لدى اندلاع الحرب في غزة، حذّر زعيم منظمة «جي ـ ستريت» اليهودية (الليبرالية) جيريمي بن عامي، السفير «الاسرائيلي» في واشنطن مايك هرتسوغ من ذلك اليوم «الذي يقول لكم فيه الرئيس الأميركي لقد باتت «اسرائيل» عبئاً علينا»، لا نستبعد أن يفكر دونالد ترامب هكذا. ولكن هل ترك ملوك التوراة أي باب أمام «الاسرائيليين» ليمدوا أيديهم، لا أظافرهم الى الآخرين ؟
كلهم قالوا انهم، بالقضاء على العرب، انما ينفذون وصايا الله باعتباره «رب الجنود». تصوروا الله بقبعة الماريشال مثلاً، وأن الملائكة بأجنحة مسننة. من يتوغل في الميثولوجيا العبرية، يلاحظ مدى تأثر العبرانيين في تشكيل صورة إلههم، بنظرة الأساطير القديمة للآلهة، لا سيما آلهة النار.
الثلاثاء المقبل، بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي. أول زعيم أجنبي يلتقيه دونالد ترامب منذ بدء الولاية الثانية. لا نتصور أن المضيف ينظر الى الزائر أكثر من كونه «الصبي الأميركي». كل ما فعله زعيم «الليكود» وهو يمتطي ظهر جو بايدن، أنه شق الطريق بالجثث أمام ترامب، لكي يحقق خطته الخاصة بالاطباق الكامل على الشرق الأوسط، من خلال ذلك الشعار الماورائي «ميثاق ابراهيم»!
ولكن لا دول معادية لأميركا في المنطقة. الكل داخل الملكوت الأميركي أو هم يدقون على بابه. التلفزيون السوري لم يبث أي صورة للقاءات ميخائل بوغدانوف، وهو مبعوث القيصر، في دمشق، ما يعني أن على الروس أن يحزموا حقائبهم ويغادروا قاعدة حميميم الجوية، وقاعدة طرطوس البحرية. ما نستشفه من مواقف رئيس الادارة الجديدة أحمد الشرع أنه جاهز لكي يتجول مع بنيامين نتنياهو في حارات المدينة، وأن يهلل لهما الآلاف بعدما قضت الديكتاتوريات والتوتاليتاريات على روح دمشق، التي كما لو أنها تستضيف ضريح أبي لهب لا مقام محيي الدين بن عربي...
عادة كان المسؤولون «الاسرائيليون» حين يزورون البيت الأبيض، يشتكون من الأخطار التي تهدد وجود «اسرائيل» للحصول على الأسلحة الأشد فتكاً والأشد هولاً، كما لو أن الرؤساء الأميركيين لا يدرون بمدى الاختلال الهائل في موازين القوى. لكنه الشبق التوراتي الى القتل. دائماً كانت، وما زالت، الحجة الأميركية «أننا نحافظ على تفوق «اسرائيل»، لكي لا تصل في اي وقت الى اللحظة النووية. ما الفارق بين القنبلة النووية وآلاف الأطنان من القنابل التي استعملت في غزة وفي لبنان ؟
أكثر بكثير من أن تكون هيروشيما هنا وهناك. ما نعلمه أنه كان باستطاعة المقاومة في لبنان الحاق أضرار هائلة بالقواعد الجوية في «اسرائيل»، لكي تحد من جنون القاذفات. هكذا راحت رئاسة الأركان تبحث عن قواعد بديلة في قبرص، وفي الأردن، وفي أذربيجان. ما الذي حصل ؟ لن نسأل. قد يكون الجواب في اغتيال السيد حسن نصرالله. الأيام تحكي...
دونالد ترامب ليس بحاجة الى «اللوبي اليهودي». هو في شخصه «اللوبي اليهودي»، بقدر ما يعتبر نفسه اللوبي الأميركي في أميركا. يعلم ما يعنيه وجود مئات الرؤوس النووية في الترسانة «الاسرائيلية»، وأن بالامكان تحويل كل العواصم العربية، وخلال 100 دقيقة، الى أنقاض. لكن الرجل يتعامل مع الحلفاء قبل الأعداء، كرجل أعمال لا حدود لشراهته الى المال. هو الأمبراطور الأعظم في الأمبراطورية العظمى. ماذا يمكن أن يطلب من «اسرائيل» التي هي الدولة الحليفة التي تأخذ ولا تعطي. الرئيس الأميركي الحالي يريدها أن تعطي.
«اسرائيل» هي الأداة الأميركية (أو حاملة الطائرات الأميركية). ترامب، وبحسب مستشاره السابق ستيف بانون «الجرذ الذهبي»، الذي يشتم رائحة الذهب ولو على سطح المريخ. شايلوك الأميركي يريد الكثير من شايلوك «الاسرائيلي»ن الذي ورث لعبة المال منذ زمن القبائل التائهة في الصحارى.
العين على السعودية، وهي الفردوس المالي، لكن المملكة تشترط الدولة الفلسطينية كمدخل الى التطبيع. هذا ما يحمل المعلقين من أهل اليمين على التساؤل «هل يريد محمد بن سلمان أن تقوم الدولة الفلسطينية على أنقاض الدولة اليهودية» ؟ تصوروا ذاك الخيال الهيستيري لدى القتلة...
بديهي أن ننتظر الأسوأ من لقاء الثلاثاء، وان قيل لنا «تفاءلوا» لأنه الـ Pax Americana لا الـPax isreliana. ولكن ماذا حين يدعو سكان غزة الى التوجه نحو مصر والأردن، دون أن يدرك ما معنى أن يوجد كائن بشري ما على أرض. نانسي بيلوسي وصفت ترامب بـ «راقص الأرصفة» لأنه عالق في الهواء، ولا ينتمي الى أي أرض.
على كل، الرئيس الأميركي المعني بأن يكون الشرق الأوسط بين يديه، لاستخدامه تكتيكياً أو استراتيجياً في اللحظة المناسبة (نحن لسنا أكثر من أشلاء بشرية)، ينظر الى ما هو أبعد بكثير. صراع الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين، أي أننا سنكون أمام «الميثولوجيا الكبرى في التاريخ»، أو بعد التاريخ.
هذا ما يخيف «اسرائيل»، التي قد لا يكون لها مبرر للبقاء، بحسب المؤرخ شلومو ساند. هل يكون لنا من بقاء ما دمنا أسرى معادلة الحلال والحرام ؟ حالنا حال الدراجات النارية...
يتم قراءة الآن
-
بري متخوف من «مفاجأة اسرائيلية» قبل 18 شباط... واستنفار امني سلام يقرر العودة الى المعايير المقتنع بها في تشكيل الحكومة جنبلاط متشائم من تصريح ترامب بتهجير الفلسطينيين لمصر والاردن
-
شايلوك الأميركي وشايلوك "الإسرائيلي"
-
الجميع مُعترض إلا الثنائي : "القوات" تلوّح بالمقاطعة... وسلام يَعِد "الاعتدال" خيراً : "خلينا نشوف" ! كرامي لسلام : لوحدة المعايير على قاعدة "ظلم بالسوية عدل بالرعية" ! زيارة مُتوقعة اليوم للرئيس المكلف الى بعبدا... فهل يفعلها سلام ؟
-
صراع الحقائب والأسماء يؤخر ولادة الحكومة تشكيل الحكومة نهاية الأسبوع أو مطلع القادم «الاثنين الحاسم»: الوسيط الأميركي في بيروت لقيادة اجتماع «الخماسية»
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
17:27
مسّيرة إسرائيلية تستهدف 3 حّفارات في بلدة الطيبة كانت تعمل على انتشال جثامين شهداء
-
17:23
الجيش الاسرائيلي نفذ عملية نسف في كفركلا
-
17:09
التحكم المروري: حركة المرور ناشطة على التقاطعات من ميرنا الشالوحي في اتجاه نهر الموت
-
16:58
مسيرة إسرائيلية استهدفت محيط حسينية الطيبة جنوب لبنان
-
16:37
الجيش الإسرائيلي يُطلق النار على مواطنيْن يتفقدان مزرعتهما في رميش
-
16:18
إعلام فلسطيني: اشتباكات عنيفة بمخيم جنين مع توغل قوات إسرائيلية