التعامل مع المقاومة كطرف مهزوم
سيُجبرها على إثبات انها ليس كذلك؟!
لماذا يشعر "الثنائي الشيعي" بقلق لم تبدده الكلمات الواضحة والصريحة من قبل رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، بعدم وجود نية لاقصاء المكون الشيعي سياسيا، والحرص على "الشراكة" الوطنية؟
السبب واضح ولا يقبل اي التباس:
- اولا : السياسة لا يمكن ان تكون فقط بالنيات الطيبة.
- ثانيا: الامور ليست بيد الرجلين، اللذين قد لا يكونان قادرين على مواجهة الضغوط الخارجية، التي تدفع الى احداث انقلاب في المنطقة.
ثالثا: اذا كان "المكتوب يُقرأ من عنوانه"، فان سقوط اول تفاهم مع الدول الراعية لانتخاب عون قبل ان يجف "الحبر" الذي كتب به، ودون ان "يرف جفن" الاطراف التي صاغته، كلها مؤشرات لا تدفع الى الاطمئنان، في ظل هجوم اميركي –"اسرائيلي" لم يتوقف، ويعمل على الاستثمار بالوحشية "الاسرائيلية" لتغيير وجه الشرق الاوسط. ويبدو واضحا ان لبنان في قلب هذا المشروع.
هكذا تختصر مصادر مقربة من "الثنائي" المشهد، وتشير الى ان المشكلة ربما ما كانت لتقع، لو ان الرعاة الاقليميين والدوليين وضعوا على "الطاولة" شروطهم بوضوح ، ولم يعمدوا الى الخداع في سبيل تظهير هزيمة سياسية للمكون الشيعي، تبدو متعمدة في ملف تسمية رئيس الحكومة، وهو اسّس لعلاقة من انعدام الثقة. فيما القاسم المشترك في خطاب القسم والتصريحات الاولية لنواف سلام، هو ملف "حصرية السلاح" بيد الدولة، وذلك على بعد ايام من عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث ساهم تدخل مستشاريه في اجبار "اسرائيل" على وقف النار في لبنان، والعمل جار بضغط منه على إتمام صفقة غزة، تحضيرا لطرح طبعة جديدة من "صفقة القرن"، وهو ما يبدو ان بعض القوى السياسية اللبنانية تلاقيه في "منتصف الطريق".
وسواء كان ترامب بالفعل "رجل الصفقات" أو رجل التصعيد بوجه إيران، فانه يمثل الوجه "القبيح" لاستعمار يطل برأسه من جديد، ويجري العمل على ان تكون "اسرائيل" القوة المهيمنة في الشرق الاوسط. ووفقا لتلك المصادر، لا ينفصل الملف اللبناني عما يدور في غزة من مشاريع مستقبلية، يجري الحديث عنها علنا ودون مواربة، فيما تقال همسا حيال الملف اللبناني، فهناك يربط الهدوء في القطاع بخطة دولية لإعادة الإعمار، حيث ستضخ دول الخليج الأموال شريطة مغادرة حماس السلطة.
وهذا المقترح جزء من صفقة يطمح إليها ترامب، للسير مجددا بملف التطبيع بين "اسرائيل" السعودية، وفرضه وتعميمه على دول المنطقة، وهذا الامر لا يمكن ان يمر في لبنان دون اضعاف حزب الله "وشيطنته" عبر اخراجه من السلطة، او فرض شروط مجحفة لاحراجه واخراجه ومعه حركة "امل".
وفي هذا السياق، يعتقد "اعداء" حزب الله في الداخل ان انتخاب عون رئيسا للجمهورية وتكليف سلام تشكيل الحكومة، يشكّل انقلاباً كبيراً في وضع البلاد السياسي، وهو انعكاس لاختلال التوافق والتوازنات الاقليمية. وهنا تكمن مخاوف ديبلوماسي عربي اعرب عن قلقه، لان التوافق الذي عمل على رعاية سنوات الاستقرار في لبنان، انتهى، مما ينذر بدخول البلاد في مرحلة جديدة من التشنّج والصراع ، لا سيما إذا حاولت واشنطن وحلفاؤها فرض احتكار الدولة للسلاح في لبنان، دون التوقف عند "هواجس" حزب الله، او معالجة الملف ضمن استراتيجية دفاعية وطنية، وهذا الملف سيكون مرتبطا الى حد كبير بكيفية تعامل دونالد ترامب، مع الملف الايراني.
في الخلاصة، لا قلق لدى "الثنائي" من شخص الرئيس جوزاف عون او رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، فهما لم يظهرا انهما ذاهبان الى الصدام كما يتمنى من صوتوا لهما. وتجربة عون في قيادة الجيش ممتازة ولا تشكل اي "نقزة"، وتجربة سلام في محكمة العدل الدولية تبقى تجربة مشرفة ايضا، لكن يبقى الاهم هو ان كان بمقدروهما ان يضعا لبنان بعيدا عن الإملاءات والضغوطات الخارجية.
ما سيتخذه سلام من قرارات في تأليف الحكومة سيكون المعيار لحكمته، والوعود التي اطلقها ساعة التكليف، وحقيقة فهمه للواقع اللبناني الداخلي. لكن ماذا سيفعل عندما يكتشف بعد فترة وجيزة ان بعض من سموه سيضعون عقبات غير قليلة في طريقه، قد تؤدي الى افشال مهمته؟ وماذا سيفعل ايضا عندما يكتشف ان الخارج ليس "جمعية خارجية"؟ رد فعله ورد فعل رئيس الجمهورية سيجعلان الطريق معبدا امام العهد الجديد، اذا اختارا الحفاظ على التوازنات الداخلية ورفضا الضغط الخارجي، ولهذا الموقف ثمن. او بامكانهما جعل الامر أصعب واخطر مما يعتقدان، اذا رضخا لهذا الضغط، وذلك لسبب بسيط، فمن يريد ان يتعامل مع "الثنائي" بانه طرف مهزوم سيفرض عليهما حكما ان يثبتا للداخل والخارج انهما لم يهزما، وعندئذ تدخل البلاد في "نفق" لا يعرف احد كيفية الخروج منه. فهل "تبرد بعض الرؤوس الحامية في لبنان والخارج"؟!
يتم قراءة الآن
-
كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!
-
عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس
-
كرة النار أمام القصر وأمام السراي
-
مَن جاء بنواف سلام وأطاح بميقاتي... وما هي حكاية سيناريو الليل والفجر ؟ كيف انقلب الملتزمون على وعودهم؟ وما هي اجواء الإشارات الخارجيّة ؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: أرحب باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وآمل أن يفتح الباب أمام السلام والاستقرار الدائمين للفلسطينيين والمنطقة، وتركيا ستواصل الوقوف مع شعب غزة ودعمه بكل الوسائل.
-
23:32
وكالة الأنباء الأردنية: الأردن يرحب بإعلان التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة.
-
23:31
18 شهيداً ومصابون في قصف جوي "إسرائيلي" استهدف منزلا بالقرب من نقابة المهندسين غربي مدينة غزة.
-
23:08
السيسي: مصر داعمة للسلام العادل ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين.
-
23:07
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: لا بد من احترام اتفاق وقف النار في غزة ويجب إيجاد حل سياسي عقب تنفيذ الاتفاق.
-
23:07
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: الاتفاق هو ثمرة جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أميركية، ويجب الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن.