اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لكي يكون عهدٌ جديد

تحدّي العهد الجديد أنّه دَينٌ مُستحقُّ السداد من لحظة أداء القسم . الدوغون من جحور "الشرّ المنظّم" يعرفون يقينًا انّ منظومة الفساد في لبنان، والتي هي احد فروه هذا الشرّ المالىء الدنيا، هي جحيمْ لبنان، وانّ الساسة وارباب المال المنتفعين منها، هم حرّاس ابواب الجحيم، الذي نحن فيه.

ويعرف الذين يتّقون الله في خلقه ان لا الَه لهذه المنظومة الّا "يهوه"، ما غيره او من والاه . مع جوزاف عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نوّاف سلام، تكرّر وعدٌ قاطع بمحاربة الفساد بسلاطينه وحرّاسه، والمنتفعين من اوخامه.

كان ملفتا في خطاب الرئيس المكلّف كلامٌ عن "عدالة متجذّرة". عدالةٌ كانت حلم اللبنانيين ولا تزال منذ الاستقلال حتّى قيام الساعة: ساعة الحق واستعادة الحقوق المنهوبة. فهل ينجح جوزاف ونوّاف بايصالنا الى تلك الساعة؟ الايمان قويّ، ولكن من دون رهان.

 فجوزاف عون الواصل الى الرئاسة بانتخاب لا بانقلاب، سيواجه صعوبة قصوى في اقصاء حرّاس هيكل الفساد. ويصعب بالتالي اكثر على نوّاف سلام استكمال المهمّة بتطهير داخل الهيكل من التجّار الفجّار، من الباعة على تنوّعهم ومن المفاعي، ومن ابناء الافاعي.

انّ ما تعهّد عون الجديد القيام به في خطاب القسم، يحتاجُ انجازُه الى ما هو أبعد حتّى من انقلاب، يحتاج الى ثورة كاملة الاوصاف.

صلاحيّات الرئاسة الأولى محدّدة ومحدودة، بحيث لا يمكن للرئيس ان يقفز فوقها، ويحقّق ما تقتضيه حاجةُ اصلاحٍ منشودٍ، كشرطٍ للحفاظ على الوجود، على ما تبقى من الوجود. فما العمل في مثل هذه الحال؟ في غياب معرفةٍ يقينية بخلفيّات عون واستعداداته المقيمة في اعماق وجدانه وتطلّعاته، لا يبقى امام حالمٍ مثلنا بالثورة على كل هذا العفن المتراكم الّا سؤالٍ على املٍ ورجاء: هل يقوى من دون قفزة نوعية، ان يحارب منظومةَ الفساد، مَن أتى به روّادها الى حيث يمكنه لو اراد أن يشنّ حربَه عليهم؟ حرب انقاذ لبنان من فاسديه؟ التحدّي غير مسبوق، والتصدّي يحتاج الى قائدٍ ثائر، لا الى مجرّد رئيس يراعي الخواطر.

جوزاف عون! عيون الناس عليك، اقدمْ فعينُ التاريخ ترعاك، فاحجز مكانًا مُعدًّا لكَ فيه.

الأكثر قراءة

سلام متمسك بصلاحياته: لست «ليبان بوست»... عقبات امام التأليف؟ التعيينات الأمنية على نار حامية... هل تبدأ المداورة من المراكز الهامة؟ ماكرون لفريقه: مؤتمر لإعادة الاعمار في بيروت بحضور دولي