اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئيسة السابقة لـ"اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية" ليندا مكمان، لتولي حقيبة وزارة التعليم الفدرالية التي طالما سخر منها، وتعهد بإلغائها خلال حملته الانتخابية واعتبرها مخترقة من قبل "المتطرفين والماركسيين"، داعيا إلى تفكيكها بالكامل.

وأعلن ترامب اختيار ليندا مكمان للمنصب، وقال في بيان صحفي إن "مكمان ستستخدم عقودا من الخبرة القيادية وفهمها العميق لكل من التعليم والأعمال، لتمكين الجيل القادم من الطلاب والعمال الأميركيين، وجعل أميركا رقما واحدا في التعليم على مستوى العالم".

وأشاد ترامب بمرشحته، قائلا إنها "مدافعة شرسة عن حقوق الوالدين"، مشيرا إلى عامين قضتهما مكمان في مجلس التعليم في ولاية كونيتيكت في عامي 2009 و2010، وفترتين من الخدمة في مجلس أمناء "جامعة القلب" المقدس في فيرفيلد في الولاية نفسها.

زوجة مصارع ومتبرعة للجمهوريين

تبلغ ليندا مكمان من العمر (76 عاما)، وهي رئيسة مشاركة في الفريق الانتقالي لترامب، ومتبرعة رئيسية موالية للحزب الجمهوري.

أسست مكمان مع زوجها فينس مكمان شركة للترفيه الرياضي وعملت رئيسة ثم مديرة تنفيذية للشركة من عام 1980 وحتى عام 2009. وخلال هذه الفترة نمت الشركة من شركة إقليمية في الشمال الشرقي إلى شركة كبيرة متعددة الجنسيات.

ففي عام 2009، تركت مكمان اتحاد المصارعة العالمية للترشح لمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كونيتيكت كمرشحة جمهورية، لكنها خسرت أمام الديمقراطي ريتشارد بلومنثال.

وفي الانتخابات التي جرت عام 2010. كانت مرشحة الحزب الجمهوري لمقعد مجلس الشيوخ الآخر عن ولاية كونيتيكت في سباق عام 2012، لكنها خسرت أمام الديمقراطي كريس ميرفي.

وحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، فقد ركزت مكمان بعد ذلك على تقديم الدعم المالي للمرشحين الجمهوريين، وتبرعت بـ6 ملايين دولار لمساعدة ترامب بعد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2016.

في 7 كانون الأول 2016، أعلن دونالد ترامب، الرئيس المنتخب آنذاك، أنه سيرشح مكمان لمنصب مدير إدارة الأعمال الصغيرة. وبالفعل قادت خلال العامين الأولين من ولاية ترامب الأولى (2016-2020)، إدارة الأعمال الصغيرة.

وفي السنوات الأخيرة، ترأست مجلس إدارة "معهد أميركا أولا" للسياسة، وهو مركز أبحاث محافظ سعى إلى إرساء الأساس لولاية ثانية لترامب.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مكمان لا تعرف بعملها في سياسة التعليم أو الممارسة، الأمر الذي أثار قلق بعض المحافظين في مجتمع التعليم، حيث يأملون في الحصول على وزيرة لها سجل حافل في الدفاع عن قضيتهم.

مصير الوزارة

وفي تقرير لها عن وزارة التعليم الأميركية، قالت وكالة أسوشيتد برس إنها توزع سنويا مليارات الدولارات من الأموال الفدرالية سنويا على الكليات والمدارس، وتدير محفظة القروض الطلابية الفدرالية، وتقوم بدور تنظيمي مهم في الخدمات المقدمة للطلاب، بدءا من ذوي الإعاقة إلى الأطفال من ذوي الدخل المنخفض والمشردين.

وأوضحت أن وزارة التعليم تدير نحو 1.5 تريليون دولار من ديون قروض الطلاب لأكثر من 40 مليون مقترض. كما تشرف على منحة بيل، التي تقدم المساعدات للطلاب ذوي الدخل المحدود، وتدير طلب الحصول على المساعدات الطلابية الفدرالية المجانية، التي تستخدمها الجامعات لتخصيص المساعدات المالية.

وذكرت الوكالة أن أموال التعليم الفدرالية "تشكل عنصرا أساسيا في خطط ترامب للكليات والمدارس". مضيفا أن ترامب سبق وتعهد بقطع الأموال الفدرالية عن المدارس والكليات التي قال إنها "تعزز جنون التحول الجنسي، وغير ذلك من المحتوى العنصري أو الجنسي أو السياسي غير اللائق".

وينتقد ترامب وزارة التعليم الفدرالية، التي تأسست عام 1979 في عهد الرئيس جيمي كارتر، باعتبارها "مثالا على التحكم الحكومي غير الضروري".

وفي حملته الانتخابية الأخيرة، أكد ترامب أنه سيعمل على إلغاء وزارة التعليم الفدرالية، لإتاحة مجال تسيير التعليم للولايات، التي تعرف خصوصيات المجتمع عندها.

ووضعت حملة ترامب خطة تتضمن السماح بالصلاة في المدارس العامة، وتوسيع حقوق الوالدين في التعليم، و"الوطنية" باعتبارها محور التعليم، والتركيز على "طريقة الحياة الأميركية".

ويحذر خبراء ومشرعون أميركيون من أن إغلاق الوزارة قد يواجه عقبات كبيرة، خاصة بالنظر لدورها الأساسي في تمويل التعليم وإدارة قروض الطلاب.