اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، وهو لا يقتصر فقط على اضطراب مستويات السكر في الدم، بل يمتد ليشمل تأثيرات أوسع في صحة الجسم، من بينها نقص الفيتامينات والمعادن. أظهرت دراسات حديثة أن المصابين بالسكري، سواء من النوع الأول أو الثاني، يعانون بشكل متزايد من نقص في العناصر الغذائية الأساسية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض المرتبطة بالمرض وزيادة خطر المضاعفات.

يرجع هذا النقص إلى عدة عوامل، من أبرزها التأثيرات الأيضية للسكري نفسه، والتي تؤثر في امتصاص الفيتامينات والمعادن واستقلابها. على سبيل المثال، يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى زيادة فقدان المغنيسيوم عبر البول، مما يجعل مرضى السكري أكثر عرضة لنقص هذا العنصر الضروري لوظائف العضلات والأعصاب. كذلك، يرتبط نقص فيتامين B12 باستخدام بعض أدوية السكري مثل "الميتفورمين"، الذي قد يؤثر في امتصاص هذا الفيتامين في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى مشكلات عصبية مثل التنميل وضعف الأعصاب الطرفية.

إلى جانب ذلك، يؤدي النظام الغذائي دورًا رئيسيًا في تحديد مستويات الفيتامينات والمعادن لدى مرضى السكري. في بعض الحالات، يتبع المرضى حميات غذائية صارمة تقلل من تنوع العناصر الغذائية، مما قد يؤدي إلى نقص فيتامينات مثل فيتامين D، الذي يرتبط بمقاومة الأنسولين وصحة العظام، وكذلك فيتامين C الذي يُعرف بأهميته في تعزيز المناعة وتقليل الالتهابات. كما أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود مستويات منخفضة من الزنك لدى مرضى السكري، وهو عنصر مهم في تحسين استجابة الأنسولين وتقليل الإجهاد التأكسدي.

المضاعفات المرتبطة بنقص الفيتامينات والمعادن لدى مرضى السكري قد تكون خطرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب. فمثلاً، نقص المغنيسيوم قد يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية، بينما قد يؤدي نقص فيتامين B12 إلى تفاقم مشاكل الأعصاب الطرفية الشائعة بين مرضى السكري. من هنا، يوصي الخبراء بضرورة المتابعة الدورية لمستويات الفيتامينات والمعادن لدى المرضى، وإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن أي نقص محتمل ومعالجته عبر النظام الغذائي أو المكملات الغذائية عند الحاجة.

في ضوء هذه الحقائق، يصبح من الضروري أن يتبنى مرضى السكري استراتيجيات غذائية متوازنة تحافظ على توازن الفيتامينات والمعادن في الجسم. ينصح الخبراء بتناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل الخضروات الورقية والمكسرات، والأطعمة الغنية بفيتامين B12 مثل الأسماك واللحوم، بالإضافة إلى التعرض الكافي لأشعة الشمس للحفاظ على مستويات جيدة من فيتامين D. كما أن استشارة اختصاصيي التغذية والأطباء بشأن المكملات الغذائية قد يكون خيارا ضروريا في بعض الحالات لضمان عدم حدوث أي نقص يؤثر في صحة المريض بشكل عام.

في النهاية، تؤكد هذه الدراسة على أهمية التوعية بشأن نقص الفيتامينات والمعادن لدى مرضى السكري، خاصة في ظل التأثيرات المتعددة لهذا المرض في عمليات التمثيل الغذائي وامتصاص العناصر الغذائية. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وإجراء الفحوصات الدورية، والاستعانة بالمكملات الغذائية عند الحاجة، يمكن للمرضى تحسين جودة حياتهم والحد من خطر المضاعفات المرتبطة بنقص هذه العناصر الحيوية.

 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية