اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تسارعت الاحداث بشكل دراماتيكي على الساحة السورية، تزامنا مع وقف اطلاق النار بين لبنان و”اسرائيل”، ما طرح الكثير من علامات الاستفهام حول الاهداف والنتائج، والجهات المحرضة والتي تقف خلف التخطيط لهذه الاحداث، وسط توجيه واضح لاصابع الاتهام لكل من “اسرائيل” والولايات المتحدة الاميركية بالوقوف خلف التطورات املا في تحقيق مخططاتها الخبيثة.

وفي هذا الاطار تبين المراجعة الموضوعية لمسار الاحداث والتطورات، جملة عوامل لا بد من التوقف عندها في اطار السعي لمعرفة حقيقة وواقع ما يخطط له، ومن ابرزها:

-الانزعاج التركي من صد سوريا ابوابها امام اي تفاوض او تطبيع، رغم كل المحاولات التي جرت والوساطات على هذا الخط، في ظل اصرار دمشق وثباتها على موقفها بان لا تفاوض مع انقرة قبل انسحاب قواتها من الاراضي السورية التي احتلتها.

-انعكاس الصراع الاوكراني-الروسي في سوريا، خصوصا بعدما بينت المعارك الحالية جدية التقارير التي كان سبقت وتحدثت عن نقل اسلحة وذخائر اوكرانية ومنها المسيرات، للجماعات المسلحة في مناطق ادلب، والتي يتم استخدامها اليوم على نطاق واسع في العمليات العسكرية.

- فتح تركيا للمعابر الحدودية مع سوريا امام تدفق المسلحين باعداد هائلة الى الداخل السوري للمشاركة في المعارك ضد الجيش السوري. فتنظيم جبهة النصرة الإرهابي والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه، ضمن ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» استكملت ما أجبرها سيدها على وقفه، فشن إرهابيوها هجوماً على امتداد محاور ريف حلب الغربي بعد ثبات طوال قيام الأصيل بدوره العدواني، هجوم قابله الجيش العربي السوري بتصدٍّ ومواجهة كبيرين ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين.

الجيش العربي السوري من جهته خاض اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «النصرة» وحلفائه في جبهات قتال الفوج 46 جنوب غرب حلب وصولاً إلى جبهة بسرطون وحتى قبتان الجبل والشيخ عقيل شمال غرب حلب، وتمكن من إيقاع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة بالإرهابيين.

وأكدت مصادر ميدانية بريف حلب الغربي، أن وحدات الجيش العربي السوري وبالتزامن مع تصديها لهجوم الإرهابيين ، استهدفت خطوط إمدادهم الخلفية بالمدفعية الثقيلة وبسلاح الصواريخ الموجهة، واستطاعت تدمير تحصينات ومواقع لهم مع آلياتهم بمن فيها من الإرهابيين على طول جبهات القتال، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة حتى تحرير هذا الخبر.

وذكرت المصادر أن صواريخ الجيش العربي السوري ومدفعيته الثقيلة، دكت خطوط إرهابيي «النصرة» الخلفية في محيط بلدات تقاد والأبزمو وكفر عمة وكفر تعال وتديل غرب حلب، وكذلك في محيط مدينتي الأتارب ودارة عزة، وخصوصاً في محور الفوج 111 شرق الأخيرة، حيث سقط عدد كبير من الإرهابيين بين قتيل وجريح.

بالتزامن، شن سلاح الجو في الجيش العربي السوري والطيران الحربي الروسي غارات مكثفة طالت مواقع ونقاط تمركز الإرهابيين عند محاور الهجوم وفي محيط الأتارب وقرب بلدة الواسطة غرب حلب، ودمر أهدافاً لهم عند دارة عزة وغرب قبتان الجبل، في وقت شلت راجمات الصواريخ حركتهم في قطاعات الجبهات على طول محاور القتال.

وأشارت إلى أن التنظيمات الإرهابية أطلقت وابلاً من الصواريخ باتجاه بلدتي نبل والزهراء شمال حلب، حيث أفادت مصادر طبية لـ«الوطن» بسقوط جرحى في صفوف المدنيين في البلدتين نقلوا إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج.

مصادر أهلية بريف حلب الغربي، أوضحت أن السكان نقموا على «النصرة» وباقي التنظيمات الإرهابية المتحالفة معه في «الفتح المبين»، لإرغامهم على النزوح من قراهم وبلداتهم إلى مناطق أكثر أمناً في ريف إدلب الشمالي بعد اشتداد المعارك في محاور سكنهم إثر تنفيذ الفرع السوري لتنظيم القاعدة عملية عسكرية برية شملت كل جبهات القتال غرب حلب.

ولفتت المصادر إلى أن «النصرة» أجبر أهالي بعض القرى والبلدات على هجرها أول أمس بعد استقدامه تعزيزات إليها لشن العملية العسكرية، إذ أرغم جميع سكان مدينة الأتارب على النزوح غرباً قبل بدء المعركة.

ونوهت إلى أن «النصرة» حول كل قرى وبلدات خطوط التماس إلى ثكنات عسكرية وأغلق معبر الغزاوية الذي يصل إدلب بريف عفرين الجنوبي الغربي، كما حول حركة المسافرين فيه إلى معبر دير بلوط، على حين ألغى العمليات الباردة في المشافي الميدانية ومشفى باب الهوى، واقتصرت العمليات على الجراحية بعد ازدياد أعداد المصابين في صفوف إرهابييه.

في الغضون، استهدفت مدفعية الجيش العربي السوري تجمعات إرهابيي «النصرة» بالقرب من بلدات آفس وسرمين وسان والنيرب ومعربليت بريف إدلب الشرقي، وفي محيط بلدات البارة وفليفل والفطيرة ودير سنبل في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وقرب بلدات العنكاوي والقرقور ومشيك وخربة الناقوس بسهل الغاب غرب حماة، وحققت إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين. وفي السياق استهدف الجيش بطيرانه المسيّر والحربي وبمدفعيته الثقيلة مواقع «النصرة» وحلفائه من الميليشيات المسلحة في ريفي حماة وإدلب.

وبيَّنَ مصدر ميداني أن الجيش استهدف بالطيران القتالي المسيّر مواقع الإرهابيين في آفس بريف إدلب، وبالمدفعية الثقيلة تحركات للإرهابيين ونقاط ارتكازهم في الزيارة والمشيك بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي البارة وكنصفرة وديرسنبل والفطيرة ومعربليت في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح المصدر أن كل المحاور في أرياف إدلب وحلب اشتعلت ، بضربات بواسل الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، مؤكداً أن زمن خفض التصعيد «انتهى» وعادت المعارك إلى جبهات حلب وإدلب، وأن الإرهابيين يتكبدون خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، رغم ادعائهم بالسيطرة على نقاط عسكرية لبث المعنويات في الإرهابيين الذين يصليهم الجيش ناراً حامية بكل صنوف الأسلحة، رداً على هجومهم على قوات الجيش في المناطق المحررة بريفي إدلب وحلب.

في غضون نجح الجيش السوري، الجمعة، في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقاً نفّذتها المجموعات المسلحة الإرهابية خلال الساعات الماضية، ضمن هجومها على نقاط للجيش في ريفي حلب وإدلب، والذي بدأ الأربعاء.

وأكد الجيش السوري أنّ قواته تستمرّ في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة، بالعتاد والجنود، بهدف منع خروق الإرهابيين.

كذلك، كبّد الجيش السوري التنظيمات الإرهابية خسائر فادحةً، بحيث أوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمّر عشرات الآليات والعربات المدرّعة، وأسقط ودمّر 17 طائرةً مسيّرة. وأوضح الجيش السوري أنّ التنظيمات الإرهابية، المنضوية تحت ما يسمّى بـ»جبهة النصرة»، تعتمد على مجموعات كبيرة من المسلحين الإرهابيين الأجانب، وتستخدم مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران المسيّر.

وقبل ساعات، استهدف الطيران الحربي السوري مقرّ قيادة لغرفة العمليات المشتركة للمسلحين في محيط مدينة مارع، شمالي حلب،.أما خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة، فاستهدف الجيش السوري خطوط الإمداد للجماعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، والتي تتوافد عبر المعابر مع تركيا.

يأتي ذلك بعدما بدأ الجيش السوري بامتصاص الهجمة القوية التي نفّذتها المجموعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، بحيث شنّ هجوماً معاكساً في اتجاه المواقع التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في جنوبي شرقي إدلب.

وكبّدت القوات السورية الإرهابيين خسائر كبيرةً، شملت 400 قتيل، على الأقل، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ إيغناسيوك، الذي شدّد على أنّ الجيش السوري «يقاتل بشراسة، بدعم من القوات الجوية الروسية”.

الى ذلك استشهد 4 طلاب وجُرح العشرات في مدينة حلب شمال سوريا، من جرّاء اعتداءات الجماعات المسلّحة على مدينة السكن الجامعي هناك.

وأفيد بأنّ السكن الجامعي في حلب تعرّض لقصف عنيف من الجماعات المسلحة، طال 4 وحدات سكنية بأكثر من 10 صواريخ ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى بين الطلاب.

بدوره، أكّد رئيس فرع اتحاد الطلبة في جامعة حلب، ياسر الجاويش، أنّ السكن الجامعي يتعرّض للقصف بشكلٍ متكرّر منذ مساء الخميس. وأوضح الجاويش في حديثه للميادين، أنّ القصف تسبّب بدمار كبير في الوحدات السكنية الجامعية ما اضطرّ إدارة الجامعة إلى إخلاء السكن الجامعي خشية على حياة الطلاب.  ورصد إخلاء السكن الجامعي، حيث أمنت رئاسة الجامعة وسائل نقل لمغادرة الطلاب السكن والعودة إلى مدنهم في ظل الأوضاع الحالية.

الخارجية السورية

سياسيا، أكد وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، أنّ الهجوم الإرهابي على مدينة حلب وريفها، الذي شنّه المسلحون بأعداد كبيرة منذ فجر الأربعاء، يأتي «في إطار خدمة أهداف مشروع كيان الاحتلال الإسرائيلي ورعاته”. وأضاف صباغ أنّ بلاده «لطالما حذّرت من التزامن المكشوف بين اعتداءات الاحتلال عليها، وهجمات الجماعات الإرهابية فيها».

وكانت وزارة الخارجية التركية، قالت ، إنّ أنقرة «تنفذ متطلبات الاتفاق بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب»، مضيفةً أنّها «تولي أهميةً كبيرةً لوحدة أراضي سوريا وسلامتها».

وتابعت بأنّه «من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب حالة أخرى من عدم الاستقرار وتجنّب تعرض المدنيين للأذى»، مشيرةً إلى أنّ الاشتباكات الأخيرة في شمالي سوريا، بعد الهجوم على نقاط تابعة للجيش السوري في ريفي إدلب وحلب، «أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوتر في المنطقة».

يُذكر أنّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، أكد في وقت سابق أنّ إعادة تنشيط الجماعات الإرهابية في سوريا هي “خطة أميركية - إسرائيلية، بعد هزيمة إسرائيل في لبنان وفلسطين».

وفي اتصال مع نظيره السوري، أبدى عراقتشي دعم بلاده المستمر للحكومة والشعب والجيش في سوريا في محاربة الإرهاب، وحماية المنطقة وإرساء الأمن والاستقرار.

الخارجية التركية

من جهته قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية، إن الاشتباكات الأخيرة في شمال سوريا أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه بالمنطقة، مشيرا إلى أن الحفاظ على الهدوء في إدلب والمناطق المحيطة، يمثل أولوية قصوى بالنسبة لتركيا.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة أونجو كيتشيلي، في بيان، أن الهجمات الأخيرة على إدلب بلغت مستوى «يهدد روح اتفاقات أستانا ويضر بعملها، فضلا عن تسببها في خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين». وأضاف المتحدث: «لقد وجهنا التحذيرات اللازمة على المنصات الدولية بضرورة وقف هذه الهجمات، إذ إن استمرار التصعيد في هذه المنطقة سيزيد من زعزعة الاستقرار». وأكد المتحدث أن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، مع التركيز على أهمية وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مشددة على أولوية مكافحة الإرهاب وضمان عدم زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، كما تشدد على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لمنع أي تصعيد جديد يؤثر سلبا على السكان المدنيين.

قاليباف

كما أكّد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن إيران والمقاومة ستبقيان إلى جانب سوريا أمام هذه المؤامرة الجديدة.

وكتب قاليباف، في منشور في منصة «أكس”، أنّ “عودة الجماعات الإرهابية التكفيرية وتحركاتها الأخيرة إلى سوريا هي مخطط أميركي إسرائيلي»، مؤكداً أن إيران والمقاومة ستبقيان إلى جانب سوريا أمام هذه المؤامرة الجديدة.

وشدّد على ضرورة أن «تأخد دول جوار سوريا الحيطة والحذر كي لا تقع في فخ المخطط الأميركي الإسرائيلي».

وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، خلال اتصال هاتفي بنظيره السوري بسام الصباغ، في وقتٍ سابق اليوم، أن إعادة تنشيط الجماعات الإرهابية في سوريا هي خطة أميركية صهيونية بعد هزيمة «إسرائيل» في لبنان وفلسطين.

وأكد الوزير الإيراني دعم بلاده المستمر للحكومة والشعب والجيش في سوريا لمحاربة الإرهاب، وحماية المنطقة، وإرساء الأمن والاستقرار.

كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أنّ حلب وإدلب وريفيهما جزء من مناطق خفض التصعيد، بموجب «اتفاقية أستانا”، موضحاً أنّ عملية الجماعات الإرهابية في هذه المناطق انتهاك صارخ للاتفاقية، وهو ما يعرض إنجازاتها الإيجابية لخطر أساسي. 

وذكّر بقائي بمسؤولية المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، محذراً من «تبعات التقاعس أمام عودة أنشطة الجماعات الإرهابية في سوريا، بما فيها نشر الفوضى والاضطرابات في المنطقة».

الأكثر قراءة

الرئيس المنتظر: هل تُحسم التسوية قريباً؟ اردوغان ينتظر ثمن ما في سوريا: هل تكون حلب الجائزة؟