواجباته التي لا نحتاج إلى من يعلمنا إياها، بل هي جزء من جذورنا وتوجهاتنا التي نسير عليها".

وتابع: "لن أزيد أكثر، لكن المطلوب أن تستلم القوى الأمنية الأمور أو أن تكون حاضرة، منعاً لحصول أي محاولة إحداث فتنة أو انقسام أو تخريب عبر الجبل، إن كان في الشويفات أو المتن أو عاليه أو الشوف أو حاصبيا. لدينا بلديات وشرطة وحرس بلدي، وأنشئت خلايا أزمة في كل بلدة، وقد توافقنا على دعمها، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية، حتى نتمكن من تطويق أي اشكال أو حادث يحصل ".

وختم أرسلان: "اتفقنا مع جنبلاط خلال اللقاء، سنستمر في تنظيم الاجتماعات في كل المناطق للتأكيد على تمسكنا بهويتنا العربية الإسلامية. يجب أن نتعالى كلنا عن كل تفصيل قد يخرب المجتمع، ونلتف على بعضنا بعضا كأبناء جبل وكأبناء وطن وكأبناء هوية وكأبناء قضية، ولا عدو لنا إلا إسرائيل".

جنبلاط: يبدو أن الحرب طويلة...

وعلينا الاستعداد لتوفير الحدّ الأقصى

وختاما، قال جنبلاط: "سنبقى معا بالتشاور للقيام باجتماعات مماثلة، وطرحنا بعض النقاط كون لم يتوفق الرئيسان برّي وميقاتي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، لأنهم خذلوا من قبل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفا "يبدو أن الحرب طويلة، ولذلك علينا أن نكون على استعداد لتوفير الحد الأقصى من الخدمات للشعب اللبناني النازح والمقيم والتعاون المطلق مع الدولة والأجهزة الأمنية لإبعاد أي محاولة ضئيلة حول موضوع الأمن الذاتي ونطلب من وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي تفعيل خطة التعليم الحضوري والمدمج وتجهيزها، كما إمكانية استئجار مدارس خاصة كما أبلغني من أجل هذا الأمر".

وعن القطاع الصحي، قال جنبلاط: "المستشفيات والمراكز الإجتماعية جاهزة والأدوية متوافرة، هناك نقص يمكن تعويضه، ويجب أن تكون هناك لجان فعالة في كلّ المناطق وعلى المستويات كافة، ونحن جاهزون مع الدولة والمشايخ لتلبية الحاجات".