اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

العواصف الكبرى تحاصر المنطقة، والأحداث التاريخية تتلاحق، والانظار مصوبة نحو العراق، وكيف ستتصرف إدارة ترامب ؟ وهل سيتم إعادة تحريك «الدواعش» في الموصل وكركوك ؟ وماذا نقل قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا بعد زيارته الى دمشق، الى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حتى يتوجه الأخير مباشرة إلى الأردن ويلتقي الملك عبدالله الثاني، وما لبث أن طار ملك الاردن فورا إلى الإمارات للاجتماع مع الشيخ محمد بن زايد، ثم عاد إلى عمان. وبعد عودة السوداني الى بغداد، وصل وفد من وزارة الخارجية الأميركية برئاسة وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية لعقد اجتماع جديد مع السوداني، اعقبه اتصال هاتفي من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس الحكومة العراقية، وتزامن ذلك مع اتصالات بين العراق ومصر، ثم ما لبث ان وصل رئيس أركان الجيش البريطاني إلى بغداد، وبعده وزير الدفاع الألماني، وتوجت الحركة الديبلوماسية بالزيارة المفاجئة غير المعلن عنها لوزير الخارجية الأميركية.

ما الذي يجري بالضبط؟! وهل هناك طبخه جديدة تتعلق بالعراق عبر تحريك «الدواعش» ؟ ومن بعدها انشاء تحالف دولي ضد الحوثيين، بهدف «تقليم « اظافر محور المقاومة، وصولا الى ايران. هذا السيناريو الخطير يستدعي تعميم الفوضى البناءة في العراق واليمن، واغراقهما في بحور من الدماء والدموع من اجل «اسرائيل» و «الشرق الاوسط الجديد».

هذا السيناريو الخطير، سيواجه من قبل الحكومة العراقية والحشد الشعبي وكل القوى الفاعلة، بحسب المتابعين للتطورات السياسية المتسارعة في المنطقة، وظهر ذلك من خلال زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالج الفياض إلى الحدود العراقية – السورية، والتأكيد على وحدة العراق، والاستعداد لاي احتمالات ميدانية، والحرص على الانجازات العراقية في ظل التطورات السورية. واكد الفياض ان الحشد الشعبي لن يالو جهدا في ردع كل من تسول له نفسه المس بامن العراق، ويجب أن نكون قاطعين كحد السيف، في وجه من يريد العبث بمحافظة الانبار.

وبدوره كشف رئيس جهاز الامن الوطني العراقي ابو عبد البصري عن توجه «قسد» والفصائل الإرهابية في سوريا الى اطلاق «الدواعش» من السجون السورية، وتحديدا العراقيين منهم، ونشرهم على الحدود العراقية - السورية، مقدمة لنشر الفوضى ومهاجمة القوات العراقية.

وفي المعلومات، ان المسؤولين الاميركيين نقلوا إلى السوداني معلومات عن تحضيرات لـ «داعش» والارهابيين للانتشار في دير الزور ومنطقة القائم، على الحدود العراقية مباشرة لتنفيذ هجمات داخل العراق، وابلغ الاميركيون المسؤولين العراقيين تنصلهم من ممارسات «قوات سوريا الديموقراطية» تجاه العراق، ومن المخططات الإرهابية، مع التأكيد بان واشنطن لن تسمح بعودة «داعش» الى البادية السورية.

الصورة غامضة جدا في المنطقة، والانظار مصوبة الى العراق حاليا بعد التطورات السورية وسيطرة «هيئة تحرير الشام» مع وجود 70 فصيلا مسلحا من مشارب مختلفة، كل واحد يعمل على هواه ، هناك فصائل تسعى لان تكون دمشق ارض الخلافة، آخرون يريدون حكما اسلاميا، اما «داعش فتركيزها «على العراق.

والاسئلة المطروحة، كيف ستتعامل «هيئة تحرير الشام» مع المسلحين الاسلاميين من كل اصقاع الأرض؟ كيف سيتم التعامل مع 5000 مسلح من الايفور، الذين نفذوا كمينا ضد «هيئة تحرير الشام» وقتلوا 15 عنصرا، مع ممارسات وحشية على الساحل السوري ؟ مصادر متابعة اكدت انه في ظل هذه الفوضى، من الطبيعي ان يعم القلق الدول المجاورة لسوريا من هؤلاء المسلحين ومشاريعهم، وما فاقم القلق الاجتياح «الاسرائيلي» لكل جنوب سوريا،وصولا الى مشارف دمشق، وابلغ «الاسرائيليون» وجهاء القرى الذين دخلوها البقاء فيها، ووعدوهم بان منطقة الجولان سيعمها الازدهار والمشاريع الكبرى وتحديدا السياحية، وان المنطقة ستخضع للقانون «الاسرائيلي».

هذا من جهة الجنوب، اما في الشمال، تضيف المصادر فالسيطرة التركية باتت واضحة مع دفع المزيد من القوات العسكرية الى الداخل السوري، من اجل اجتثاث «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد )، والسيطرة على منابع النفط الواقعة تحت حكم الاكراد الذين يسيطرون على الاراضي الغنية، ويتحكمون بـ 80% من الثروة السورية، ولن يقبل الاتراك بهذه المعادلة، لكن اصرارهم على اجتثاث «قسد» يواجه بـ «فيتو» اميركي - روسي.

هذه الصورة حسب المتابعين لتطورات المنطقة، تؤكد بان حكم «هيئة تحرير الشام» سيكون محصورا بدمشق وحمص وحماة، كما ان النوايا الجيدة لابو محمد الجولاني ومواقفه المعتدلة من التعامل مع العهد القديم، والتأكيد على تحسين الاقتصاد ورفع شعار «سوريا للسوريين» ورسائله المطمئنة في هذا المجال، لا تكفي لمعالجة هواجس الدول المجاورة. وما نشر عن التجاوزات الكبيرة والاعدامات في حماة واللاذقية وبعض المناطق اثار قلقا عالميا، واكدت المصادر ان الجولاني لايملك السيطرة على الفصائل المسلحة مطلقا والزامها القاء سلاحها، والقرار في هذا المجال لتركيا التي تملك كل المفاتيح في الشمال، وهمها الاول القضاء على الاكراد والحاجة لكل الفصائل المسلحة لانجاز المهمة .

المشهد السوري بدل كل شيء، ولا بد من الانتظار والترقب لمعرفة اتجاهات الرياح وكيف ستكون المرحلة الانتقالية، المؤشرات غير مشجعة، والايدي على الزناد.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين