اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تلعب التغذية دورا أساسيا في تعزيز الصحة العامة والوقاية من العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان. في حين أن العوامل الوراثية والبيئية لها تأثير كبير على خطر الإصابة بالسرطان، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن بعض العناصر الغذائية المحددة قد تلعب دورًا حاسمًا في تقليل احتمالية الإصابة بأنواع معينة من السرطان. الفيتامينات، المعادن، والمركبات النباتية الطبيعية الموجودة في الأغذية الصحية يمكن أن تعمل كعوامل وقائية من خلال تعزيز الجهاز المناعي، مكافحة الالتهابات، وتقليل الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.

على سبيل المثال، يُعتقد أن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفيتامين C والفيتامين E، بالإضافة إلى مركبات الفلافونويد والبوليفينولات الموجودة في الفواكه والخضروات، قد تحمي الخلايا من التلف وتحُدّ من انتشار الأورام. علاوة على ذلك، تلعب الأحماض الدهنية أوميغا-3، الموجودة في الأسماك الدهنية والمكسرات، دورًا مهمًا في الحد من نمو الخلايا السرطانية، بينما تسهم الألياف الغذائية في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال تحسين عملية الهضم وتعزيز صحة الأمعاء. فهم هذه العلاقة بين التغذية والوقاية من السرطان قد يفتح آفاقًا جديدة للوقاية الاستباقية وتطوير استراتيجيات غذائية مصممة خصيصًا لتقليل المخاطر الصحية بشكل عام.

أظهرت دراسة جديدة، أجرتها جامعة جورجيا الأميركية، أن عناصر غذائية محددة قد تلعب دورا مهما في الوقاية من مجموعة أنواع من السرطان. استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 250 ألف شخص مأخوذة من دراسة واسعة أجريت في المملكة المتحدة. وخلال فترة الدراسة، تم تشخيص نحو 30 ألف شخص بالإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات أعلى من أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 في دمائهم، كان لديهم خطر أقل للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. وأوضح فريق البحث أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من أحماض أوميغا 3، كانت لديهم معدلات أقل من الإصابة بسرطان القولون والمعدة والرئة، فضلا عن انخفاض معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي الأخرى. أما بالنسبة لأحماض أوميغا 6، فقد تبين أن المستويات العالية منها مرتبطة بتقليل خطر الإصابة بـ 14 نوعا مختلفا من السرطان، بما في ذلك سرطان الدماغ والورم الميلانيني الخبيث وسرطان المثانة.

وفي هذا الصدد، قال يوتشن تشانغ، المعد الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في كلية الصحة العامة بجامعة جورجيا: «وجدنا أن المستويات المرتفعة من أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 مرتبطة بانخفاض معدلات الإصابة بالسرطان. وتشير هذه النتائج إلى أنه ينبغي على الأشخاص السعي لزيادة تناول هذه الأحماض الدهنية في نظامهم الغذائي».

وتعد هذه الدراسة تكملة لأبحاث سابقة كانت قد أظهرت وجود علاقة بين مستويات الأحماض الدهنية وخطر الإصابة بالسرطان، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد بشكل واضح ما إذا كانت الأحماض الدهنية أوميغا 3 وأوميغا 6 تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان أو في زيادة فرص البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص.

تجدر الإشارة إلى أن الفوائد التي توفرها مستويات عالية من الأحماض الدهنية لم تكن مرتبطة بأي عوامل خطر أخرى، مثل الوزن أو مؤشر كتلة الجسم أو تعاطي الكحول أو النشاط البدني، ما يجعل النتائج أكثر مصداقية. ويذكر أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 وأوميغا 6 تعد من «الدهون الصحية» الضرورية لصحة الإنسان، وتوجد في الأسماك الدهنية والمكسرات وبعض الزيوت النباتية مثل زيت الكانولا.

الأكثر قراءة

أن ينطق نتنياهو بوقف النار