أوميغا-3 درعكَ الواقي ضد ألزهايمر وأمراض الدماغ التنكسيّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعدّ الذاكرة من أهم القدرات العقلية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية، سواء في التعلم، العمل، أو حتى المهام البسيطة مثل تذكّر المواعيد والمعلومات الأساسية. ومع تزايد الضغوط الحياتية، والتقدم في العمر، قد يعاني البعض من ضعف في التركيز والنسيان المتكرر، مما يدفع الكثيرين للبحث عن مكملات غذائية تساعد في دعم صحة الدماغ وتعزيز القدرة على التذكر. من بين العديد من المكملات المتوفرة، يُعد أوميغا-3 أحد أفضل المكملات الغذائية لتحسين الذاكرة، وذلك بسبب فوائده العديدة التي أثبتتها الدراسات العلمية.

يحتوي أوميغا-3 على نوعين أساسيين من الأحماض الدهنية وهما حمض الدوكوساهكساينويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA)، وكلاهما يلعبان دورًا مهمًا في دعم صحة الدماغ. يُعد DHA مكوّنًا رئيسيًا في أغشية خلايا الدماغ، حيث يساعد في تحسين التواصل العصبي بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تعزيز عملية التذكر وسرعة استرجاع المعلومات. من ناحية أخرى، يعمل EPA على تقليل الالتهابات في الدماغ، مما يساهم في حماية الخلايا العصبية من التلف، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر.

إلى جانب تعزيز الذاكرة، يلعب أوميغا-3 دورًا محوريًا في تحسين الوظائف العقلية بشكل عام. تشير الأبحاث إلى أن تناول كميات كافية من أوميغا-3 يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر والخرف، حيث يحافظ على بنية الدماغ ويقلل من التراجع المرتبط بالتقدم في العمر. كما أن له تأثيرًا إيجابيًا في الحالة المزاجية، حيث يساعد في تقليل التوتر والاكتئاب، مما ينعكس بشكل غير مباشر على تحسين الأداء الذهني والقدرة على التركيز.

هذا ويتوافر أوميغا-3 بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، وخاصة الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، السردين، والماكريل، بالإضافة إلى مصادر نباتية مثل بذور الكتان، الشيا، والجوز. ومع ذلك، قد لا يحصل البعض على الكميات الكافية من خلال النظام الغذائي وحده، مما يجعل المكملات الغذائية الغنية بأوميغا-3 خيارًا مثاليًا لتعويض النقص. يُنصح بتناول المكملات التي تحتوي على تركيز عالٍ من DHA وEPA لضمان الحصول على الفوائد المرجوة، ويُفضل استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة حسب احتياجات كل فرد.

تختلف الجرعة اليومية الموصى بها من أوميغا-3 حسب العمر، الجنس، والحالة الصحية، ولكن بشكل عام يُنصح بتناول 250-500 ملغ يوميًا من DHA وEPA للحفاظ على صحة الدماغ. أما في الحالات الخاصة، مثل الأشخاص الذين يعانون من ضعف الذاكرة أو الأمراض العصبية، فقد يوصي الأطباء بجرعات أعلى تصل إلى 1000-2000 ملغ يوميًا. لذلك، يُفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في تناول المكملات الغذائية، خاصةً لمن يعانون من مشكلات صحية أو يتناولون أدوية قد تتفاعل مع أوميغا-3.

في ظل تزايد الاهتمام بصحة الدماغ والوقاية من مشكلات الذاكرة، يُعد أوميغا-3 من أهم المكملات الغذائية التي أثبتت فعاليتها في تعزيز الوظائف العقلية وتقوية الذاكرة. سواء كان ذلك من خلال تناول الأطعمة الغنية به أو عبر المكملات الغذائية، فإن الحفاظ على مستويات كافية من أوميغا-3 يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تحسين الأداء الذهني والوقاية من الأمراض العصبية على المدى الطويل.