اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في خطوة مفاجئة تعكس تغيرات جذرية في السياسة الإسرائيلية، أقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس بدلاً منه. ويعدّ كاتس من الشخصيات اليمينية المتطرفة التي تدعو إلى مواجهة عسكرية مفتوحة وتوسع استيطاني، وهو ما يزيد من تعقيدات المشهد الإقليمي ويثير تساؤلات حول مستقبل السياسات الإسرائيلية تجاه المنطقة.

لم تكن هذه الخطوة مجرد تبديل روتيني في التشكيلة الوزارية، بل جاءت قبل إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، مما يظهر أن نتنياهو يسعى إلى تحصين حكومته من أي ضغوط دولية قد تُفرض عليه لتهدئة الوضع أو إنهاء العمليات العسكرية الحالية. بقراره هذا، يسعى نتنياهو إلى تأمين خططه داخل الحكومة، خاصة إذا ما جاءت الضغوط من حليف إسرائيل الأقوى، الولايات المتحدة.

كاتس وأجندة اليمين المتطرف

يعتبر كاتس من الأسماء المعروفة بتوجهاتها الحازمة، بل وحتى العدوانية تجاه دول محور المقاومة، ويجاهر بأحلام تتجاوز الدفاع إلى التوسع والسيطرة. وتتضمن أجندته الصارمة ثلاثة أهداف رئيسية:

ضرب المفاعل النووي الإيراني: كاتس يعتقد بضرورة توجيه ضربة عسكرية للمفاعل النووي الإيراني كخطوة استباقية تمنع طهران من تطوير قدرات نووية قد تهدد أمن إسرائيل، وهو ما يضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران ويثير احتمال اندلاع حرب واسعة في المنطقة.

ضم الضفة الغربية بالكامل: جزء من خطته هو ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل بصورة رسمية ونهائية، ما يعني إنهاء أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا التوجه يُعد تصعيدًا كبيرًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويهدد بانهيار عملية السلام المتعثرة بالفعل.

احتلال لبنان: لم تكن تصريحات كاتس حول لبنان غامضة؛ فهو يرى أن احتلال مناطق استراتيجية في لبنان أمر ضروري لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل، متجاهلًا التداعيات الخطيرة لمثل هذا الخيار، سواء من ناحية ردود الفعل الدولية أو المقاومة المحلية التي قد تؤدي إلى حرب جديدة على الحدود الشمالية.

تحصين الحكومة والاستعداد لضغوط محتملة

بإجراء هذا التغيير الوزاري، يظهر نتنياهو وكأنه يستعد لمواجهة تحديات داخلية ودولية قد تعقب الانتخابات الأمريكية. فإذا فاز مرشح ديمقراطي، قد يتعرض لضغوط لتهدئة الوضع ووقف العمليات العسكرية، ولذلك فإن تعيين كاتس يُعد رسالة واضحة بأن حكومة نتنياهو الحالية لن تخضع بسهولة لأي ضغوط خارجية، حتى لو كان من واشنطن.

انعكاسات هذه السياسة على المنطقة

إن تعيين كاتس وما يحمله من طموحات توسعية يمثل رسالة واضحة إلى العالم بأن إسرائيل تتجه نحو خيارات أكثر تشددًا، وبالأخص تجاه ملفي إيران والفلسطينيين والحرب على لبنان. وإذا أقدم كاتس على تنفيذ بعض من طموحاته هذه، فقد تجد المنطقة نفسها في حالة من التصعيد العسكري الذي لن يقتصر على حدود فلسطين المحتلة ولبنان، بل قد يمتد ليشمل إيران وسوريا، وربما أكثر من ذلك.

ختامًا، يبدو أن نتنياهو يضع رهانه على حكومة يمينية متطرفة يقودها وزير حرب متطرف ومستعد للمواجهة، في وقت يشهد فيه العالم تغييرات سياسية وتبدلات في التحالفات، مما قد يؤثر على مستقبل الشرق الأوسط بأكمله.

الأكثر قراءة

الحماس والقلق يسيطران اميركيا... ترامب أم هاريس؟ ميقاتي يطلب دعم جنبلاط حكوميا والتمديد لعون بحكم الامر الواقع تحقيق المعلومات: داتا الاتصالات واللقاءات ولا اشارات لتعاون من البر