على وقع العمليات العسكرية وتقدم الجيس السوري، بعد نجاحه في وقف مد القوى المسلحة نحو محافظة حماه، شهدت جلسة مجلس الامن الدولي المخصصة لبحث الملف السوري، اشتباكا اميركيا- روسيا ادى الى تعليق الجلسة، في وقت اتهمت فيه موسكو جهات خارجية بالوقوف وراء المسلحين ودعمهم.
فامس واصل الجيش السوري خوض الاشتباكات العنيفة ضدّ الجماعات المسلحة في ريف حماه الشمالي، مع وصول تعزيزات من فصائل المقاومة، كما نجح في ابعاد الجماعات المسلحة أكثر من 20 كلم عن أحياء مدينة حماة، وأخبار عن وساطة روسية تمكنت من إخراج طلاب من أكاديمية الهندسة العسكرية في حلب إلى مناطق آمنة.
تزامنا، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا عن تحييد نحو 100 مسلح وتدمير معدات عسكرية ومستودع ذخيرة في حلب وحماه وإدلب، وذلك خلال الساعات الـ24 الماضية.
فقد اشتبكت الولايات المتحدة وروسيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد في نيويورك، بسبب التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا، إذ اتهمت كل منهما الأخرى بدعم «الإرهاب». وشهدت الجلسة دعوة واشنطن مدير “الخوذ البيضاء”، وهي منظمة دفاع مدنية تطوعية تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، للمشاركة في الجلسة، وهو ما قوبل بمعارضة موسكو.
ودعا روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد في القتال في سوريا وحماية المدنيين. كما عبر عن قلقه من أن الهجوم تقوده هيئة تحرير الشام.
واتهم وود الجيش السوري بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلا إن «حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس”.
وفي تصريحات موجهة إلى وود، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا «ليست لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة”.
ورد وود متهما نيبينزيا بأنه «ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية»، لأن موسكو «تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم”. وأضاف أن «الولايات المتحدة حاربت آفة الإرهاب على مدى عقود، وستواصل فعل ذلك”.
وقالت المعلومات ان الجلسة لم تكن للخروج بنتائج معينة أو على الأقل ببيان، ووصف الجلسة بأنها كانت مواجهة وسجالا ساخنا وحادا بشكل رئيسي بين طرفين -الولايات المتحدة والغربية وإلى حد ما تركيا في مقابل النظام السوري وروسيا وإيران- مع وجود عدد من الدول بين الموقفين بشأن التطورات الجارية في شمال سوريا.
في المقابل، أشارت معلومات إلى أن روسيا وسوريا حمّلا الولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث بوقوفها وراء دعم فصائل المعارضة السورية.
وأضافت أن أغلبية الدول كانت تتحدث عن ضرورة الحل السياسي الشامل وفق قرارات الأمم المتحدة.
المبعوث الدولي
وقدّم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إحاطة للمجلس بشأن التطورات في الشمال السوري بالنظر إلى تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة.
وطالب بيدرسون في كلمته بالتحرك السريع نحو عملية سياسية جادة تشمل الأطراف السورية واللاعبين الدوليين الرئيسيين لمنع تفاقم الأزمة. وحذر المبعوث الدولي من أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا، وأكد أنه إذا لم يتم خفض التصعيد والتحرك نحو عملية سياسية، فستكون سوريا في خطر شديد.
وقد شهدت الجلسة دعوة الولايات المتحدة رائد الصالح مدير «الخوذ البيضاء»، وهي منظمة دفاع مدنية تطوعية تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، للمشاركة في الجلسة وهو ما قوبل بمعارضة من روسيا.
ونقلت وسائل إعلام تابعة للمعارضة عن الصالح قوله إن على المجتمع الدولي العمل لوقف انتهاكات النظام ضد السوريين.
من جانبه، اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك كلا من تركيا و «إسرائيل» بالوقوف وراء الهجمات التي تتعرض لها سوريا من قبل فصائل المعارضة منذ عدة أيام. وقال الضحاك إن الهجوم على شمال سوريا «لم يكن ممكنا تنفيذه من دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك، مهدت له اعتداءات إسرائيلية متكررة على الأراضي السورية”. واعتبر المندوب السوري أن حجم الهجوم ونطاقه «يوضحان الدعم الذي توفره أطراف إقليمية ودولية وجدت في الإرهاب أداة لتنفيذ سياستها الخارجية واستهداف الدولة السورية وزعزعة أمنها واستقرارها والتسبب بمعاناة أهلها”.
وامس قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن المسلحين الذين هاجموا حلب في سوريا «لم يكونوا ليقرروا ذلك لولا تحريض قوى خارجية”. وأشارت إلى أن هناك العديد من المقاتلين الأجانب في صفوف المسلحين، فضلاً عن الأثر الأوكراني.
وذكرت زاخاروفا أنه «ليس هناك شك أنهم (المسلحون) لم يكونوا ليقرروا مثل هذا العمل الجريء من دون تحريض ودعم كامل من القوى الخارجية التي تسعى إلى إثارة جولة جديدة من المواجهة المسلحة في سوريا، ودوامة من العنف”. كما لفتت إلى أن «العديد من المقاتلين الأجانب يقاتلون بجانب المسلحين الذين هاجموا سوريا، من بينهم أشخاص من مناطق الاتحاد السوفياتي السابق، فضلاً عن الأثر الأوكراني”.
وفي هذا الإطار، قالت إنّ «روسيا تَدين الهجوم الذي شنّه مسلحو هيئة تحرير الشام المصنفة كمنظمة ارهابية».
وفي وقت سابق ، أفاد موظف في شركة عسكرية، بأنّ المجموعات المسلحة في سوريا يجري تدريبهم من قبل مدربين أوكرانيين، ويعتمدون تكتيكاتهم.
وكان اتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أوكرانيا بتقديم دعم عسكري، خاصة بالطائرات المسيرة، لمقاتلي فصائل المعارضة السورية في الهجوم الواسع الذي تشنه على قوات النظام السوري وحلفائه في شمال غربي سوريا ، والذي سيطرت خلاله على مساحات واسعة، من بينها مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد.
وقال نيبينزيا في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد في سوريا «نود لفت الانتباه خصوصا إلى وجود آثار يمكن التعرف اليها تشير إلى ضلوع المديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية في تنظيم الأعمال العدائية وتزويد المقاتلين بأسلحة في شمال غربي سوريا”. وأضاف «نشير إلى تحديد هوية مدربين عسكريين أوكرانيين كانوا يدربون مقاتلي هيئة تحرير الشام على العمليات القتالية”.
وزعم السفير الروسي أن «مقاتلي هيئة تحرير الشام لا يخفون حقيقة أنهم مدعومون من أوكرانيا فحسب، بل يتباهون بذلك»، متهما أوكرانيا بتزويدهم بطائرات مسيرة على وجه الخصوص. وأضاف أن «التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين المدفوعين بالكراهية لسوريا وروسيا مستمر لتجنيد مقاتلين في القوات المسلحة الأوكرانية وتنظيم هجمات ضد القوات الروسية والسورية في سوريا”.
ميدانيا، تواصل قوات الجيش السوري، المنتشرة على طول محاور الاشتباك في ريف حماه الشمالي، خوض معارك ضارية، ضدّ التنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لما يسمى بـ»هيئة تحرير الشام”.
وبحسب ما أكده مصدر عسكري سوري، يستهدف الجيش تجمعات الإرهابيين في العمق وأرتالهم على جميع محاور التحرك، عبر نيران المدفعية والصواريخ والطيران الحربي السوري - الروسي المشترك. وأوقع الجيش السوري في صفوف الإرهابيين ما لا يقلّ عن 300 قتيل، بينهم من هم من جنسيات أجنبية، وأسقط ودمّر ما يزيد على 25 طائرةً مسيّرة.
وأشارت المعلومات إلى أن مدينة حماة تشهد، يوم عمل طبيعياً بعد ليلة قاسية جداً نتيجة حملة إعلامية مضللة طالبت الأهالي بالتزام المنازل، فيما أفاد بسماع دوي المعارك التي ابتعدت 20 كلم عن المدينة بعد تراجع المسلحين باتجاه ريف حماة الشمالي الغربي. ولفتت مصادر ميدانية من قلب مدينة حماة إلى أن عدد المسلحين القتلى هذا الأسبوع تجاوز 1600 من جبهة «النصرة» وباقي تنظيماتها.
في السياق نفسه، وبعد نجاح الجيش السوري في إبعاد الجماعات المسلحة أكثر من 20 كلم عن أحياء مدينة حماه، أفادت المعلومات بخوض الجيش السوري اشتباكات عنيفة مع الجماعات المسلحة عند جسر محردة وبلدتي خطاب ورحبة خطاب، شمالي غربي حماه.
أما في شمالي وشمالي شرقي حماه، فشنّ الجيش السوري قصفاً صاروخياً ومدفعياً وغارات على مواقع المسلحين.
وفي الشمال الشرقي، خاض اشتباكات مع الجماعات المسلحة على محور بلدة المباركات، بينما واصل تصديه لهجومها على محور بلدة المجدل شمالاً. ونقل أيضاً أنّ اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري والمسلحين، خلف جبل زين العابدين، الذي يقع على بعد نحو 18 كلم من حماه.
يُذكر أنّ الجماعات المسلحة تحاول الالتفاف على حماه، والوصول إلى جبل زين العابدين في أطراف المدينة، إذ إنّه يُعدّ منطقةً مرتفعةً جداً، وهو مشرف على حماه، على نحو يمكّن من السيطرة عليها نارياً بصورة كاملة.
في غضون ذلك، بدأ محور المقاومة بإرسال قوات إلى جبهات القتال ضدّ الجماعات المسلحة، كما نقل رصد وصول تعزيزات من فصائل المقاومة، ونقل عن مصادر تأكيدها أنّ مزيداً من التعزيزات سيصل تباعاً، إلى مختلف المحاور. بالتوازي مع ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى قاعدة حميميم.
من جهته أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، عن تحييد نحو 100 مسلح وتدمير معدات عسكرية ومستودع ذخيرة، خلال الساعات الـ24 الماضية، في محافظات حلب وحماه وإدلب السورية. وفي التفاصيل، تم تنفيذ هجمات صاروخية على أماكن تجمّع ونقاط مراقبة وملاجئ للمسلحين ومواقع أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة ومستودعات ذخيرة، بالإضافة إلى أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لهم، وذلك خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب ما أعلنه أوليغ إيغناسيوك، نائب مدير المركز الروسي للمصالحة، في مؤتمر صحافي.
يتم قراءة الآن
-
هل تطيح التباينات الاميركية الفرنسية جلسة 9 كانون الثاني؟ الخطوط مفتوحة بين الجيش والمقاومة والمغتربون عائدون الى لبنان... ماذا لو سقطت حماة وحمص ووصل الجولاني الى جرود عرسال ووادي خالد؟
-
سقوط سوريا سقوط روسيا وايران
-
هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟ مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب
-
لحظة الصراع الكبرى حول سوريا
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:16
"معاريف" عن بن غفير: لن أدعم صفقة غزة لأنها غير شرعية
-
11:14
حماس: لا بديل عن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وصفقة تبادل
-
11:13
حماس: مقتل المزيد من أسرى الاحتلال على يد جيشهم يؤكد فشل نظرية نتنياهو بتحريرهم بالقوة
-
11:12
حماس: اعتراف "جيش" الاحتلال بمسؤوليته عن مقتل 6 من الأسرى يؤكد صحة رواية الحركة وبطلان رواية الاحتلال
-
11:07
حماس: اعتراف "جيش" الاحتلال بمسؤوليته عن مقتل 6 من الأسرى يؤكد صحة رواية الحركة وبطلان رواية الاحتلال
-
10:48
"الوكالة الوطنية": عملت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية على سحب جثث عدد من الشهد.اء من بعض المباني التي دمرتها اسـ.رائيل في بلدة شمع