اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



كان يُفترض بالمستشار الإيراني علي لاريجاني أن يصل إلى بيروت الساعة الثامنة من صباح يوم أمس الجمعة، لكنه تأخر حواليى الساعة ونصف الساعة لكي تهبط طائرته في مطار بيروت الدولي، إلى جانب مبنى كبار الزوار، حيث كان باستقباله وفد من حركة أمل، ونائب عن حزب الله، بالإضافة إلى فريق السفارة الإيرانية.

هبطت طائرة لاريجاني وترجّل منها، سلّم على مستبقليه ثم استقلّ سيارته التي جهزتها السفارة الإيرانية في بيروت وهمّ بالمغادرة دون الإدلاء بأي تصريح داخل المطار، قبل أن يُقفِل الطريق  عناصر الجيش اللبناني، بحسب ما تروي مصادر متابعة عبر "الديار"، مشيرة إلى أنه تم طلب تفتيش السيارات من قبل قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري، الذي أبلغ وفد السفارة بأنه يطبّق ما تقتضيه الإجراءات الامنية مع كل وفود السفارات التي تحضر إلى المطار لاصطحاب شخصيات سياسية.

في البداية حاول الفريق الإيراني الاستفسار عن هذه الإجراءات التي تناولل فريقا دبلوماسيا ، فأصر العميد وأقفل بوابات الخروج، وتُشير المصادر إلى أن لاريجاني الذي لم يُرد أن تقع مشكلة مع الجيش في المطار، أوعز للجميع بالتعاون، فخضع الموكب للتفتيش، وبحسب المصادر فإن حقائب لاريجاني نفسه، كما الحقائب التي كانت مع الوفد المرافق خضعت للمرور بجهاز السكانر موجود داخل سيارة مخصصة لهذه الغاية.

تكشف المصادر أن لاريجاني انتظر داخل سيارته حوالي الـ 12 دقيقة لكي ينتهي التفتيش، علماً أن الرجل مستهدف من قبل العدو الإسرائيلي او على الأقل هو مهدّد بالإستهداف، وقد حصل استهداف لمكان قريب من مكان وجوده في سوريا قبل يوم من سفره إلى بيروت، مشيرة إلى أنه غادر المطار بعد التفتيش، ونفذت اسرائيل غارة في محيط المطار لحظة ترجل لاريجاني من طائرته.

لم يحصل أي إشكال في المطار، تؤكد المصادر، ولم يرفض الوفد المرافق الإجراءات، كاشفة أنه بعد الإستفسار عن الحدث تبين وجود قرار من قبل رئاسة الحكومة وقيادة الجيش اللبناني لتفتيش الموكب، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة عن الأسباب.

لا تمانع المصادر قيام الاجهزة الامنية بعملها وفق الاعراف والقوانين المرعية الإجراء، وليس لدى الوفد المرافق ما يُخفيه، إنما هل ما حصل مع لاريجاني والوفد المرافق يحصل مع كل الوفود الأجنبية التي تزور لبنان، وهل يخضع الفريق الأميركي على سبيل المثال لأي تفتيش لوفوده أو طائراته التي تحط في مطار بيروت؟

من الواضح بحسب المصادر أن ما جرى يأتي في سياق طلب أميركي، أو على الأقل لإرضاء الأميركيين الذين يتجولون في المطار بحرية، ويتعاملون مع الدولة اللبنانية وكأنهم الأوصياء عليها، مشيرة إلى أن تسجيل النقاط السياسية لا يكون على حساب العلاقة بين لبنان وأصدقائه.

لا شكّ ان هذه الحادثة سترخي بظلالها على كل المشهد السياسي، خصوصاً عندما تكون بعض التصرفات السياسية اليوم موجهة ضد فريق لبناني واحد، وبالتالي تؤكد المصادر أن هذه المرحلة تتطلب الوحدة من اجل إنهاء الحرب، إنما لن يكون من المسموح لأحد أن يتعامل مع هذا الفريق السياسي من منطلق المهزوم.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين