اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أما من قوة تحد من جنون ذلك الرجل الذي لكأنه مبعوث جهنم الينا. أميركا التي "تحبنا" ضدنا، أوروبا التي ترعرعنا على ثقافتها، ضدنا. روسيا، كما جرت العادة، تواسينا بمصابنا (ثياب الحداد هنا حمراء لا سوداء). ماذا عن الصين؟ التنين الذي يحاول التسلل من ثقب الباب...

ولكن أين النصف مليار عربي (وامعتصماه!)؟ لا أحد سوى الخنساء تكفكف دموعنا. وأين المليار والنصف مليار مسلم الذين بعضهم تغص بهم المساجد، وبعضهم تغص بهم المواخير، أو الكهوف؟ أيها النبي، ماذا فعلت بنا؟ ولكن، لقد آن الأوان لنسأل أين الله، وقد اكتشفنا، ونحن تحت الركام (الركام الأبدي) من هو "شعب الله المختار"، ومن هي "خير أمة أخرجت للناس"...

بديهي التوقف عند ايران، قائدة المحور ـ محورنا ـ مستشار المرشد، ورئيس المجلس الاستراتيجي للسياسة الخارجية كمال خرازي، صرح، وعلى طريقة التهديد بازالة اسرائيل من الوجود، بـ "أن تغيير العقيدة النووية ما زال مطروحاً في حال تعرضت ايران لتهديد وجودي". لا بأس أن يتعرض لبنان، كبلد "مشلّع"، يضطلع بدور "قوة الصدم" في المحور، لتهديد وجودي.

بمنتهى السذاجة (صدقونا بمنتهى السذاجة) لن نسأل السيد خرازي ماذا تنتظرون؟ نسأله كيف لاسرائيل أن تهدد وجود ايران، بالفارق الهائل جغرافياً، وديموغرافياً ؟ بطبيعة الحال بالضربات النووية. أو بتدمير المنشآت النووية والنفطية، ما يستتبع انفجار النظام. لنفترض أن هذا حصل اليوم، أو غداً، والمعلومات لا تستبعد ذلك، هل يبقى من مجال لتغيير العقيدة النووية، أو لبقاء من يهددون بهذا التغيير؟ قلنا سؤال بمنتهى السذاجة.

هل يعلم العالم في اي ظروف هائلة يواجه رجال المقاومة الأرمادا الاسرائيلية (الأميركية) في جنوب لبنان؟ لا شبكة اتصالات في الميدان، ولا مستشفى لمعالجة الجرحى، ولا مجال للراحة لدى أولئك الأبطال، ولو لهنيهة. بالرغم من ذلك، يا للاسطورة التي هناك! أخيراً، لا بد للعالم، لا بد للتاريخ، أن ينحني لمن باتوا يشكلون المثال لمن يريد أن يرفع رأسه، لا أن يطأطئ رأسه، في عالم قايين وهابيل..

اذا واصل ذلك المجنون، وهو ماض في ذلك، بتحويل مدننا، وقرانا، الى مقابر لأهلها، أي مصير ينتظر لبنان، وينتظر سوريا التي وضعت على صفيح ساخن، بل ماذا ينتظر العرب؟ اذا أردتم أن تعرفوا الاجابة، عودوا الى التوراة، والى التلمود، لتكتشفوا أن الله خلقنا، بأرواح الحيوانات، وبأشكال البشر، لخدمة بني اسرائيل.

في هذه الحال، ماذا يمكن لحجارة الشطرنج أن تفعل، وقد وجدت أساساً لتضرب بعضها بعضا. حيناً صراع القبائل، وحيناً صراع الطوائف، وحيناً صراع على من يصل أولاً الى باب شهرزاد. عراة على باب شهرزاد بل هيكل عظمية على باب شهرزاد...

لكأن بدر شاكر السياب قال من أجلنا "سيكون خراب... سيكون خراب... سيكون خراب" لقد غرقنا، أكثر مما ينبغي في التفاهة، وفي التبعية، وفي الزبائنية. لا هانوي ولا هونغ كونغ، ولا حتى بلاد الماو ماو.

هذا ما يبتغيه ملوك التوراة بناء الهيكل الثالث بجماجمنا، ونحن نفاخر بأننا بنينا هيكل سليمان ـ لا هيكل أحيرام ـ بخشب أرزنا، كما لو أن السيد المسيح لم يبعث ليكون هو الهيكل. ذاك المسيح الذي حاول أن يعيد بناء العالم، بلغة الله لا بلغة الأباطرة. وها هو يصلب في كل يوم، وفي كل ساعة، بيد يوضاس الأميركي، وبيد يوضاس الأوروبي. كم يوضاس بيننا، أو في الطريق الينا؟

اله النار (والآن عودة الى الميثولوجيات القديمة) في واشنطن أم في أورشليم؟ الجنرال افرايم سنيه قال "لن نترك كلباً يعوي في بيروت". الجنرال رفاييل ايتان قال "العربي الجيد هو العربي الميت". الآن يقول بنيامين نتنياهو بأن نلملم أشلاءنا لنوقع صك الاستسلام، ما يوصف، عادة، بمعاهدة السلام.

يقال لنا هل أنتم أهم من بناة الأهرام، وقد وقعوا اتفاقية كمب ديفيد، وهل أنتم أكثر عروبة، وأكثر اسلاماً، من الأسرة الهاشمية، وقد وقعت اتفاق وادي عربة، وهل أنتم أكثر فلسطينية من الفلسطينيين، وقد وقعوا اتفاق أوسلو؟ عودة دومينو التطبيع قريبة ان كانت كامالا هاريس أم كان دونالد ترامب في البيت الأبيض.

تريدون الاجابة، أنظروا (اذا لم تخجلوا من النظر) الى الجنوب، وحيث هوميروس الذي كتب الالياذة الاغريقية، يكتب الآن الالياذة اللبنانية...


الأكثر قراءة

الرئيس المنتظر: هل تُحسم التسوية قريباً؟ اردوغان ينتظر ثمن ما في سوريا: هل تكون حلب الجائزة؟